لم تتوقف الأخبار المتسارعة عن الوصول من روسيا، فخلال هذه الساعات يجري الحديث عن تمرد عسكري أعلنته ميليشيا شركة “فاغنر” الروسية أحد أذرع روسيا غير النظامية في حروبها المختلفة، وعن التفاصيل فالأزمة بين قيادة فاغنر ووزارة الدفاع الروسية تعود لأشهر سابقة نتيجة قلة إمدادات الذخيرة التي تقدمها موسكو لأفراد الميليشيا ما دفع قائد فاغنر “يفغيني بريغوجين” للاحتجاج وإهانة القيادات العسكرية الروسية على العلن عدة مرات.
مع تصاعد الأزمة كانت الشرارة التي أشعلت الأحدث هي تعرض عدد من معسكرات فاغنر لهجمات صاروخية وجوية من قبل الجيش الروسي كما قال “بريغوجين” وأكد أن القتلى من قواته بالآلاف، ووفق تسجيل صوتي نُسب له فقد توعد بالرد على هذا العمل بقوله: “إن هذا الهجوم يمثل خسة حقيقية وندعو جميع الأفراد بالجيش الروسي لعدم الوقوف بوجهنا لأن أي نقطة تفتيش أو طائرة ستحاول المقاومة سيتم اعتبارها تهديداً وستدمر على الفور”.
وقد تعرضت عدد من وسائل الإعلام الروسية للإختراق ونُشر خلالها تسجيل “بريغوجين” الصوتي في إشارة لبدء ما يبدو أنه تمرد شامل، حيث طالب بريغوجين الشعب الروسي بالنزول إلى الشوارع مؤكداً أنهم سيجدون الأسلحة، كما ذكر أن “هذه الليلة سنحل أمر المجرمين شويغو وغيراسيموف” متوعداً بشنقهما على العلن في الساحات العامة.
وتشهد روسيا اضطرابات عنيفة تمثلت بانتشار آليات ثقيلة حول المباني الحكومية الروسية وأصوات إطلاق نار كثيف تنتشر في أنحاء موسكو، وقد قال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكريملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على علم بالمجريات الحالية ويجري اتخاذ التدابير الضرورية، كما نفت وزارة الدفاع الروسية ضرب قواتها لمعسكرات فاغنر واصفة هذه الأخبار بـ”الإستفزاز والتضخيم الإعلامي”.
وقد قالت أنباء متداولة إن السلطات الروسية أعلنت “بريغوجين” كمتمرد وسيواجه عقوبة السجن لعشرين عام بسبب محاولته الترتيب لتمرد عسكري، وقد وجه نائب قائد القوات الروسية نداء لفاغنر بالتوقف واللجوء للحل السلمي تحت إشراف بوتن وعودة الميليشيات لنقاط تمركزها المحددة، مشيراً إلى أنه لا يجوز اللعب لصالح العدو.
ويشار إلى أن ميليشيا فاغنر كانت قوة عسكرية ضاربة تعمل لصالح روسيا وشاركت بارتكاب عدد كبير من الجرائم في سوريا وليبيا وأوكرانيا وهي مكونة بالأساس من عناصر مرتزقة وبعض المتقاعدين والمسرحين من الجيش الروسي من الضباط والأفراد.