المجازر في سوريا، سطور طويلة كتبت بالدماء

153

مروة الحسون | شبكة مراسلي ريف دمشق

مجزرة..!
ما الذي تصوره في خاطرك هذه الكلمة؟ وهل يكون في كل حرب مجزرة؟
_ما المقصود بهذه الكلمة؟

يستخدم مصطلح (مجزرة) عندما يكون عدد الضحايا في الحرب كبيرا ويصعب إحصاؤهم، أي إن هناك الكثير والكثير من القتلى الذين سقطوا نتيجة القصف أو المعركة. تستخدم للتعريف عن هول الموقف، وارتفاع أعداد القتلى البريئين بشكل غير منطقي.
فبدل أن نقول هناك العديد من الأشخاص أو الكثير من الأشخاص الذين قتلوا؛ نقول حدثت مجزرة.

منذ بدأت الثورة في سوريا وارتفعت أعلام الثورة السلمية الشعبية؛ قابلها نظام الأسد بقصف وحشي همجي قتل البشر ودمر الحجر وأحرق الشجر، حتى الدواب لم تسلم منه!
حيث إنه لم يبق سلاح خفيف أو متوسط أو ثقيل إلا وضرب وقصف به الأحياء والمدن التي أعلنت الثورة وأنها ضد النظام.
ومن بعدها اشتدت الحرب فأصبح النظام يستخدم الطائرات الحربية السورية والروسية، ليشتد القصف الهمجي، ليواجه ثورة الشعب الأعزل بالقتل والقمع وتدمير المنازل فوق رؤوس قاطنيها، فبدأت المجازر .

إن أول مجزرة ارتكبتها قوات النظام كانت في الفترة من 31 تمّوز/يوليو إلى 4 آب/أغسطس 2011، أثناء حصار حماة، وقد أفادت تقارير صحفيّة بأن قوات نظام الأسد قتلت أكثر من 100 شخص في هجومٍ واحد على مدينة حماة، ورفع ناشطو الثورة السورية فيما بعد تقديراتهم لعدد القتلى المدنيين إلى 200 قتيل.

وبعدها وقعت في الفترة من 19 إلى 20 كانون الأول/يسمبر 2011 مذبحةٌ في جبال جبل الزاوية في محافظة إدلب.
بدأت عمليات القتل بعد أن حاولت مجموعةٌ كبيرةٌ من الجنود الانشقاق عن مواقع جيش نظام الأسد على الحدودِ مع تركيا، واندلعت اشتباكات مكثفة بين الجيش والمنشقين وثوار تلك المنطقة، وبعد يومين من الاشتباكات المتقطّعة، قُتل 235 مُنشقًا فضلًا عن مقتل 120 مدنيًا.

ولا ننسى المجازر التي وقعت عام 2013، العام الذي سماه الناشطون بعام الدماء لكثرة المجازر فيه!، فقد كان البرميل أو الصاروخ الذي يلقى من الطائرة يقدر على تدمير حي بأكمله وإسقاطه فوق أهله!

وأخذت المجازر بالازدياد يوما بعد يوم ولعلنا نستذكر أكبر مجزر لا ولن ينساها كل سوري حر عموما أو دمشقي خصوصا ألا وهي مجزرة 21 آب/أغسطس 2013 التي ارتكبها النظام وحليفته روسيا.
أفاد النشطاء السوريون بأن القصف طال أحياء جوبر، وزملكا، وعين ترما، وحزة في منطقة الغوطة الشرقية بأسلحة كيميائية. فتراوحت تقديرات الشهداء بسبب الكيماوي بين 1700 و1800 قتيل أغلبهم أطفال ونساء.
لم ينس من عاش تلك اللحظات كيف سقط الصاروخ الذي يحمل المواد السامة على الأبرياء وهم نائمون في بيوتهم آملين بالأمان، ليسقط على رؤوسهم صواريخ كيماوية!
الذي نجا من الصاروخ وشظاياه لم ينج من رائحته ودخانه الذي بمجرد أن يشتمه الإنسان يسبب له الاختناق حتى الموت!
لن ننسى الأشخاص الذين نجو وعائلاتهم استشهدوا أو نظرة تلك الأم لأطفالها الأربعة وهي تودعهم للدفن!
وقولها: (لازم كنت لبسهم وابعتن على المدرسة مو على القبر)!
أو حرقة ذاك الأب وهو يحمل ابنتيه التوأم ويودعهم ويقول: (أول شي اخوكم وامكم وهلق انتو ياريت متت وعشتو يارريت)!
ومثلهم الكثير، فمنهم من خسر عائلته كاملة، ومنهم من خسر والداه، ومنهم من خسر زوجته، ومنهم من خسر أولاده.
لم يكن عدد الضحايا بالقليل!
ورغم هول الموقف، وعجز الأطباء عن مساعدة أي حالة كانت تأتي إليهم؛ ظل العالم صامتا يأخذ موقف المشاهد!

وفي 28 من نيسان عام 2014 قصف طيران بشار الأسد صباح ذلك اليوم بصاروخ فراغي مدرسة في حي الأنصاري الشرقي في حلب، قتل 25 شهيدا طفلا!
ووثقت الصور الأولية التي نقلها ناشطون من مسرح الجريمة صورا صادمة لأشلاء أطفال ممزقة نتيجة قوة القصف.

وكانت مؤسسة “بصمة أمل” تقيم فعالية “معرض صور” للأطفال في مدرسة عين جالوت بحي الأنصاري الشرقي، حيث تجمع عشرات الأطفال لحضور الفعالية، فباغتهم طيران بشار بصاروخ مدمر مزق أجسادهم الغضة!
ولم تكن هناك محاسبة للمجرم وأعوانه على جريمته!

عاشوا مظلومين وقتلوا شهداء بإذن الله.
ومازال العالم صامتا حتى يومنا هذا، مع وقوع مجزرة تلو مجزرة على مدار إحدى عشرة سنة، ولكن الله يرى ويسمع، (وما كان ربُّك نسِيّا).

طال ليل الظالمين، نسأل الله الرضوان والقَبول لشهدائنا، والصبر والسلوان لذويهم، والشفاء لجرحانا، والنصر المؤزر العاجل.

قد يعجبك ايضا