عائشة محمد| شبكة مراسلي ريف دمشق
الذئب الحقيقي عند (الجوع) يسرق لقمته فقط.. بينما الذئب البشري عند (الشبع) يسرق لقمة سواه..
لا يوجد ذئاب بشرية
و لكن يوجد بشر ذئاب..
هم ليسوا إلا بشر مستذئبين ويتواجدون بأقنعة كثيرة ليلاً ونهاراً،
أقل ما يمكن أن يوصف به مَن يقوم بهذا الجرم غير الأخلاقي بأنه ذئب بشر.
وهذه التسمية تختلف باختلاف الفعل، فالذئاب البشرية لها مواصفات حسب شهواتها ونزواتها..
أتحدث هنا اليوم عن قضية الابتزاز، فكلما قرأت موضوعًا أو طالعت بحثًا اختلطت عندي كثير من الأوراق فيما يخص هذه القضية، فكم نسمع ونقرأ قصصًا واقعية يندى لها الجبين، وحكايات مغلفة برائحة هؤلاء الذئاب البشرية النتنة، فهم يقومون بالابتزاز ليسقطهم الله عز وجل وهم في غفلتهم، يعتقدون أن عقاب الله لم يصلهم، ولكن تفكيرهم العقيم قد لا يبين لهم ذلك، فعقاب الله عز وجل يأتي دون علمهم، فكما تدين تدان، والشراب من نفس الكأس، فيُسخِّر المولى من يبتز ابنته أو أخته أو زوجته دون علمه.
وذكرت الأخصائية الاجتماعية بقسم توجيه وإرشاد الأسر بمجمع الأمل الأستاذة “هيا العبيد” أن 88 % من قضايا الابتزاز تقف خلفها الفتيات.
ويحذر مستشار الإصلاح المجتمعي الدكتور عبدالرحمن المحرج من شخصية المبتز التي قد تظهر حتى في الرجل الصالح.
ويرى عضو مجلس الشورى الدكتور فهد العنزي أن عقوبة المبتز والتي لا تتجاوز العام مع غرامة 500 ألف ريال غير كافية مطالبًا بإعادة النظر فيها ومضاعفتها.
جميعنا يتذكر قصة الطفلة في مصر التي تعرضت للتحرش أثناء عودتها من المدرسة من ذلك الذئب البشري الذي فقد إيمانه وسيطرت عليه شهواته.
يعرّف المختصون الابتزاز بأنه أسلوب من أساليب الضغط الذي يمارسه المبتز على الضحية مستخدمًا أسلوب التشهير بها على أوسع نطاق أو إبلاغ ذوي المرأة حتى يجعلها تقع تحت وطأة ضغوطه ليجبرها على مجاراته وتحقيق رغباته الجسدية وغيرها، وبذلك تستجيب المرأة خوفاً من الفضيحة، وتخسر كل ما لديها حتى شرفها، وتعيش في وضع سيئ.. وفي المقابل من يقوم بهذا الجرم لا شك أنه إنسان طغت عليه نزواته وشهواته.
ومع أن الفتيات أو النساء هن ضحية جريمة الابتزاز إلا أن بعضهن يساهمن فيها بشكلٍ كبير من خلال الابتذال والتساهل في إقامة العلاقات، ومنح الذئب فرصة لهذا الابتزاز بمنحه صورهن أو لقائهن، عافانا الله عز وجل من هذه الجريمة
السبيل لتفادي الابتزاز:
1-قومي بجمع الأدلة: احتفظي بسجلٍ يتضمن كافة الطرق التي تواصل فيها المبتز معك (مثل رقم الهاتف أو حساب الفيسبوك أو الإيميل) وأيضاً كافة المطالب والتهديدات التي قام بها المبتز (يفضل أن تقومي بطباعتها على الورق).
2-قومي بإخبار شبكة التواصل الاجتماعي
3-لا تدفعي المال: الخطوة الأهم هي عدم الانصياع لطلبات المبتز لأنّ فعل ذلك سيجعله يشعر بأنّه في موضع قوة وبالتالي سيزيد الأمر سوءاً وقد يدفعه ذلك إلى زيادة مطالبه لاحقاً وطلب المزيد من المال
4- منح الأسرة الثقة للأبناء
الحذر من تصوير أفراد العائلة خصوصا للإناث
4-مصارحة الوالدين أو أحد الأقارب وعدم الانصياع للمبتز
5- تثقيف الأسرة تثقيفا شرعيا ونفسيا وتربويا واجتماعيا وعلميا
العقوبة الرادعة للمبتز والتي تتناسب مع عظم الجريمة
6-المجال الإعلامي ، إذ لا ينبغي على الإعلام الاكتفاء بنشر الخبر دون أن تصاحبه إضاءات نفسية واجتماعية حول طبيعة هذا السلوك الإجرامي ، وإدانة فاعله