مريم خطاب | شبكة مراسلي ريف دمشق
– درست القانون في كلية الحقوق في الكويت، وعملت بالمحاماة متمثلاً بوالدي الذي أعده قدوة لي في الحياة، وكنت حينها أعمل على قضية استنزفت طاقتي ولم أستطع حلّها، وقد انشغلت كثيراً بها عن والدي الذي تقدم به العمر، كنت حينها في المحكمة عندما وصلني خبر وفاة والدي… اسودّت الدنيا في عيني وضاقت نفسي بي، أطلقت مافي يدي من ملفات وعدت راكضاً إلى المنزل إلى أحضان والدي أدس رأسي بين يديه الكريمتين، كان ذلك الخبر صدمة كبيرة أثقلت كاهلي وكانت كفيلة لتتركني في إحدى زوايا مكتبه أبكي حرقة على فراقه، غدا كل شيء باهتاً بلا لون و لا طعم… حتى تلك القضية التي أبعدتني عن والدي و شغلتني عنه بقيت موقوفة إلى أجل غير مسمى…
دخل اليأس في قلبي وصرت في وقت شعرت فيه أنني بلا فائدة…
كنت أفتش في صور والدي فوقعت عيني على دفتر مذكراته… فتحته لأقرأ ما به، كان مكللاً بإنجازات والدي وقضاياه التي عمل عليها، وفي نهاية الدفتر كتبت مقولة لأحدهم (هذه سبيلي) دوّن أسفلها أونيس.
عندما قرأتها أحسست برعشة في جسدي كأنها وصية والدي التي تركها لي.
مسَحَت تلك الكلمة اليأس والحزن عن قلبي وأعادتني إلى قول والدي:
“يا بني إن طريق الحق صعب المسير ولكن لا بد من الوصول”
نهضت بما أحمله من زاد يحثني لإكمال مسيرتي، وما إن انتهيت من قضيتي حتى بدأت أبحث عمن أرشدني أبي به…
و ها قد أوصلتني الدروب إلى هنا.
-أحسنت صنعاً يا بني، عليك أن تدرك أن ما في هذه الدنيا من انكسار إلا ويتبعه درس عظيم… لابد أن تتعلم منه.
- ولكن…
- ما بك يا بني
- هناك بعض الشكوك والأسئلة قد أرهقت تفكيري ولم أستطع الإجابة عنها.
- وما هي يا بني؟
- من أنت؟ و ما هو عملك؟ وما الذي تسعى إليه؟
- وهل أنت من أبحث عنه؟
ظهرت ابتسامة طفيفة على شفتيه ونظر إلى إسماعيل، ثم أشاح نظره إلي قائلاً: - لعله قد حان الآن الوقت الذي أجيب به عن أسئلتك الكثيرة.
- حقاً… إذا هل أنت المدعو بأونيس؟!
- أحمد… أحمد
- هببت من حلمي مشدوهاً… نظرت حولي فإذا به كعادته جالساً على كرسيه والأوراق تفترش الأرض… يمسك أسطورته المعهودة في يده (آدابا)
- ما بك ما الذي أفزعك
- لقد حلمت حلماً غريباً
يقلب صفحات أسطورته وينظر إلي ضاحكاً: - لربما كان لي نصيب في حلمك هذه الليلة!