على الرغم من المأساة التي سببتها حوادث التهجير المتتالية في مناطق سوريا وتحول مناطق سيطرة الأسد إلى ساحة مفتوحة تمرح بها إيران وروسيا كما تشاءان إلا أن الأمر على ما يبدو قد تحول من عملية بسط للنفوذ والتحكم بمفاصل الاقتصاد إلى عملية سيطرة كاملة على المدن والمحافظات التي تتواجد فيها، فبدءً من تنظيم عمليات التشيع في صفوف المدنيين والتي تشبه بعثات التبشير التي عمل عليها الصليبيون في العصور القديمة وانتهاءً بإنشاء معالم دينية ومراقد مزيفة لخداع المتدينين وإيهامهم بقدسية هذه المناطق حتى يسهل الاستيلاء عليها فيما بعد.
أما عن معالم هذه السيطرة فقد تم رصد العديد من المنطق التي بدء الإيرانيون بالاستيلاء عليها في دمشق وريفها حيث تثبت الأنباء التي يتم نشرها بين الحين والأخر عزم إيران على زيادة نفوذها الاقتصادي والفكري والديني حيث ستشكل هذه المناطق إنعاشاً للاقتصاد الإيراني المنهك بسبب العقوبات عليها.
وعن المعلومات المتوفرة في هذا السياق فقد نشرت عدد من وسائل الإعلام صوراً لزيارة مدير مكتب خامنئي في سوريا “أبو الفضل الطبطبائي” في زيارة لمقام قال إنه للسيدة سكينة في مدينة داريا وتهدف هذه الزيارة للإشراف على عمليات تخطيط الإنشاءات الخاصة بالمقام والمنطقة المحيطة به ضمن سلسلة من الزيارات الغير معلنة لمدينة داريا وعدد من مناطق الغوطة الغربية، واللافت أن مدينة داريا ومنذ اليوم الأول للسيطرة عليها من قبل قوات النظام وحتى اللحظة يمكن اعتبارها ثكنة عسكرية مغلقة حيث لم يُسمح لأي مدني بالدخول إلى المدينة خلافاً لما قالته وسائل إعلام النظام عن عودة المدنيين إلى منازلهم، والحقيقة أن من يسيطر على المدينة في الوقت الحالي هم الميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد وسط شح المعلومات الواردة من داخل المدينة نتيجة التشديد الأمني.
وفي ذات السياق وضمن سباق السيطرة الإيرانية مع الروس نشرت بعض وسائل الإعلام بعض التقارير عن قيام إيران بإنشاء قاعدة عسكرية تبعد عن منطقة الكسوة ١٤كم تقريباً بغرض استخدامها لنقل الجنود والمركبات المتوسطة دون معرفة السبب الرئيسي من إنشاء القاعدة أو المهام التي ستقوم بها في المستقبل القريب.
السيطرة الجغرافية لم تكن كافية بالنسبة لإيران بل تقوم في الفترة الحالية على نشر ظاهرة زواج المتعة في عدد من المناطق سعياً منها لترسيخ المذهب الشيعي في عقول الفئة الناشئة من الشباب حيث أنشأت مؤخراً أربعة فنادق في منطقة السيدة زينب مع مكاتب إدارية لتنظيم عملية زواج المتعة بتكاليف وأسعار معينة بذريعة ارتفاع تكاليف الزواج الشرعي والأوضاع الاقتصادية السيئة.
أما منطقة جنوب دمشق فقد عملت الميليشيات الإيرانية على إسكان آلاف العائلات الإيرانية في عدد من مناطق الجنوب كالكسوة وعقربا وهو الأمر الذي ساهم بالتفشي السريع لفايروس كورونا حيث أكدت مصادر مسؤولية العناصر الشيعية والقادمة من إيران.
علي ياسين – شبكة مراسلي ريف دمشق