سنوات من الإصرار والتحدي.. شبكة مراسلي ريف دمشق تواصل مسيرتها في عامها العاشر

0 5٬643

تحرير: خديجة مصطفى

توجّس وترقب وتحرّكات حذرة، حيث سماء الفيحاء دمشق كما باقي المحافظات السورية ملبدة بغضب زبانية الطاغية بشار الأسد، بسبب الانتشار الواسع للثورة السورية في وجه الظلم.

وتحت هذه السماء وفي مثل هذا اليوم الرابع من تشرين الأول عام ٢٠١١، اجتمع نفرٌ مؤلف من اثني عشر شخصاً في ريف دمشق وتعاهدوا على العمل معاً، لتوثيق إجرام هذه الطغمة الفاسدة، وقد كان لهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنة، إذ بدؤوا عملهم بشكل سري، وفي نهاية عام ٢٠١٢ انتقلوا للعمل العلني، من توثيق للشهداء إلى نقل للأحداث والمعارك الجارية على أرض الواقع بعد تقدم الثوار على جيش المجرم بشار.

وقد كان هذا السعي تحت مسمى “شبكة مراسلي ريف دمشق” (DCRN).
قام الفريق برصد الأخبار وتوثيقها ومن ثم نشرها عبر وسائل التواصل المختلفة منها جريدة الخبر اليومية والتي استمرت لثلاث سنوات متتالية كأول جريدة يومية في الثورة السورية منذ حزيران 2013، بالإضافة لموقع الكتروني خاص على الويب سايت في عام 2014.

في نهاية عام 2015 كتب الله السلامة للفريق من استهداف مباشر من الطيران الحربي الروسي دمّر معدات الشبكة بشكل كامل، وأصيب الكادر ومن بينهم مدير الشبكة.

هذا الأمر لم يحبط من عزمهم رغم صعوبة العمل بلا معدات لكنهم رفضوا الاستسلام واستمروا بالكفاح وحفر الصخر بأظافرهم حتى بدايات العام 2018…
حيث انطلقوا من جديد بدعم من إحدى المنظمات المهتمة بمجال الصحافة والإعلام وبتزكية خاصة من “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وفريق مراسلين بلا حدود”.

وفي نهاية آذار لنفس العام 2018 وضعهم العالم بتخاذله أمام خيارين، أحلاهما مر:
إما التسوية وبعدها الاعتقال والموت البطيء في أقبية أفرع النظام المجرم، أو رحيل الأجساد عن أوطانها باتجاه الشمال السوري المحرر.

ومن هنا من الشمال السوري واصل هذا الفريق المناضل بقلمه وكاميراته صموده وثباته كاشفاً أفاعيل وإجرام الأسد ومن والاه، واضعاً نصب عينيه أهدافاً يسعى لتحقيقها من توثيق انتهاكات النظام المجرم، والوصول إلى سوريا حرة ديمقراطية، إلى دعم الوعي المجتمعي، وتمكين المرأة والدفاع عن حقوقها، ونقل يوميات الناس في سوريا أفراحاً وأتراحاً والوقوف بجانبهم لإيصال صوتهم.

استطاع كادر الشبكة على الرغم من عدده القليل توثيق شهداء دمشق وريفها بين عامي 2011 و 2018، كما تم إنتاج خمسة أفلام وثائقية، أهمها فيلم “الموت القادم من قاسيون” الذي يحكي قصة 1400 مدنياً ماتوا اختناقاً بكيماوي الأسد في الغوطة الشرقية عام 2013، وفيلم ميغ 29 الذي يوضّح من خلال مشاهده كمية الرّعب والخوف التي عاناها الشعب السوري من قصف وقتل بالطائرات الحربية.

وبذات الإصرار والصمود يتجهز فريق شبكة مراسلي ريف دمشق لخوض مرحلة جديدة بدايتها إقامة دورات تدريبية وتأهيلية في المجال الإعلامي، وإصدار مجلة تهتم بشؤون المرأة، بالإضافة لفيلم وثائقي، وإقامة معرض فوتوغرافي في أوروبا.
وكخيوط الفجر الأولى التي تبدد عتمة ليل شتاء طويل سيمضي فريق هذه الشبكة للأمام مواصلا مسيرة العطاء والتحدي ولأن اكثر ما يقهر السفاح الطاغية إرادة البقاء لدى من يظلمهم ويتجبر عليهم سيبقى هذا الفريق مقاوما مقداما حتى يشاء الله وتصبح سوريا بجميع بقاعها حرة من إجرام آل الأسد

قد يعجبك ايضا