قضوا ذبحاً بسكاكين الطائفية والحقد.. كرم الزيتون في الذاكرة الجريحة

223

علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق

سجلّ الثورة السورية مليء بمئات الآلاف من المجازر والمآسي التي بات إحصاؤها ضرباً من ضروب المستحيل، ومجزرة كرم الزيتون إحدى أبشع المجازر التي نفذها النظام بطابع طائفي عنصري، فما قصة الأطفال والنساء الذين امتلأت نصال سكاكين الأسد وميليشياته من دمائهم، ولماذا شكلت هذه المجزرة نقطة مأساة في ذاكرة محافظة حمص، وما تفاصيلها وتبعاتها على الصعيدين العربي والدولي؟

يقع حي كرم الزيتون جنوب محافظة حمص، يتوسط عدداً من الأحياء ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية كحي باب الدريب وباب السباع، بالإضافة لقربه من حي عكرمة ذي الغالبية العلوية، وبالنسبة للنظام بداية الثورة فتأتي أهميته من كونه يفصل بين حيين مواليين هما النزهة والزهراء.

أما عن التفاصيل فقد عمدت قوات النظام لقصف الحي بالمدفعية الثقيلة والدبابات بتاريخ 24 من شهر يناير عام 2012 وحاصرت الحي من جميع مداخله ومنعت الدخول والخروج منه، كما منعت طواقم الإسعاف من الدخول لإسعاف الجرحى ما زاد من معاناتهم، حيث بلغت حصيلة الشهداء الذين ارتقوا بسبب القصف الشديد ونيران قناصة النظام خلال يومي 24 و 25 يناير 22 شهيداً، وفي 26 من ذات الشهر قامت قوات النظام باقتحام الحي صباحاً وتنفيذ حملات دهم واعتقال وعمليات إعدام ميداني طالت الرجال النساء والأطفال، حيث تنوعت أساليب الإعدام ما بين الرمي بالرصاص ووصولاً لذبح الأطفال بالسكاكين والتمثيل بجثثهم، وقد بلغت حصيلة ضحايا الاقتحام 19 شهيداً، هذا وعمدت قوات النظام لأخذ عدد من جثامين الشهداء لمشفى حمص العسكري لابتزاز ذويهم وتهديدهم بالاعتقال والانتقام الوحشي لإجبار عائلات الشهداء على توقيع أوراق تثبت أن “العصابات المسلحة” “كما كان يطلق إعلام النظام على المتظاهرين السلميين” مسؤولة عن قتلهم وبعض الجثث بقيت في برادات المشفى حتى تاريخ 30 من شهر يناير من ذات العام، أما الجثامين التي تم استلامها فقد تم تشييعها في يوم الجمعة التي أطلق عليها ناشطون اسم “جمعة حق الدفاع عن النفس”.

لقيت المجزرة إدانات عربية واسعة النطاق حيث قررت الجامعة العربية إرسال أول بعثة من المراقبين العرب للوقوف على مجريات الوضع وقد قام رئيس بعثة المراقبين العرب “محمد الدابي” برفع تقرير مفصل للجامعة العربية والذي أكد فيه أن معدلات العنف المرتكب من قبل النظام قد ازدادات خلال شهر يناير من عام 2012.

اليوم وبعد مرور 10 سنوات على هذه المجزرة يعيد الناشطون ذكراها بإطلاق حملة “دماء منسية” والتي ستتضمن وقفات تضامنية في عدد من مدن ريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب، للتذكير ببشاعة الجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام بحق المدنيين العزّل.

قد يعجبك ايضا