مراجعات على ثورات الربيع العربي

127

أ.منذر الخراساني |شبكة مراسلي ريف دمشق

تحدثنا في المقال السابق عن التوصيف العام لثورات الربيع ، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على عوامل انفجارها :

إن الثورة نهر هادر وتيار جارف إذ تعتبر أعلى مراحل التغيير ، فتستهدف إسقاط المنظومة الحاكمة وثقافتها التي رسختها إبان تسلطها ، وتستبدل عنها نظام وإدارة تناسب أهدافها وآمالها .
تقوم الثورة عندما تختمر أسبابها ويحين زمنها ، وهذا ما اجتمعت شروطه وتقاطرت أسبابه في قيام ثورات الربيع ، ذلك أنه تعاضد على قدح شررها وتفجير بارودها ؛ ظروف داخلية وخارجية نجملها بما يلي :

أ – عوامل داخلية :
1- تراكم الفشل وسوء الإدارة في سراديب ودهاليز الأنظمة الحاكمة ، حتى أصبحت الفوضى والفساد والعبث هي الصفات السائدة والسوق الرائجة ، بل نستطيع القول أن النخبة الحاكمة جعلت الإدارة وسياسة المجتمعات ( فساداً منظماً ) وليس ( نظاماً فاسداً ) فقط .
2- استنفاذ شروط البقاء واستكمال أركان الصلاح السياسي لتلك الأنظمة المستبدة مما جعل الثورة نتيجة حتمية للإطاحة بهم واستبدالهم .
3- بروز كتلة شبابية تحمل قوة معنوية ثورية عالية تطالب بالتغيير وهي في حالة كبت وغضب من الأوضاع الاقتصادية والسياسية والفساد المستشري الذي ينخر مفاصل الدول ويبدد المال العام .
4- تصدر وظهور قيادات شابة مستنيرة فكرياً ، مؤهلة -إلى حد ما – إدارياً وسياسياً تمردت على جيل استمرأ الاستكانة واستأنس السكون وتدجن بثقافة الاستخذاء ، بل غرقت معظم رموزه في بحر النفعية الشخصية والحزبية والانتهازية السياسية .

ب- عوامل خارجية :

بتصوري أن هناك عاملان خارجيان أحدهما ساعد في تفجير الثورات ، وثانيهما كان له دور في تأجيجها وتعاظمها واستمرارها هما :

1- انقداح شرر الثورة العفوي في تونس وسرعة التفاعل الشعبي معها – لا سيما وهي قريبة من أوروبا بشكل عام وحراك الشارع والثقافة الفرنساوية على وجه الخصوص بما تحمله من حيوية الثورة على الاستبداد والملكية ، فنتج عن ذلك الامتداد والتأثير ما يعرف “بأثر الفراشة”

2- الدعم والتوجيه الإعلامي “لنوافذ التواصل الاجتماعي” ، إضافة لدور المنابر الإعلامية المختلفة والقنوات “التلفزيونية” الكبيرة ، خاصة التي تتبع دول لها مشاريع وأجندات وتصفية حسابات مع الرؤساء والأنظمة الحاكمة في تلك البلدان .

وللحديث بقية…

قد يعجبك ايضا