المرأة العاملة في “الشمال السوري” بين مطرقة العمل وسندان المجتمع
فريق التحرير | شبكة مراسلي ريف دمشق
تعد المرأة هي العضو الأهم في تكوين المجتمعات والنهوض بها، حيث أنها الأم والمربية والمعلمة، ولها دور فعال على كافة الأصعدة.
وقد وصلت المرأة في المجتمعات الأوربية لأدوار قيادية هامة، لكنها لاتزال في المجتمعات العربية تعاني من التهميش، حيث مُنعت من الكثير من الحقوق فقط بحجة أنها امرأة.
وعلى الصعيد الداخلي ومع انطلاق الثورة السورية استطاعت المرأة إثبات وجودها في الكثير من المجالات، وكان لها دوراً هاماً في المساندة والاستمرار بالصمود على الرغم من الظروف الكارثية التي مرت بها،
ومن جهتها أعربت السيدة “ثريا الهادي” الأمين العام للاتحاد النسائي عن مدى الصعوبات والتحديات التي تواجه المرأة العاملة، أهمها نظرة المجتمع لها، وللأسف لازالت لحد الآن توجد هذه النظرة الذكورية المسيطرة على نسبة كبيرة داخل المجتمع في الداخل على الرغم من الوصول إلى نسبة جيدة من التحرر، لكن لا تزال نسبة 80% من الرجال ينظرون للمرأة بالنظرة القبلية بأنها يجب أن تكون فقط ربة منزل ولا يجب أن يكون لها أية اهتمامات، وليس لها دور في المجتمع، وأضافت “الهادي”: كوني امرأة عاملة سأسعى إلى إعطاء انطباع بأن المرأة قادرة على إثبات وجودها، وإظهار دورها بأنها فاعلة بشكل كبير في المجتمع، حيث أن للمرأة أدوار كبيرة بعدة مجالات، ونجحت على أكثر من صعيد، حيث أنها الطبيبة التي نجحت برغم القصف، وهي الممرضة التي ساندت وكانت حاضرة في الميدان، والمعلمة التي تخرج أجيال، وكان لها دوراً كبيراً في المجالس المحلية،
ومن ضمن الحديث وجَّهت رسالة للجهات المدنية المعنية في الشمال السوري والمناطق المحررة بأن تقوم بإطلاق حملات توعية للذكور تشرح لهم أهمية دور المرأة في المجتمع، وأن يكون لهم دوراً في مساندة المرأة وتمكينها في المجتمع، أما عن الصعوبات التي تواجه المرأة خلال العمل قالت أنه لا يوجد صعوبات بل تحديات أهمها نظرة المجتمع الدونية لها للتقليل من قدراتها بأنها لن تستطيع إنجاز العمل أو المهام الموكلة إليها، كما طالبت بتوفير وسائل نقل لتسهيل حركة العاملات وتنقلهم.
أما بالنسبة للسيدة “فاطمة حامد” رئيسة الاتحاد النسائي العام في حلب فقد عبرت عن غضبها من كيفية التعامل مع المرأة العاملة في ريف حلب الشمالي، وبدأت حديثها بأن المرأة العاملة تخرج من منزلها عند الساعة السابعة صباحاً وربما تتأخر عن عملها لمدة خمس دقائق، ويبدأ معها استجواب على حد وصفها عن سبب التأخير، و أحياناً يتم التحدث معها بشكل “حاد”، وحتى بعد انتهاء الدوام وعند عودتها إلى منزلها ربما تتأخر أيضاً بسبب الازدحام، وتعود من جديد لاستجواب آخر وانتقاد بأنها تأخرت عن أطفالها وأنها لم تحضر لهم الطعام بعد،
واستطردت قائلةً بأنني لست مرتاحة في مكان عملي ولا حتى في منزلي، فقط لسبب واحد وهو الروح الذكورية التي تعتبر أنّ المرأة خُلقت للقيام بأعمال المنزل من تنظيف أواني وغسيل وطبخ واهتمام بالأطفال ولا يحق لها الاعتراض،
واستفاضت بكلامها أنه آن الآوان لقول “لا” في وجه هذا المجتمع، و تطلب منهم أن يولوا اهتماماً أكبر للمرأة، حيث أنها خلال عشر سنوات مرت من الحرب في سوريا فقدت الكثير من السند الداعم من أسرتها من زوج وابن وأخ، وقامت رغم ذلك بإثبات ذاتها للخارج فلا يثنيها ذلك عن إثبات وجودها ضمن المنزل.
أما بالنسبة لـ “مرام” فقد تحدثت عن صعوبة إيجاد فرصة عمل لها كونها امرأة منقبة بالرغم من توفر المؤهلات العلمية لديها، وهذا ما يجعلها تصاب باكتئاب أحياناً و يجعلها تتردد بالتقدم على شواغر أخرى، وتتسأل هل نحارب الدول التي تمنع الحجاب والنقاب ونحن في دولنا نعاني من ذلك الأمر.
“عفراء” أم لطفلتين تعمل قابلة مناوبة في أحد المشافي تقول في حديثها أن أهم ما يواجهها من صعوبات هو الافتقار لمكان تضع فيه أطفالها أثناء مناوبتها، في حين أن زوجها يعمل شرطياً وغالباً ما تتزامن مناوبتهما معاً، وذلك الأمر يؤثر سلباً حيث أن زوجها يقوم بالضغط عليها ويطلب منها ترك العمل ولكنها ترفض خاصةً بعدما دخلت بمجال التخصص.
الجدير بالذكر أن النظام السوري قام باعتقال النساء والأطفال خلال سنوات الثورة ويقوم بممارسة أفظع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وأثبتت تقارير لمنظمات حقوقية بأن غالبية المعتقلات يتعرضن للاغتصاب ومنهنّ من أنجبت أكثر من مرة جراء الاغتصاب داخل أماكن اعتقالهم، و أكدت هذه التقارير شهادات لناجيات تم توثيقها و إظهارها للإعلام.