عائشة محمد| شبكة مراسلي ريف دمشق
لمحة عامة:
الفصام schizophrenia: هو اضطراب نفسي يتميز بفقدان الاتصال بالواقع (الذهان psychosis)، والهلوسة (سماع أصوات غير حقيقية)، والإيمان بمعتقدات زائفة (أوهام)، والتفكير والسلوك غير الطبيعيين، وقلة التعبير عن المشاعر، وضعف الهمة والدافع، وتدني الوظائف الذهنية (الإدراك)، ومشاكل في الأداء اليومي، بما في ذلك العمل، والعلاقات الاجتماعية، والعناية الشخصية بالنفس.
من المحتمل أن يكون الفصام ناجمًا عن عوامل وراثية وبيئية.
قد يكون لدى المرضى مجموعة متنوعة من الأَعرَاض، بدءًا من السُّلُوكيات الغريبة، والتشتت السلوكي، والكلام المشوش، وصولاً إلى فقدان المشاعر، وقلة الكلام أو انعدامه، وعدم القدرة على التركيز والتذكر.
يشخص الطبيب الفصام بناءً على أَعرَاض ونتائج الاختبارات المُجراة لاستبعاد الأَسبَاب المحتملة الأخرى.
ويشمل العلاج الأدوية المُضادَّة للذهان، وبرامج التدريب وأنشطة الدعم الاجتماعي، والعلاج النفسي، والتعليم الأسري. يُفضل الاكتشاف والعلاج المُبكِّرين من أجل تحسين الأداء على المدى الطويل.
يعتمد نجاح العلاج بدرجة كبيرة على مدى التزام المريض بتناول الأدوية بحسب توجيهات الطبيب.
ويشمل العلاج الأدوية المُضادَّة للذهان، وبرامج التدريب وأنشطة الدعم الاجتماعي، والعلاج النفسي، والتعليم الأسري.
يساعد الاكتشاف والعلاج المُبكِّرين على تحسين الأداء على المدى الطويل
مقدمة عن الفصام والاضطرابات ذات الصلة:
يُعد الفصام من المشاكل الصحية الرئيسية في جميع أنحاء العالم. وعادة ما يُصيب هذا الاضطراب الشباب في الوقت الذي يبدؤون فيه بتأسيس استقلاليتهم، وقد يؤدي إلى إعاقة مستديمة ووصمة عار مدى الحياة. وقد وصف البعض الفصام بأنه من بين أسوأ الأمراض التي تصيب البشرية، سواءً من حيث تكلفته على المستوى الشخصي أو الاقتصادي.
Unable to find View Model builder for Vasont. Multimedia.
يؤثر الفصام في حوالى 1% من تعداد السكان، ويُصيب الرجال والنساء بشكل متساو في الولايات المتحدة، يكون الفصام مسؤولاً عن تعويضات العجز ليوم واحد من أصل كل خمسة أيام يغطيها الضمان الاجتماعي، ومسؤولاً عن 2.5٪ من جميع نفقات الرعاية الصحية. يعد الفصام أكثر شُيُوعًا من داء الزهايمر والتصلُّب المتعدِّد.
غالبًا ما يكون من الصعب تحديد موعد بداية الإصابة بالفصام، لأن عدم الإلمام بالأَعرَاض قد يؤخر طلب الرعاية الطبية لعدة سنوات. ولكن العمر الوسطي لبداية حدوث الأعراض يكون من أوائل حتى منتصف العشرينات بالنسبة للرجال، وبعد ذلك قليلًا بالنسبة للنساء. من النادر بدء حدوث الأعراض في أثناء مرحلة الطفولة، ولكن قد يبدأ الفصام في أثناء فترة المراهقة أو في وقت متأخر من الحياة.
وقد يؤدي تراجع الأداء الاجتماعي إلى اضطراب تعاطي المواد والفقر والتشرد. قد يفقد المصابون بالفصام غير المعالج اتصالهم بعائلاتهم وأصدقائهم وغالبًا ما يجدون أنفسهم يعيشون في شوارع المدن الكبيرة. يمكن لهذه الحالة أن تستمر مدى الحياة، مع ضعف الأداء النفْسي والاجتماعي طوال الحياة في معظم الحالات.
