مع تفشي مرض الكوليرا في سوريا عامةً وفي الشمال خاصةً، سوف نتعرف على هذا المرض مع الدكتور
مأمون حاج إبراهيم| شبكة مراسلي ريف دمشق
الكوليرا هي مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث، تتسبَّب في الإصابة بالإسهال والجفاف الشديد. وإذا لم يتم علاجها، فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصِحَّاء سابقًا.
تم القضاء فعليًّا على الكوليرا في البلدان الصناعية بواسطة الصرف الصحي الحديث ومعالجة المياه، ولكن ما تزال الكوليرا موجودة في أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وجمهورية هايتي.
قال المتحدث الرسمي ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة في سوريا تدعو الدول المانحة إلى تأمين المزيد من التمويل العاجل لاحتواء تفشي الكوليرا ومنعه من الانتشار. وقد بلغ عدد الحالات المؤكدة حتى الآن 20 حالة في حلب، وأربع حالات في اللاذقية وحالتين في دمشق (لأشخاص قادمين من حلب).
يرتفع خطر الإصابة بوباء الكوليرا عندما يُرغِم الفقر أو الحرب أو الكوارث الطبيعية الأشخاص على العيش في ظروف مزدحمة دون وجود مرافق مياه الصرف الصحي الملائمة.
لا يمرض أغلب المصابين ببكتيريا الكوليرا ولا يعرفون أنهم أصيبوا بالعدوى من الأساس، ولكن بالنظر لحقيقة أن بكتيريا الكوليرا توجد في برازهم لفترة تتراوح ما بين سبعة أيام و14 يومًا، فبإمكانهم نقل العدوى للآخرين عن طريق المياه الملوثة.
أعراض الكوليرا:
- الإسهال: يحدث الإسهال الناتج عن الكوليرا فجأةً وقد يسبِّب فقدانًا كبيرًا لسوائل الجسم إلى أن يصل لفقدان حوالي 1 لتر في الساعة وعادةً ما يبدو الإسهال الناتج عن الكوليرا باهتًا، وحليبيًّا يشبه مياه الأرز.
- الغثيان والقيء: يحدث القيء في المراحل الأولى من الكوليرا ويمكن أن يدوم لساعات.
- الجفاف. يحدث الجفاف بعد ساعات من ظهور أعراض الكوليرا وتتراوح حدته من بسيط لحاد (فقدان 10% أو أكثر من وزن الجسم يعني حدوث جفاف حاد).
من مؤشرات وأعراض الجفاف بسبب الكوليرا: سهولة الاستثارة، والإرهاق، وغور العينين، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف وذبول الجلد الذي عند قرصه يعود ببطء لموضعه الأصلي، قلة التبوُّل أو انعدامه، انخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب.
يسبب الجفاف فقدان المعادن من الجسم بسرعة، وهي المسئولة عن الحفاظ على توازن السوائل في جسمك. يُعرَف ذلك باضطراب الشوارد.
أسباب الكوليرا:
مصادر المياه الملوثة هي المصدر الرئيسي لعدوى الكوليرا. قد توجد البكتيريا في:
- سطح التربة أو مياه الآبار العامة الملوثة التي هي مصادر متكررة لتفشي الكوليرا على نطاق واسع.
- المأكولات البحرية: يمكن أن يعرضك تناول الأسماك القشرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، وخاصة الأسماك القشرية، التي تأتي من أماكن معينة، للإصابة ببكتيريا الكوليرا، وقد تم تتبّع أحدث حالات الكوليرا في الولايات المتحدة فوُجد أنها تُعزى إلى المأكولات البحرية من خليج المكسيك.
- الفواكه والخضروات النيئة: تعد الفواكه والخضروات النيئة غير المقشرة مصدراً متكرراً لعدوى الكوليرا في المناطق التي يوجد بها المرض في البلدان النامية، ويمكن أن تلوث الأسمدة أو مياه الري الخضار والثمار في الحقول التي تحتوي على مياه الصرف الصحي الخام.
- الحبوب: في المناطق التي تنتشر فيها الكوليرا على نطاق واسع، يمكن للحبوب مثل الأرز الملوثة بعد الطهي التي تُحفَظ في درجة حرارة الغرفة لعدة ساعات أن تنمو فيها بكتيريا الكوليرا.
الوقاية من الكوليرا:
- اغسل يديك بالصابون والماء بشكل متكرِّر، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تناوُل الطعام.. افرك الصابونة، بلل اليدين معًا لمدة 15 ثانية على الأقل قبل الشَّطف وإذا لم يتوفَّر الماء والصابون، استخدم معقِّم اليدين الذي يحتوي على الكحول.
- اشرب الماء الآمن فقط، بما في ذلك المياه المعبَّأة في زجاجات أو الماء الذي قمت بغليه أو تعقيمه بنفسك. استخدم المياه المعبأة حتى لتنظيف أسنانك.
- تعتبر المشروبات الساخنة آمنة بشكل عام، مثل المشروبات المعلبة أو المعبأة في زجاجات، ولكن امسح الزجاجة من الخارج قبل فتحها ولا تضف الثلج إلى مشروباتك إلا إذا صنعته بنفسك باستخدام مياه آمنة.
- تناوَلْ الطعام المطبوخ والساخن تماماً وتجنَّب طعام الباعة المتجولين (إن أمكن) فإذا اشتريت وجبة طعام من بائع متجول، فتأكد من طهيها في حضورك وتقديمها ساخنة.
- تجنَّب الأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو المطبوخة بشكل غير صحيح من أي نوع.
- التزم بالفواكه والخضروات التي يمكنك تقشيرها بنفسك، مثل الموز والبرتقال والأفوكادو، وابتعد عن السَلَطات والفواكه التي لا يمكن تقشيرها مثل العنب والتوت.
وفي النهاية يجب على المواطنين الالتزام بطرق الوقاية وخاصة في المخيمات وفي الأماكن المزدحمة، وعند حدوث أيّ عَرَض نسرع بمراجعة أقرب نقطة طبية أو مستشفى.