في ذكرى أبشع مذابح الأسد، الحولة ورعب الموت الأسود!

456

علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق
“أُجبرت على رؤية عائلتي يُعدمون ذبحاً أمام ناظري، غطت الدماء ملامحهم وثيابهم، جمدني الرعب لهول ما شاهدت!”، كانت هذه شهادة إحدى الناجين من مجزرة بشعة قضى شهداؤها ذبحاً ورمياً بالرصاص والتي كانت ذكراها في ال25 من شهر أيار عام 2011، من تفاصيل المجزرة أنها كانت على مرحلتين، حيث حاصرت ميليشيات الأسد قرية تلدو غربي محافظة حمص ومدخل مدينة الحولة خلال النهار وقصفتها بقذائف الدبابات ومن ثم نفذت اقتحاماً ليلياً.


وقد أكدت شهادات الناجين أن مرتكبي المذبحة هم من عناصر ميليشيات “الدفاع الوطني” بالإضافة إلى علويين مدنيين من القرى العلوية القريبة فقد كان بعضهم يرتدي لباساً مدنياً، وبدأت المداهمات مع نهاية اليوم حيث عمدت عناصر الشبيحة إلى اقتحام البيوت وتجميع أفرادها في غرفة واحدة وإعدامهم ذبحاً بحراب البنادق أو رمياً بالرصاص، وكانت أولويتهم قتل أكبر عدد ممكن من الأطفال أمام عائلاتهم، ومن ثمّ الاعتداء على النساء وقتلهنَّ، وأخيراً أرباب الأسر والشباب، وقد تعرضت كثير من جثامين الشهداء لتمثيل مروّع حيث وُجدت الكثير من الجثث مقطوعة الرؤوس أو أعضاء معينة من الجسد وبعضها قد تم إشعال النار فيها بعد سكب الوقود عليها.


لم ينتهِ ذلك اليوم المرعب إلا وقد وصلت أعداد الضحايا إلى 108 شهداء بينهم 50 طفلاً دون سن العاشرة و 34 امرأة، وبالرغم من الإدانة الدولية لهذه المذبحة والتي وصلت ببعضها إلى التهديد بالتدخل العسكري لكنّها مرت مرور الكرام، إذ فشلت بعثة المراقبين الدوليين بجمع إدانة كاملة للأسد وميليشياته رغم التقرير المفصل الذي سلَّمته للأمم المتحدة والذي أكدت فيه أن المسؤول عن المجزرة هم عناصر يتبعون للجيش النظامي أو مدنيون موالون تم تسليحهم، وأكدت أن عمليات الإعدام كانت تتبع مبدأ التصفية العرقية.


وبدا واضح أن ميليشيات الأسد أرادت من هذه المذبحة البشعة إيصال رسالة تهديد لأي بلدة أو مدينة تشترك بالثورة ضد نظامه القمعي، وقد كررت هذا النموذج الوحشي في العديد من المدن السورية كمجزرة آل سليك وآل طعمة في مدينة دوما، إذ نفذت عمليات إعدام ميداني بعشرات المدنيين بعد اقتحام منازلهم وتجميعم في أقبية الأبنية السكنية عام 2013.

قد يعجبك ايضا