الأسباب
لا تزال الأَسبَاب الأكيدة للإصابة بالفصام مجهولة، ولكن الأبحاث الحالية تشير إلى مجموعة من العَوامِل الوراثيَّة والبيئية. ينجم الفصام بشكل رئيسي عن مشكلة بيولوجية (تنطوي على حدوث تغيرات في الدماغ)، على الرغم من أن بعض العوامل الخارجية مثل الصدمات النفسية الكبيرة في الحياة أو الإدمان على المخدرات قد تمارس دور المحفز للإصابة.
وتشمل العَوامِل التي تجعل المرضى عرضة للفصام ما يلي:
الاستعداد الوراثي
المشاكل التي حدثت قبل أو أثناء أو بعد الولادة، مثل إصابة الأم بالأنفلونزا في أثناء الثلث الثاني من الحمل، ونقص الأكسجين في أثناء الولادة، انخفاض الوزن عند الولادة، وعدم توافق زمرة دم الأم مع زمرة دم الوليد
عدوى الدماغ
استعمال القنب في سنوات المراهقة الأولى
يواجه الأشخاص الذين جرى تشخيص أحد والديهم أو إخوتهم بمرض الفصام زيادة في خطر الإصابة بالمرض، إذ تبلغ نسبة الإصابة لديهم بحدود 10٪ تقريبًا بالمقارنة مع نسبة 1٪ بين عامة السكان. أما التوائم الحقيقين الذين جرى تشخيص أحد منهم بالفصام، فإن خطر إصابة شقيقه بالفصام يرتفع إلى 50٪ تشير هذه الإحصاءات إلى دور الوراثة في الإصابة بالفصام.
الأعراض:
قد يبدأ الفصام بشكل مفاجئ، على مدى أيام أو أسابيع، أو تدريجيًا ببطء، على مدى سنوات من الزمن. على الرغم من أن شدة الأعراض وأنواعها تختلف باختلاف الأشخاص المصابين بالفصام ، إلا أن الأعراض عادة ما تكون شديدة بما يكفي للتدخل في القدرة على العمل والتفاعل مع الناس والاعتناء بالنفس.
وقد تكون الأَعرَاض بسيطة في البداية (تسمى بادرة المرض prodrome) فقد يظهر المرضى ميلًا للعزلة، أو عدم التنظيم، أو القيام بسلوكيات غريبة. قد يستطيع الطبيب أحيانًا تمييز هذه الأَعرَاض على أنها بداية الفصام، ولكن قد لا يجري الكشف عنها في أحيان أخرى إلا بعد فوات الأوان.
يتميز الفصام بأعراض ذهانيه تشمل الأوهام والهلوسة والتفكير والكلام المشوشين، والسُّلُوكيات الغريبة وغير اللائقة. وتشمل الأَعرَاض الذهانيه فقدان الاتصال بالواقع.
تتراجع الوظيفة الذهنية لدى بعض مرضى الفصام، وأحيَانًا يكون ذلك منذ بداية الاضطراب. يؤدي هذا الخلل في الإدراك المعرفي إلى صعوبات في إيلاء الانتباه، والتفكير في الأمور المجردة، ومهارات حل المشاكل. وتحدد شدة العجز الإدراكي إلى حد كبير العجز الكلي لدى مرضى الفصام. فالعديد من المصابين بالفصام يصبحون عاطلين عن العمل وتقل أو تنعدم اتصالاتهم مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
قد تتفاقم الأَعرَاض أو تتحفز بسبب أحداث الحياة المجهدة، مثل فقدان وظيفة أو إنهاء علاقة رومانسية. كما إن الإدمان على المخدرات، بما في ذلك استخدام القنب الهندي (الحشيش أو الماريجوانا)، قد يحفز أو يفاقم الأَعرَاض كذلك.
بشكل عام، تندرج أعراض الفصام في أربع فئات رئيسية:
الأَعرَاض السلبية
الاعراض الايجابية
- عدم التنظيم
- الاعتلال الإدراكي
قد تظهر لدى المرضى أعراض من واحدة أو جميع تلك الفئات.
