علي ياسين – خديجة مصطفى | DCRN
في الرابع من تشرين الأول بدأ نظام الأسد حملة قصف ممنهجة مكثفة، بمشاركة الطيران الروسي استهدفت المناطق المحررة والخارجة عن سيطرته في الشمال السوري المحرر، في تصعيد عنيف ليس الأول من نوعه في تاريخ نظام الأسد الذي اعتاد ارتكاب المجازر في حملاته العسكرية ضد المدنيين.
القصف استهدف المنشآت الحيوية المستشفيات والمدارس والأسواق ومنازل المدنيين، مخلفا الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات وسط تعام دولي واضح وتجاهل عالمي متعمد لإجرام نظام الأسد.
وفي إحصائية نشرها الدفاع المدني في الشمال السوري المحرر يوم أمس لهذه الهجمة الشرسة، بلغ عدد الهجمات الكلي منذ( 4) تشرين الأول حتى( 8) منه (148)هجمة مصنفة كالتالي:
– قصف مدفعي (74) هجمة.
– راجمة صواريخ (59) هجمة.
– طيران حربي (7) غارات جوية.
– ذخائر حارقة محرمة دوليا (4) هجمات.
– صواريخ عنقودي محرمة دوليا (1) هجمة واحدة.
استهدفت هذه الهجمات( 50) مدينة وبلدة ضربت خلالها قوات الأسد:
– 10 مرافق تعليمية.
– 5 مرافق طبية.
– 5 مساجد.
– 4 مراكز للدفاع المدني السوري.
– 3 مخيمات تؤوي نازحين.
– 3 مزارع للدواجن.
– 1 محطة كهرباء.
وقد خلف هذا التصعيد (46) شهيدا منهم (13) من الأطفال و (9) من النساء، وإصابة (213) شخصا منهم (69) من الأطفال و (41) من النساء.
وفي حديث مطول أجرته DCRN مع السيد” منير مصطفى” نائب مدير الدفاع المدني السوري – سألناه عن كيفية تعامل المشافي والنقاط الطبية مع الأعداد الكبيرة من الجرحى؟ فأجابنا بالتالي :
-يوجد ضغط كبير على القطاع الطبي بشكل عام تزامناً مع حالة إنهاك شديدة وذلك نتيجة استهداف نظام الأسد وروسيا للبنية التحتية الطبية والسعي لتدميرها بالكامل إضافة للأزمات المتلاحقة خلال الأعوام الماضية كجائحة كورونا ثم كارثة الزلزال المدمر، كل ذلك أنهك القطاع الطبي واستنفذه.
وحول الصعوبات التي تواجهها طواقم الإسعاف والإنقاذ في ظل هذا التصعيد قال لنا :
– نظام الأسد الإرهابي وروسيا لم يكتفوا بقصف تجمعات المدنيين عبر استهداف الأسواق والمساجد والمدارس والمرافق والبنى التحتية، بل أيضا يستهدفون فرق الإسعاف والطواقم الإنسانية وفرق الدفاع المدني السوري، حيث تعرض مركز أريحا الخميس الفائت للاستهداف المباشر ما تسبب بتضرر (3) سيارات إسعاف، إضافة لاستهداف فريق إسعاف في مدينة جسر الشغور، وتهدف هذه الاستهدافات المتكررة والمتعمدة لحرمان جميع وسائل الحياة للسكان.
وسط كل هذا الإجرام سيد منير، ما هو عدد النازحين حتى اللحظة إن كان من الممكن حصرهم وما هو واقع أزمة النزوح من المناطق المستهدفة؟
– لا يوجد عدد محدد حيث إن موجات النزوح تتركز من المناطق التي تتعرض للقصف والاستهداف وحالة النزوح هي جزئية وليست كاملة وذلك بسبب عدم وجود مكان يلجأ المدنيون إليه، حيث يركز النازحون على الابتعاد عن مناطق القصف وقد خرج كثير من النازحين، من بيوتهم دون القدرة على أخذ ممتلكاتهم والبعض الآخر لا يستطيع النزوح وترك مصدر رزقه والهرب للمخيمات نتيجة الظروف المعيشية والإنسانية.
وسط الصمت الدولي ما الرسالة التي يوجهها الدفاع المدني للعالم في ظل هذه الأوضاع الصعبة؟
– إن ما يحصل ليس جديداً في حياة السوريين ويبدو أن هنالك تجاهل واضح من قبل المجتمع الدولي لمأساة السوريين التي أصبح عمرها (12) عام ولا يوجد أي مبالاة بالكارثة الإنسانية التي بات السوريون على أبوابها وهي كارثة مستمرة ومتجددة منذ (12) عاماً، ولكن الفارق الأكبر أنها أتت بوقت نعاني فيه من أزمة إنسانية كبيرة للغاية نظراً لظروف المدنيين القاسية بعد كارثة الزلزال المدمر واستغلال نظام الأسد للظروف الدولية والإقليمية للتصعيد ولكي لا يكون هناك أي ردة فعل دولية حيث يعمل نظام الأسد على تدمير البنية التحتية والمرافق العامة وقتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء وهذا شيء خطير نتمنى من العالم ومن المجتمع الدولي بمطالبة واضحة أن يقوموا بدورهم بحماية المدنيين والمرافق والعمال الإنسانيين بالإضافة لمحاسبة نظام الأسد على هذا الإجرام.
هل هناك هدف واضح للنظام المجرم و المحتل الروسي السفاح من هذه الحملة الشرسة على المحرر؟
– بالتأكيد هو تدمير البنى التحتية بشكل أساسي وتدمير حياة الناس وقتل أكبر عدد ممكن من الناس إذ أن نظام الأسد وروسيا لا يفقهون إلا لغة الموت وتدمير حياة الناس وممارسة القتل طويل الأمد على حياة الناس.
ما الذي يطلبه الدفاع المدني من المواطنين في هذه الحالة الطارئة من القصف الهمجي؟
– قمنا بنشر تحذيرات سواء بشكل فيزيائي أو عبر صفارات الإنذار أو عبر منصات التواصل الاجتماعي بمسائل الاحتماء والإبلاغ عن الذخائر غير المنفجرة والحرائق، بالإضافة للابتعاد عن النوافذ قدر المستطاع وكثفنا من نشر الإرشادات التي من شأنها مساعدة المدنيين للتعامل مع هذه الظروف الصعبة.
هذه رؤية شاملة للحملة الهمجية المستمرة على الشمال السوري المحرر قدمها السيد “منير مصطفى” نائب مدير الدفاع المدني السوري توضح حجم جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد وصمت المجتمع الدولي إزاء تلك الجرائم، كل هذا بينما يبقى السوريون في الشمال المحرر يكابدون مصاعب كثيرة في الحفاظ على حياتهم رغم استمرار القصف و التصعيد.