أمين الشامي – علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق
انفردت شبكة مراسلي ريف دمشق بحوار حصري مع أحد الناشطين في مدينة منبج التي تجري فيها توترات متصاعدة وقد رفض الكشف عن اسمه حرصاً على حياته.
حصلنا عبر الحوار الذي أجراه الزميل أمين الشامي على تفصيلات جديدة تُنشر للمرة الأولى حول الاضطرابات المستمرة والعنف المتزايد.
كيف هو وضع منبج الحالي خلال الاحتجاجات؟ هنالك حتى اللحظة 5 شهداء ارتقوا برصاص قسد وأكثر من 30 جريحاً بينهم نساء وأطفال، الوضع معرض للخطر الكبير بسبب نية بعض العملاء من وجهاء منبج إدخال ميليشيات الأسد، فهم يتواصلون معهم وسيستفيدون من ازدياد الوضع سوءاً، إضافة لمحاولتهم تسليح المدنيين وتحريضهم على رد العنف بالعنف، حيث تأكدنا أن شخصيات عامة عديدة تعمل في الخفاء على جلب السلاح وإعطائه للمدنيين الغاضبين، ولكننا ندأب لكي لا تصل الأمور إلى هذا الحد حيث نسعى لتجنيب المدنيين ازدياد الخسائر في أرواحهم. ما هو موقفكم من دخول ميليشيات الأسد المحتمل إلى منبج؟
موقفنا واضح جداً، على الرغم من رفضنا للميليشيات الانفصالية إلا أننا لن نقبل بدخول نظام سفاح إلى مدينتنا التي قدمت شهداء كثر، ومهما تطلّب الأمر سنقف للحيلولة دون ذلك، فهي جريمة واضحة.
لقد سمعنا عن وفد روسي دخل للتهدئة، ماذا كانت مطالبه؟ لقد عرض الوفد الروسي حلّاً للتهدئة مقابل إدخال ميليشيات الأسد للمدينة وفرض سيطرتها بشكل تدريجي، ونحن نملك العديد من المناصرين في المجلس العسكري وتمكننا عن طريقهم من إيصال مطالبنا الواضحة برفض وجود ميليشيات الأسد، وعلى الرغم من رفضنا للّجوء إلى السلاح إلا أنه يبقى خياراً مطروحاً لدينا في حال فُرض علينا ذلك، فالأمر مرفوض لنا بشكل كامل، والقرار لنا كمدنيين بسكل كلّي، وبالمقابل فنحن أمام خيارين هما التصعيد وإعطاء الأسد حجة للدخول أو الاستمرار بالخيار السلمي واحتمال ازدياد الخسائر. ما هو موقف قسد من دخول ميليشيات الأسد إلى منبج؟
إن قسد لا ترغب في أن تدخل ميليشيات الأسد للمنطقة لأهميتها الاستراتيجية، فهي مسمار الدفاع لها في شرق الفرات وتجني من هذه المنطقة الكثير من الثروات المختلفة، ناهيك عن سيطرتها على المعابر التجارية وتحكّمها بسير الضرائب، ويمكن القول باختصار إن فوائد المنطقة بالنسبة لقسد أمر غير قابل للتقاسم مهما كانت الظروف.
ما هو سبب قيام قسد بالتجنيد الإجباري الآن بالذات، وما هي السياسة المتبعة في خطتهم؟ حملات التجنيد الإجباري مستمرة منذ عامين، ولكنها ازدادت خلال الأيام القليلة الماضية بسبب حاجة قسد المستمرة لعناصر إضافيين تحسّباً لأي هجوم محتمل على مناطقها، وتقوم على تجنيد الشباب من مواليد 1990 حتى مواليد 2008، بخدمة إلزامية تبلغ عاماً كاملاً، وراتب شهري يبلغ 70000 ليرة سورية، وهو أمر أغضب الكثير من السكان مما خلق ردة الفعل هذه. هل هناك بلدات معينة تنشط بها حملات الاعتقال؟
الحملات ناشطة في عموم مناطق قسد بشكل عام من محافظة الحسكة وحتى القامشلي ووصولاً إلى منبج.
كانت هذه الإفادات هي ما جرى منذ بداية الاضطرابات حتى اليوم، إذ عُقدت اليوم جلسة مكونة من وجهاء وعشائر المدينة مع قسد، وتم الاتفاق على إيقاف حملات التجنيد الإجباري وإحالة القضية للمختصين، إضافة إلى الإفراج التام عن جميع المعتقلين الذين تم القبض عليهم في الأحداث الأخيرة.