الرسائل الثلاث

176

ريما خطاب |شبكة مراسلي ريف دمشق

وسامته المميزة في المدرسة، سلبت عقول تلميذات الصف السادس الابتدائي،
أما ذكاؤه واجتهاده فقد زاد حسنه اكتمالا،
ضحكته المختلفة عن ضحكات الباقين أسرت القلوب وشدت الأنظار إليه،
حتى المعلمات أبهرن بتميزه وذكائه، لذلك كان تفاعله ومشاركته في الدروس أكثر من جميع التلاميذ.
أسامة التلميذ الوافد حديثا للمدرسة، بعد مجيئه مع أهله من المحافظة فبعد تقاعد أبيه من عمله في( حراسة شركة المياه ) كان لابد من العودة للقرية مسقط الرأس.
هدى ولبنى وصفاء، أشطر التلاميذ في الصف، أثار غضبهن تحول نظر المعلمات إلى التلميذ الجديد.
وهن من كان التنافس في الدارسة والتفوق شغلهن الشاغل في المدرسة، وكن يحظين بحب واهتمام المعلمات أكثر من الجميع.
اتفقن أن يتخلصن منه بنقله إلى الشعبة الثانية، حتى تبقى ساحة الصف لهن، ليتنافسن ويجتهدن، ويحصلن على تشجيع وثناءات المعلمات.
اتفقن أن تكتب كل واحدة منهن رسالة تطلب فيها منه أن ينتقل إلى الشعبة الثانية، بحجة أن هذه الشعبة تلميذاتها أكثر من تلاميذها.
كتبن رسائلهن في البيت، ومن ورق ملون صنعن ظرفا جميلا لهذه الرسالة.
في الفرصة وحين خرج جميع التلاميذ لباحة المدرسة، تسللت هدى إلى الصف ووضعت الرسالات الثلاث في حقيبة أسامة.
فتح أسامة حقيبته بعد انصرافه للبيت، من أجل كتابة إجاباته، فوجئ بالرسالات الثلاث، فتح الظرف الأصفر أولا،
عزيزي أسامة، لقد بات صفنا بعد مجيئك أكثر جمالا ورعة، أرجو أن تبقى في شعبتنا وأن لاتفكر بالانتقال للشعبة الثانية.
فتح الظرف الأحمر، وجودك في صفنا جعل من جوه أكثر مرحا، وأشاع فيه بهجة لم تكن قبل مجيئك إليه، أرجو أن تبقى معنا طوال العام الدراسي .
فقد أحببناك جميعا.
الظرف الأزرق السماوي كان آخر ظرف فتحه، صديقي العزيز أسامة، سمعت أنك تريد الانتقال للشعبة الثانية، وقد حزنت لهذا.
أرجو أن تعدل عن قرار انتقالك وترك الصف، كي لا يعود كئيبا وجافا كما كان قبل أن تأتي وتنشر فيه ضحكاتك ومرحك اللا محدود.

في اليوم التالي طلب أسامة من المعلمة نقله إلى شعبة أخرى..

قد يعجبك ايضا