مهب الريح

131

ريما خطاب | شبكة مراسلي ريف دمشق

ملأت الفرحة قلبها العاشق الولهان، وحلقت في عينيها لمعة السعادة، وكأنها تقول للعالم:
وأخيرا استجاب الله لدعواتي ومناجاتي المستمرة له بأن يجمعني بالشخص الذي اختاره قلبي وأحبه منذ ثلاث سنوات.
كانت صديقاتها يهنئنها ويباركن لها هذا الحدث الجميل،
الذي لو أنه لم يحدث لكانت النهاية…
سمر ابنة الحادية والعشرين، وحيدة أبويها، دلوعة الجميع، إلا أم حبيبها كريم،
وكان الجميع يتمنى من أم كريم القبول بزواج كريم وسمر، لأنهم يعلمون صدق هذا الحب، وعمقه.
وقد لاموها على رفضها القاطع، وتشبثها العنيف برأيها.
ماذنب سمر إذا كان جدها أبو أمها قد خذل جدة كريم، ولم يفِ بوعده لها بالزواج؟!!
معادلة الانتقام هذه غير عادلة أبدا، ورغم أن الكثيرين ممن لهم تأثير عليها تحدثوا معها لتبارك هذا الزواج لكن دون فائدة،
قرار الموافقة المفاجئ أعجب الجميع، وخصوصا كريم وسمر،
ولم يعرفا السبب المباشر لموافقتها، فكريم طلب من كل الأقارب والأصحاب التدخل، والتحدث معها علها تحن عليه وترضى أن تخطبها له،
فهو لم يكن يريد إغضاب أمه بزواجه، ولم يستطع الابتعاد عن حبيبته، التي طلبت منه نسيانها.
كانت سمر تتأمل فستان العروس الأبيض الطويل، المزين باللؤلؤ والألماس،
الذي انتثر على الصدر والخصر ومناطق أخرى،
تباعدت في مكان، وتقاربت في مكان آخر،
أما أكمام ( الشيفون ) الشفافة فكانت طويلة صممت على شكل ورقة الزنبق، لتغطي اليدين إلى الكفين، ثم تتدلى إلى مابعد الخصر.
طرحة العروس عبارة عن قوس معدني غطي بالشاش الأبيض، وثبتت عليه الورود البيضاء،
وعلقت به قطعة ( شيفون ) طويلة، ستسحب على الأرض خلف سمر حين تلبس الثوب.
بجانب الثوب المعلق في غرفة سمر، وعلى( الطرييزة )،
كانت علبة شبكتها، خاتم الخطبة والحلق، وساعة الألماس،
كان هذا المنظر أروع منظر رأته في حياتها،حلم العمر يتحقق..
( رباه لا أصدق،
صوت بائع الخضرة العالي، أيقظها، فتحت عينيها، سمعت،
بندورة، باذنجان، بطاطا، معنا كل أنواع الخضرة، خس، بقدونس، كوسا للمحاشي، خضرة طازجة )…
ماهذا؟!!!
وبسرعة خاطفة نظرت للمكان الذي علق فيه ثوب العرس، لم تره، ولم تر على الطربيزة علبة الشبكة.
صوت الأم يباغتها، ويؤكد لها مخاوفها بأن يكون كل ذلك
( منام ).

سمر استيقظي يابنتي وتعالي ساعديني بتحضير طعام الغداء،
لقد اشتريت الخضرة من البائع الجوال، الذي نشتري منه الخضرة كل يوم….

قد يعجبك ايضا