د. محمد عدنان | شبكة مراسلي ريف دمشق
اليرقان الفيزيولوجي شائع عند المولودين حديثاً، إذ يحدث بنسبة 60- 70% تقريباً، وسببه تخرب الكريات الحمر الوليدية وتشكل مكانها الدم الكهلي وخمائر الكبد تكون ليشت ناضجة تماماً لتصفية أشلائها وطرحها في اﻷيام التالية للولادة، فتتراكم أشلاء الكريات في الدم ويبدو الاصفرار على صلبة العين والأغشية والجلد.
يظهر عادة باليومين الثاني والثالث بعد الولادة على الوجه ثم يزداد تدريجياً إلى الجذع وأحياناً إلى جذور الأطراف ويدوم حوالي 5-12يوماً ويزول عفوياً.
وهو لا يحتاج أي دواء وكل العادات المنتشرة في مختلف مناطق سوريا كاستخدام الماء والسكر وضوء النيونات العادي والمنديل الأصفر ووضع التوم وقطع الذهب والفضة والخيار البري و…، كلها عادات لا أساس لها من الصحة.
كما انتشرت عادة إعطاء الماء المحلى (وهي عادة خاطئة) لأن الطفل بعد الولادة يتعرض للتجفاف بسبب فرط الملابس والحرارة من المحيط ونقص السوائل والوارد الغذائي، فيحدث تجفاف عند الطفل، والتجفاف يزيد تركيز اليرقان وهنا الماء المحلى يحسن التجفاف فيتحسن اليرقان.
أما الفينوباربيتال فليس له أي دور في علاج اليرقان الفيزيولوجي الذي لا يحتاج أصلاً أي معالجة، كما أنه لا يفيد في اليرقان الانحلالي الذي يحتاج معالجة ضوئية في المستشفيات، وتنحصر فائدته في اليرقان الانسدادي وخاصة متلازمة “كريغلر نجار”، وله تأثيرات ضارة، حيث يسبّب نوماً عند الطفل وتثبيطاً وخمولاً، في وقت نحتاج فيه إلى أن يرضع الطفل من والدته لتأتي الدّرّة ونتجنب التجفاف الذي يزيد اليرقان، ولايوجد في الصيدليات إلا بشكل حبوب، حيث يتمّ اللجوء إلى طحن الحبّة وتذويبها، وصادفنا عدة حالات من التسمم به وأحياناً الوفاة أو عقابيل عصبية بسبب الخطأ في عيار الدواء والخطأ بالجرعة المعطاة.
أما النيونات العادية في المنزل فهي أيضاً من الأخطاء الشائعة لأن معالجة اليرقان تتطلب أطوال موجات خاصة لا توجد إلا في شعب الحواضن في المستشفى وفي بعض الأجهزة.
ومن الأخطاء الشائعة أيضاً في التعامل مع اليرقان إيقاف حليب الأم وإعطاء الحليب الاصطناعي فيعتاد الطفل على إرضاع الحليب الاصطناعي بزجاجة الحليب ويترك الإرضاع الوالدي وينقطع حليب الأم.
يستدعي اليرقان عند الوليد الحذر والانتباه والمتابعة الدقيقة في الحالات التالية:
- إذا ظهر في اليوم الأول من عمر المولود.
- إذا انتشر بسرعة وتجاوز الجذع ووصل اللون اليرقاني إلى الأطراف.
-إذا ازداد اليرقان الكلي 5 ملغ في اليوم. - إذا ظهر متأخراً بعد اليوم السابع.
-إذا استمر أكثر من أسبوعين. - إذا ترافق مع مظاهر سريرية أخرى.
- إذا كانت زمرة الأم O وزمرة الطفل Aأو B
-إذا كانت زمرة الأم سلبية ال Rh والطفل إيجابي ال Rh.
هذه الحالات تستدعي متابعة طبية وتحاليل مخبرية والعديد من الإجراءات اللازمة.
وطالما أن رقم اليرقان الكلي أقل من 14 فهو فيزيولوجي طبيعي ولا يحتاج أي تدبير.
حدّ الخطورة يختلف من طفل لآخر حسب عمر الطفل ووزنه وحالته المرضية كنقص الأوكسجين والكلس والإنتان والخداج وسبب اليرقان ومدة ارتفاع اليرقان فوق حدّ الخطورة.
التدبير يكون عادة بالمعالجة الضوئية ضمن المستشفيات أو في المنزل بأجهزة معالجة ضوئية خاصة وفي بعض الحالات عالية الخطورة والتي تجاوز البيليروبين فيها حدّ الخطر وخوفاً من ترسبه في الخلايا الدماغية وإحداث وفاة أو إعاقة دائمة نلجأ إلى تبديل الدم الإسعافي مع المعالجة الضوئية.