عمرو الدالي|شبكة مراسلي ريف دمشق
ضمن مناخ صحراوي قاحل، يَلْتَهِبُ آلاف من السوريين في مخيم الركبان، والذي يقع على الحدود السورية الأردنية العراقية، بمساحة 5 كيلو مترات بين شارعين ويضم في خِيَمِهِ ما يقارب 9250 نسمة حسب ما صرح به المجلس المحلي.
أنشئ المخيم عام 2014 بعد نزوح أهالي دير الزور وقراها وفرارهم من داعش، وبعد سيطرة تنظيم الدولة على ريف حمص الشرقي اتجه قسم كبير إلى المخيم.
عرف المخيم عام 2015 (بمخيم الكيك) وذلك لدعمه بالمواد الطبية والغذائية بما فيها الكيك بشكل رهيب، من قبل الأمم المتحدة أكثر من أي مكان آخر في سوريا، ضمن سياسة خبيثة حسب ما وصفها أحد أبناء المخيم.
وصل عدد سكان المخيم بين عامي 2015 و2016 إلى 70 ألف نسمة حينها، وذلك بعد توجه عدد كبير من أهالي ريف حمص الشرقي وأهالي مدينة الرقة بسبب ضربات تنظيم الدولة ونظام الأسد للمدنيين في كلا المدينتين.
في عام 2017 و2018 بدأت قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية بتطويق المنطقة وإغلاق جميع المنافذ من الصحراء السورية والحدود العراقية، وبعد إحكام السيطرة على المخيم دخلت آخر قافلة للمنظمات الإنسانية من الحدود الأردنية قبل أن تغلق المملكة الهاشمية حدودها بشكل كامل عام 2019 ليصبح المخيم محاصر من كافة الجهات.
يعاني سكان المخيم بسبب الحصار من قلة الموارد الغذائية وغلاء الأسعار كما يفتقر إلى الخدمات الطبية فلا يوجد في المخيم سوى مستوصف “شام” المخدم بالإسعافات الأولية، ونقطة طبية “تدمر” التي تقتصر على قابلتين نسائية فقط
هذا ويوجد في المخيم 10 مدارس، خمسة منهم متوقفين بشكل كامل وبحاجة إلى ترميم والخمسة الأخرى تقتصر على جهود المتطوعين العاملين في القطاع التعليمي وبحسب درباس: أن اليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) لم تدخل إلى المخيم منذ عام 2019
قال الطالب الحقوقي مالك (أحد المقيمين في المخيم والمتسرب عن الدراسة منذ عام 2014) لشبكة مراسلي ريف دمشق: أتمنى لو أستطيع أن أكمل دراستي لأنال الشهادة الجامعية، ولكن هيهات هيهات بيني وبين طموحي طالما بقيت في المخيم..
لم يقتصر الحصار على صعوبة دخول الغذاء والدواء وسوء التعليم فقد تم تخفيض نسبة الماء التي تأتي من الجهة الأردنية عن طريق المضخات إلى أقل من النصف ولا يوجد إلا بعض الآبار الغير صالحة للشرب، كما تبعد الآبار عن المخيم حوالي خمسة كيلو متراً إلى تسعة كيلو متر على الأقل.
يفتقر المخيم إلى وجود المستشفيات والأطباء بالرغم من كثرة العقارب والأفاعي التي تنتشر بكثرة، فلا يوجد في المخيم سوى مستوصف “شام” المخدّم بالإسعافات الأولية ونقطة “تدمر” الطبية والتي يوجد فيها قابلتين نسائية فقط
أفاد “رئيس المجلس المحلي لمخيم الركبان” محمد درباس لشبكة مراسلي ريف دمشق: أن الحالات الحرجة يتم نقلهم إلى مناطق سيطرة النظام بعد دفع أتاوى مالية لضباط نظام الأسد على الحواجز الأمنية، فتصل قيمة الرشاوى إلى 2000 دولار أمريكي أو ربما أكثر”
وأضاف في حديثه: “أرسلنا كتباً كثيرة خلال الفترة الماضية نناشد الأمم المتحدة والسلطات الأردنية لإيجاد حل مناسب لأهالي المخيم، ولكن لم نتلق استجابة من أحد”.
ناشطون وعبر وسائل التواصل الاجتماعي أطلقوا حملة تضامن تحمل هاشتاغ #أنقذوا_مخيم_الركبان لإيصال صوت سكان المخيم الذين رفضوا العودة إلى بلادهم الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، وللمطالبة بفك الحصار عنهم، كما وناشد الأهالي بحل جذري فطالبوا بنقلهم إلى الشمال السوري تحت حماية دولية كما تم نقل باقي المدن والبدان السورية
اجتمع أعضاء من “التحالف الدولي” بوجهاء وممثلي المخيم وقيادة “جيش المغاوير” يوم الأربعاء 24\8\2022 ضمن حدود ال55 كيلو متر لمناقشة الوضع الأمني والإنساني في المنطقة، والعمل على تعميق العلاقات مع الأهالي، فيما علّق “محمد درباس” أن هذه الاجتماعات تنعقد منذ عام 2017 ولكن دون جدوى ولا فائدة إلى الآن.
يذكر أن المخيم يتصف بمناخ صحراوي تأتيه عواصف غبارية رملية تؤدي إلى تطاير الخيم وهدم البيوت على أصحابها، وتؤثر بشكل كبير على مريضي “الربو” مما تسبب لهم الاختناق وضيق التنفس وتهدد حياتهم، فلا مفر من العواصف ولا هروب من المعاناة.