جدل حول انسلاخ الشباب عن صيام رمضان وهويتهم الدينية؟

0 147

عائشة محمد| شبكة مراسلي ريف دمشق

الدين الإسلامي دين تسامح ومحبة وسلام، عقيدة سليمة وأسس منظمة تضم جميع الفضائل الاجتماعية، والمحاسن الإنسانية.
والسلام مبدأ من أعمق مبادئ الإسلام جذورا في نفوس المسلمين، وجزء من كيانهم، وهو غاية الإسلام في الأرض.
ومما لا شك فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء سلاماً ورحمةً للبشرية ولإنقاذها وإخراجها من الظلمات الى النور حتى يصل الناس جميعاً إلى أعلى مراتب الأخلاق الإنسانية في كل تعاملاتهم في الحياة
وفئة الشباب في المجتمع هم أساسه وعماده، فلا يمكن أن يزدهر المجتمع الإسلامي إلا بشبابه الواعي المثقف الفقيه في الدين!

في الآونة الأخيرة لاحظنا انتشار ظاهرة الإفطار العلني في رمضان
والأسباب التي أدت لانحراف الشباب هي تقليد الغرب بكل معالمه سواء في مأكله ومشربه وملبسه أم أخلاقه واتخاذ دياناتهم هزوا، وتقاليدهم.
وفقد الشاب القدوة الحسنة، والثقافة الإسلامية الحقّة، فأصبح الدين عندنا ركعات معدودة، ويفعل كل امرئ بعدها ما يشاء اتباعا للشهوات بشكل محض دون الرجوع إلى حدود دين الله فيها.

الأسباب:
_يرجع السبب الرئيسي وراء ذلك إلى أنّ حاضر الأفراد ومجتمعاتهم التي يعيشون فيها تلعب دوراً كبيراً في طريقة نظر كلّ إنسان لنفسه وحياته ودينه.
أنتجت المجتمعات العربيّة أفراداً مهزومين فاقدين للثقة والأمل بالتغيير، سواء على المستوى الفردي أم الجماعي، ويترنّحون بين العبثية واللاجدوى، وينظرون إلى حياتهم على أنها فرصة لنيل الرغائب واتباع الهوى في موضعه وغير موضعه، فعزّز شعوراً كبيراً بعدم الرضا عن الذات والواقع والحياة الشخصية والمجتمع ككلّ، مصحوباً باليأس والتشاؤم وغياب المعنى من محاولات الثورة والتغيير، لا سيّما بعد كل تلك الأحداث المأساوية من تضحيات وفقدان وسجن وغربة وغيرها.

_وكان للصحبة السيئة دور فعال في هذا، فالصاحب ساحب والطبع لص!
ولَكَم سمعنا من مصائب تلوذ بالأطفال والشبان تعود أسبابها لصحبة السوء!

_مواقع التواصل الاجتماعي، وتتنوع أيضاً من ناحية السبب فمثلا: التحديات السقيمة التي تدعو لإفطار شهر رمضان ليثبت قدرته على ذلك!
وأيضا بسبب اختلاف الثقافات العامة وسهولة الاطلاع عليها تؤدي بالشخص للإفطار حيث نجد من خطورة الموقف في بلد المغرب مثلا شابات وشبان يفطرون علنا في الشوارع مشكلين أحزابا تسمى “اللادينية” وهي تدعو للإفطار في شهر رمضان .
كقولهم أنا لا أحب الخبث، أتظاهر بالإفطار ولا أخفيه مثل غيري!
ومنهم المدمنون والسارقون الذين تنقلب أحوالهم فجأة في شهر رمضان إلى التقى، وتعود سيرتهم الأولى بعده!

تصورنا للمستقبل:
نلاحظ من منظور علمي كما يرى الجميع من مسلمي وغير مسلمين أن الجميع يأخذ مبادئ الإسلام كنقطة تمركز أو كمرجع لأمورهم الدنيوية بكافة أنواعها ومستقبلها وآخرتها، وهو الدين الوحيد الذي يقنع العقول لما فيه من معجزات أنزلها الله تعالى على أنبيائه وبراهين وأدلة، وكثير من الشواهد والمواقف ذكرت بأعظم كتاب هو القرآن الكريم وكل شيء فيه لحكمة وموعظة، فمثلاً :حرم الله تعالى أكل لحم الخنزير، نحن نتساءل: لماذا حرمه الله تعالى؟
فاكتشفه العلماء متخذين تحريمه نقطة بداية للبحث فوجدوا أن الخنزير بطبيعته القذرة يأكل البشر والميتة وفضلاته!، و وجدوا في لحمه نوعاً من الديدان يسمى بالشريطية تؤثر على الإنسان فتصيبه بأمراض في حين تناول لحمه نيئا تتخلل في عضلاته ووصوله إلى القلب والدماغ وتؤدي إلى الوفاة أغلب الأحيان.

