علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق
عند حصول نزاع بين أي طرفين فإن المنتصر يتفنن في إذلال خصمه حتى ولو كان انتصاراً وهمياً على حساب جثث تحت أنقاض منازلها أو مدنيون طُردوا من بيوتهم، وقد تكون مدينة دوما مركز الغوطة الشرقية عدو الأسد اللدود وأولى مدن الغوطة الشرقية التحاقاً بركب الثورة بعد محافظة درعا.
أجرت ميليشيات الأسد فعالية ترويجية للانتخابات الجارية حالياً، حيث عمد إلى إقامة حفل راقص وإحضار مغنيين موالين، إضافة إلى جمع حشد كبير من المدنيين وعناصر الشبيحة وعدد من الضباط في مختلف الأفرع الأمنية، وهنا يكمن سؤال مهم: ما هو السبب في اختيار “ساحة البلدية” إحدى ساحات المدينة الرئيسية لإجراء هذه الفعالية؟؟
إبداع الأسد في القمع والانتقام السادي جعله يختار هذه الساحة نتيجة لرمزيتها الثورية، ففيها احتشدت أولى المظاهرات وشهدت أولى عمليات القمع الجماعي عام 2011 بداية الثورة، إذ شهدت ارتكاب المجزرة الشهيرة التي ارتقى فيها 8 شهداء من أبناء المدينة وهي أولى قوافل الشهداء في الغوطة.
وفي مصر استخدم “عبد الفتاح السيسي” ذات المنهج، إذ عمد إلى إقامة حفل راقص أحضر فيه عدداً من مغني النوادي الليلية إلى ميدان “رابعة العدوية” بعد أن قتل فيه أكثر من 1500 شهيد خلال فض الاعتصام، وبالتالي فإن الانتقام الذي تمارسه السلطة القمعية ليس على المدنيين وحسب، بل وحتى على رمزية الأماكن والساحات التي كانت تُمثل لهم كابوساً تنطلق منه بؤرات الاحتجاج!!.