حوار صحفي مع الدكتور جهاد الحجازي وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة
إعداد: نور أحمد
حوار: شمس عساف
بداية الطريق لتحديد مستقبلك أو كما أسماها البعض (تحديد مصير) الشهادة الثانوية التي تعتبر المؤهل الرئيسي لدخول الجامعات والمعاهد العليا في أغلب الدول العربية وتعتبر من السنوات المهمة في مسيرة الطلاب التعليمية وأصعبها لما يحمله الطالب من أعباء وضغوط نفسية وجسدية ليستطيع عبور هذه المرحلة وتحقيق حلمه الذي يسعى إليه طويلاً، ومع اقتراب امتحان الشهادة الثانوية العامة وابتداءها في بعض المناطق الأخرى يسعدنا أن نستضيف الدكتور جهاد الحجازي وزير التربية والتعليم ورئيس مجلس التعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة.
_بدايةً الشهادة الثانوية غنية عن التعريف ولكن في ظل الوضع الراهن والحرب ماهي أهم التغييرات التي طرأت على هذه المرحلة من الناحية الإيجابية والسلبية؟!
الشهادة الثانوية ما تزال تحمل نفس القيمة ونفس الاهتمام في نفوس السورين وتعتبر حتى الآن تحديد مصير لدخول التخصص الجامعي الذي يحلم به كل طالب.
غير أن هناك نواحي إيجابية وهي حقيقة حدوث بعض التخفيف في شروطها وقواعدها وأعتقد أنها أصبحت أسهل في هذه الأيام وهناك مراعاة من قبل القائمين عليها لظروف الطلاب الصعبة والطارئة أحياناً.
من النواحي السلبية ربما التي انتشرت هي انخفاض بعض معدلات القبول وقبول جميع المتقدمين في فروع أخرى الأمر الذي تسبب في وصول طلاب ضعاف علمياً إلى بعض التخصصات الحساسة مثل الاقتصاد والمعلوماتية وغيرها وتسبب في انخفاض المستوى.
ماهي الصعوبات التي تواجه طالب الشهادة الثانوية العامة وما مدى الفرق بين ما يواجهه طالب اليوم والأمس من صعوبات؟!
أهم الصعوبات اليوم قلة التخصصات في الجامعات وضعف الاستيعاب خاصة للفروع الطبية في المنطقة، وربما يضطر الطالب إلى قبول فرع جامعي لا يحبه فقط لوجود هذا الفرع في البلد الذي يعيش فيه.
أيضاً هناك دوماً هاجس فرصة العمل مع غياب القطاع العام والمنافسة القوية في سوق العمل الذي أحياناً لا يهتم للاختصاص ويشترط الخبرة.
أيضاً من الصعوبات عدم وجود مجال جيد ومناسب للتدريب العملي خاصة في التخصصات الطبية، أيضاً ارتفاع أقساط الجامعات الخاصة وصعوبة تأمينها من أغلب الطلاب مع انخفاض مستوى المعيشة والوضع الاقتصادي الصعب.
في الماضي ربما كان هناك جامعات حكومية أكثر عدد وطاقتها الاستيعابية أكبر وفيها تنوع في التخصص وكانت تمثل حلاً للطلاب.
هل تحدثنا عن طبيعة كتابة أسئلة الامتحان وكيفية اعتمادها، وماهي الإجراءات المتبعة مع أساليب الغش من قبل الطلاب وهل تذكر لنا أغرب حالة غش واجهتكم؟
نحن في وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة نتبع أسلوب امتحانات تقليدي يشبه كثيراً الامتحان الذي كان موجوداً في سوريا قبل الثورة يعتمد على الأسئلة الكتابية الكلاسيكية.
نقوم قبل الامتحان بشهر تقريباً بتشكيل اللجنة العليا للامتحانات، والتي تقوم بتشكيل غرفة عمليات تعمل على استقبال نماذج الأسئلة، واختيار نموذج واحد في النهاية يتم طباعته ليلاً وتوزيع الأسئلة على المراكز كل يوم بيومه والأسئلة في ظرف أسود ومغلف وتفتح أمام الطلاب.
حالات الغش متنوعة ودائماً يوجد ابتكارات لدى الطلاب، حالياً يعتمد الطلاب على التكنولوجيا في الغش مثل السماعات والنت وغيرها لكنها حالات فردية نادرة وغالباً نقوم بكشفها.
ماذا تحب أن تقول لطلاب الشهادات الثانوية؟
أقول لهم أن الأمل بالله دوماً موجود لا داعي للقلق حول المستقبل فقط عليكم أن تركزوا على امتحانكم والنجاح به بعلامات متميزة ثم الباقي سوف يأتي إن شاء الله.
العلم سفينة النجاة في كل الظروف والأزمان وهو بضاعة لن تبور بإذن الله، ودائماً مهما كانت الظروف صعبة هناك مكان للمجتهدين والمثابرين ولن يضيع الله تعباً لطالب علم، والتعلم والاكتساب ليس فقط مقتصر على البكلوريا أو كتب المقررات، بل يجب عليهم أن يبنوا شخصيتهم ويتسلحوا بالخبرات التي تمكنهم من الحصول على أفضل الفرص في سوق العمل.
أتمنى لجميع طلابنا التوفيق والنجاح والمستقبل المشرق
ختاماً لكل مجتهدٍ نصيب ومن جد وجد ومن زرع حصد نتمنى كل التوفيق والسداد والنجاح لطلابنا الأعزاء فأنتم أمل المستقبل.