قراءة مفصلة حول حركة نظام الأسد الدبلوماسية منذ كارثة الزلزال

98

علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق

لو نظرنا إلى الإجراءات والتصريحات والحركات السياسية المعلنة إضافة إلى استقبال عشرات الوفود الدبلوماسية والاتصالات الهاتفية لعدة دول من قبل المدعو بشار الأسد منذ لحظات الزلزال الأولى حتى اليوم سنجد أن الزلزال قدم لبشار الأسد دفعة قوية لم يكن يحلم بها نحو إعادة تسويقه دولياً، وبشكل عام فإن الدول التي ترغب بإعادة علاقاتها معها قد وجدت من الكارثة مدخلاً مثالياً يمكنها من إعادة جسور العلاقات مع نظام الأسد أسرع من أي وقت مضى.

أولى الزيارات وأرفعها على المستوى الوزاري كانت من وزير خارجية الإمارات المدعو “عبد الله بن زايد” الذي زار بشار الأسد مع وفد إماراتي حيث قالت وسائل إعلام نظام الأسد إن الزيارة جاءت بهدف تقديم الدعم المادي والمعنوي لنظام الأسد في سبيل مواجهة كارثة الزلزال، كما زار بن زايد بعض الأبنية المتضررة في منطقة جبلة والتقط بعض الصور من أمام الأبنية المدمرة، ويشار إلى أن زيارة بن زايد سبقها هبوط عدة طائرات شحن عسكرية إماراتية في مطاري دمشق وحلب وقد حملت أطنان من المساعدات الغذائية والبطانيات الشتوية لتنتشر بعدها صور تلك المساعدات “كمواد تجارية معروضة للبيع” في أسواق محافظة دمشق وحلب في فضيحة مدوية لحقت بنظام الأسد وكشفت سرقته للمساعدات.

زيارة بن زايد تلاها زيارة أخرى لنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني محمد الصفدي الذي زار بشار الأسد مع وفد مرافق حيث نقل الوفد تحيات الملك الأردني “عبد الله الثاني” وأكد أن على العالم التعامل مع الكارثة على الصعيد “الإنساني” متناسياً القدر الكبير من الضرر الذي لحق بالأردن نتيجة عمليات تهريب حبوب “الكبتاغون” المخدرة والتي أحبط الأردن عدداً كبيراً منها خلال الأشهر الماضية مع مصادرة كميات هائلة من تلك الحبوب.

أما على صعيد التواصل عن بعد فلم تهدأ سماعة قصر الأسد وهي تستقبل مكالمات من رؤساء عرب عدة كالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قال في كلمة خلال “القمة العالمية للحكومات” إن مساعدة سوريا “ويقصد نظام الأسد” أمر ضروري ولا بد منه وقد اتصل بالأسد هاتفياً وأعرب عن دعمه لنظام الأسد وقام بإرسال عدة طائرات تحمل مساعدات إغاثية، بالإضافة للرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” والفلسطيني “محمود عباس” والموريتاني “محمد ولد الشيخ”.

الدعم الدبلوماسي العربي لم يكن الوحيد، إذ تعدى الأمر لهيئتين دوليتين معنيتان بمجال الصحة والإغاثة العالمية، حيث استقبل نظام الأسد كلاً من رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر “ميرينيا إيغر”، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية “تيدروس أدهانوك”، حيث أكدت الجهتان تعاملهما الكامل مع نظام الأسد تزامناً مع التجاهل المتعمد والكارثي لآلاف المتضررين من الكارثة نفسها في الشمال السوري المحرر.

ويبدو أن نظام الأسد أحسن استغلال كارثة الزلزال مع شركائه في تسليط الضوء عليه وإعادته نحو الساحة الدولية من جديد بدعم عربي وأممي، حيث أجرت شبكة مراسلي ريف دمشق حديثاً مع رئيس رابطة الإعلاميين للغوطة الشرقية “عبد الرحمن الدوخي أبو اليمان” حول القضية حيث أكد أن: “إدخال الدول العربية والأوربية مساعدات “إنسانية” لمناطق سيطرة نظام الأسد تدخل في إطار إعادة تأهيله وتعتبر بمثابة التفاف على عقوبات “قيصر” في ظل تواطؤ ودعم دولي تقوده هيئة الأمم المتحدة التي لم تدخل المساعدات لمناطق الشمال السوري المحرر إلا بعد موافقة نظام أسد على فتح معبرين لا يسيطر عليهم منذ اندلاع الثورة السورية” ، مشيراً لمسألة استغلال نظام الأسد لموضوع المساعدات إذ قال إن: “دعم نظام الأسد تحت غطاء المساعدات الإنسانية كفيل بإطالة أمد الحرب التي يقودها منذ اثني عشر عاماً ضد شعبه وتواطؤ الأمم المتحدة يضعها في مقام الشريك الوثيق بجميع جرائمه البشعة التي ارتكبها ضد المدنيين المطالبين بالحرية والعدالة”.

فيما قال الصحفي “براء عثمان أبو اليسر” لشبكة مراسلي ريف دمشق: “كإنسان عاش الثورة منذ بدايتها حتى اليوم أرى أن الدعم الإماراتي مع بعض الدول العربية لنظام الأسد هي محاولات سابقة للتطبيع مع هذا النظام متناسية جميع جرائمه، وخاصة الإمارات التي تعتبر دولة راعية للانقلابات والثورات المضادة في الوطن العربي التي تحاول الالتفاف على العقوبات الأمريكية وترسل المساعدات لا نستبعد أن تكون قد أرسلت أسلحة وشحنات مخدرات بشكل خفي فنظام الأسد أصبح معروفاً للعالم بنظام الكبتاغون”، ورأى “عثمان أبو اليسر” أن المساعدات لا يمكن أن تعمل على إعادة نظام الأسد للساحة الدولية لأسباب كثيرة آخرها تقرير لجنة التحقيق الدولية الذي أثبت مسؤولية نظام الأسد حول الهجوم الكيميائي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية”.

قد يعجبك ايضا