سبحان عظمة الله وحكمته في كتابه الكريم.
وبالعودة إلى موضوع الصيام بعد المثال:
ذكر الله تعالى فريضة الصيام في كتابه في قوله: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ” الصوم فرض من الله تعالى فرضه على عباده المؤمنين ولو لم يكن خيرا لما فرضه، انطلقت مؤسسة من متطوعين أمريكيين للبحث عن أهمية الصيام، فوجدوا أن الدول العربية أقل عرضة للإصابة بالسرطان على مستوى العالم بسبب الصوم!
مما دفع الألمان للبحث في هذه النظرية؛ أي أنه من يصوم يكون أقل عرضة للسرطان ويعيش حياة أطول، فتشكلت تجربة مؤلفة من 1400 شخص تقريباً وطلب منهم أن يتبعوا نظام صيام معينا من 4 إلى 21 يوماً، ثم بعد ذلك أجريت فحصوات للدم قبل الدراسة وبعد الدراسة فكانت النتيجة التي نشرت في مجلة PLO’s one الشهيرة:
لاحظ العلماء في هذه الدراسة انخفاضا كبيراً في نسبة الدم، وساهم الصيام في تعديل نسبة الدهون والغلوكوز في الدم! اكتشف العلماء أهمية الصيام في علاج التهاب المفاصل وغيره من الأمراض العضال
_ أيضا كما نرى الدكتور “بيرغ” يتحدث عن أهمية الصوم لصحة الجسم والتخلص من البدانة!

ومن هنا نستخلص أن الغرب الذي يتبعه الناس جميعا في وقتنا هذا ويتقلدون به في الأمور السخيفة والمخزية والكفر والعادات السيئة _ تحت مسمى الانفتاح_ نجده يتخذ الصوم للعلاج والحفاظ على الصحة.

إن استمرار هذا الجيل بإهمال فروض الله عز وجل والإفطار العلني أو السري في رمضان سينقلب عليه سلبا وعلى المجتمع كاملاً، ولربما يتسبب في:
1-انهيار الثقافة الإسلامية
2- ظهور الفواحش بأشكالها كافة.
3- تفشي الأمراض التي لا يرجى منها الشفاء أو البرء!

الحلول:
_ أساليب الضبط الاجتماعي: أ _ الحبس للأشخاص المفطرين علنا، وفرض غرامة مالية.
معاقبة الشخص وذويه لأنهم تجاهلوا وضعه ولم يرشدوه لسكة الصواب.
ب _ اعتماد جلسات توعية دينية في مكان عمل الشخص إذا كان عاملاً أو مدرسته في حال كان طالبا أو جامعته ..
ج_ مراقبة المعلمين لطلابهم وتوعيتهم بشكل لائق وفكري وإقناعهم باتباع فرائض ديننا الحنيف قلباً وقالباً ليتقبلوها كمعلومة وليست كأمر.
إقامة حملات توعية وإرشاد ونصح وتحذير من المخاطر التي يعمل الغرب على طرحها لتدمير الشباب المسلم وبلاده.

إن توعية الشباب يجب أن يبدأ من المنازل عند أهلهم وذويهم، فعلى الأب أن يهتم بأبنائه وخاصة في فترة المراهقة بأساليب تشرح الدين بشكل جميل منطقي ومحبب ومقرب من العقول
وعليه أن يحتضنهم ويبادر لحمايتهم كأن يقوم بترغيبهم للذهاب إلى المسجد وسماع الخطب عن سيرة الرسول العطرة والصحابة الكرام وانجازاتهم فينمو في داخلهم حب دينهم وضرورة التمسك بمعالمه والسير على درب الأمم السالفة.
اعتماد الأهل تربية الأطفال على والحلال والحرام ومراقبة النفس، وليس العيب!
مراقبة الأهل لأبنائهم داخل المنزل من خلال كشفهم لأفكارهم بفهم حديثهم والمناقشة معهم.

قد يعجبك ايضا