يشكل الهرب لبلاد خارج سلطة نظام الأسد حلماً كبيراً يسعى إليه جميع السوريين الذين عانوا من بطش وعنف نظام الأسد على مدار السنوات الماضية حيث يثبت هؤلاء اللاجئين أنهم قادرون على إنشاء أعمال ناجحة في مختلف المجالات ويثبتون أنفسهم كأفراد قادرين على العطاء عندما يتوفر الأمان الذي يجعل من العمل ناجحاً طالما ابتعدوا عن قبضة نظام الأسد، وقصة اللاجئ السوري طارق الحداد تعد واحدة من الأمثلة الكثيرة حول نجاح السوريين في دول المهجر.
وقد كان طارق الحداد يمتلك مصنعاً في دمشق لصناعة وتصدير مادة الشوكولا إلى دول الشرق الأوسط وعدد من الدول الأوروبية، وبعد تعرض معمله للقصف كان مجبراً على إيقاف أعماله وتسريح أكثر من 30 موظفا اضطر مع عائلته للجوء إلى لبنان بعد عجزهم عن الإقامة في سوريا بسبب عنف نظام الأسد ضد المدنيين وقام بتقديم أوراقه للسفارة الكندية في بيروت للاستفادة من نظام رعاية المجتمع الكندي وهو عبارة عن برنامج يسمح للمواطنين الكنديين والمنظمات الكندية برعاية اللاجئين.
وقد صرح لصحيفة “ذا ناشيونال” إن الوصول إلى كندا كان أكبر لحظة مؤثرة في حياته حيث وصف رحلة الذهاب إلى كندا بالهرب للعصر الجليدي نظرا لبرودة الجو الشديدة في شهر شباط ولكن كان مهتماً بالبحث عن الأمان والسلام الذين فقدهما في سوريا، حيث افتتح مصنعا خاصاً بتصنيع الشوكولا وأصبح وفق الصحيفة من رواد الاعمال وصاحب علامة تجارية خاصة لفتت أنظار العديد من السياسيين الكنديين من بينهم رئيس وزراء البلاد جاستن ترودو.