شهر الفقراء

172

ZAYNAB |شبكة مراسلي ريف دمشق


أطل شهر الخير والبركة، شهر السعادة والفرح، شهر السرور والرضا، رضا العبد بطاعة ربه، ورضا الله عن عباده الطائعين.

في شهر رمضان يكثر الخير، ويزداد العطاء، يؤجل الأغنياء زكاتهم فينتظرون رمضان ليخرجوها لتتضاعف حسناتهم.

وينتظر الفقراء زكاة الأغنياء وإحسانهم في هذا الشهر المبارك.

تلاحم وتكاتف وتكافل، وكأن الله تعالى يريد من البشرية أن تكون أسرة واحدة، فيأمر الغني بالصدفة على الفقير، ويعامله معاملة الأخ لأخيه، وليس معاملة السيد والعبد، ويفرح الفقير ويدخل السرور قلبه عندما يجد يدا حانية تُمَدُّ إليه.

جاء هذا الشهر هذا العام على الشمال السوري حاملاً معه غلاء عالمياً في المعيشة وارتفاع الأسعار، وهنا يبدأ دور الأغنياء والتجار في كسر هذا التضخم، من خلال دعم الفقراء وإرخاص أسعار المواد الأساسية لهم.

فعندما يشعر الغني بأخيه الفقير يصبحون كالجسد الواحد.

ما أشبه حالنا بحال الصحابة عندما أصابتهم سنة، غلت فيها الأسعار، وقلَّت المواد الغذائية، وبات الناس في ضيق وكرب، فتأتي قافلة قادمة من الشام، محملة بالمؤن والمواد الغذائية والحنطة، إنها العثمان بن عفان رضي الله عنه، يأتي التجار إليه، كحال التجار في كل زمان يريدون الاستفادة من الأزمة، يعرضون الربح على سيدنا عثمان، فأحدهم يعطيه ربحا ٥٪ والثاني١٠٪ وثالث ورابع….

وهو يقول: لقد دُفع لي أكثر من ذلك.

يتعجب التجار ويقولون: لا يوجد تجار بالمدينة غيرنا فمن دفع لك أكثر؟

فيجيبهم: الله سبحانه وتعالى

لقد أعطاني عشرة أضعاف، أشهدكم أن القافلة صدقة في سبيل الله.

أي إيمان هذا؟

وأي يقين برزق الله؟

تصغر النفوس أمام هذا الكرم، لكنه تربى في مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم

فهان عليه بذل ماله، ليساعد الفقراء والمحتاجين، ويكسر احتكار التجار.

كم نحن بحاجة لمثل سيدنا عثمان.

أسأل الله أن يفرج همنا وأن يرفع البلاء والغلاء

قد يعجبك ايضا