الأعراض الإيجابية
تنطوي الأَعرَاض الإيجابية على تشوه الوظائف الاعتيادية. ويشمل ذلك ما يلي:
الأوهام، وهي معتقدات خاطئة تنطوي عادة على تفسير خاطئ للمفاهيم أو التجارب ويميل المريض إلى تعزيز هذه المعتقدات على الرغم من الأدلة الواضحة على بطلانها هناك أشكال عديدة محتملة من الأوهام على سبيل المثال، قد يكون لدى مريض الفصام أوهام اضطهاد، فيعتقد أنه يتعرض للتعذيب، أو الملاحقة، أو الخداع، أو التجسس قد يكون لدى المريض أوهام في تفسير المقاصد، فيعتقد أن مقاطع من الكتب، أو الصحف، أو كلمات أغنية موجهة خصيصًا له قد يكون لدى المريض أوهام انسحاب أو إدخال فكري، فيعتقد بأن الآخرين قادرون على قراءة أفكاره، أو أن أفكاره يَجرِي نقلها إلى الآخرين، أو أن أفكاره تُفرض عليه من قبل قوى خارجية يمكن للأوهام في سياق الإصابة بالفصام أن تكون غريبة بالمطلق أو لا تكون الأوهام الغريبة صعبة التصديق بشكل جلي، وغير مستمدة من تجارب الحياة العادية على سبيل المثال، قد يعتقد المريض بأن شخصًا ما أزال أعضاءه الداخلية دون ترك ندبة أما الأوهام غير الغريبة فقد تنطوي على أحداث يمكن أن تحصل في الحياة الحقيقية، مثل الإحساس بالملاحقة أو عدم إخلاص الزوج/الزوجة.
تنطوي الهلوسة على سماع، أو رؤية، أو الإحساس بطعم، أو تحسس أشياء لا وجود لها على أرض الواقع تكون الهلوسات السمعية هي الأكثر شيوعًا إلى حد بعيد قد یسمع المريض أصواتًا في رأسه تعلق علی سلوكه، أو يسمع حديث أشخاص مع بعضھم البعض يتحدثون في أمور عامة أو ينتقدون المريض ويسيئون له.
الأَعرَاض السلبية:
تنطوي الأَعرَاض السلبية على تراجع أو فقدان الوظائف الاعتيادية وهي تشمل ما يلي:
تراجع القدرة على التعبير عن العواطف، وينطوي ذلك على إظهار القليل من العواطف، أو انعدام المشاعر العاطفية بشكل نهائي جمود وجه المريض وعدم ملاحظة أي تعبير أو حركة فيه غياب أو ضعف التواصل البصري عدم استخدام الأيدي أو الرأس في أثناء الحديث، لإظهار نوع من التوكيد أو التفاعل مع الكلام عدم إظهار أي استجابة تجاه الأحداث أو الأحاديث التي تسبب الضحك أو البكاء.
فقر الكلام، وهو ما يشير إلى قلة كلام المريض قد يجيب المريض على الأسئلة بشكل حاد، أو ربما بكلمة واحدة أو كلمتين، مما يخلق انطباعًا بوجود فراغ داخلي.
انعدام التلذذ anhedonia، ويشير إلى تدني قدرة المريض على الاستمتاع بالأمور المبهجة قد يفقد المريض اهتمامه بالأنشطة التي اعتاد على ممارستها سابقًًا، ويمضي وقتًا أطول في ممارسة أنشطة لا طائل منها.
اللااجتماعية asociality، ويشير إلى عدم الاهتمام في بناء علاقات مع الآخرين.
غالبا ما ترتبط الأَعرَاض السلبية مع انعدام الهمة والدافع، والشعور بعدم وجود هدف في الحياة.
عدم التنظيم:
ويشمل عدم التنظيم اضطرابات التفكر والسُّلُوكيات الغريبة:
اضطراب الأفكار، ويشير ذلك إلى التفكير بشكل مشوش، وهو ما يبدو بشكل واضح الكلام من خلال تشتت الكلام أو الانتقال من موضوع إلى آخر بدون رابط بينهما قد يكون كلام المريض مشوشًا بشكل بسيط، أو بشكل كامل.
السلوكيات الغريبة، قد يقوم المريض بسلوكيات طفولية سخيفة، أو انفعالية، أو غير لائقة، أو قذرة يعد الجمود catatonia شكلاً شديدًا من أشكال السُّلُوكيات الغريبة، حيث يحافظ المريض على وضعية جامدة ويقاوم أية دوافع للحركة، أو على العكس، قد يتحرك بشكل عشوائي.
الاعتلال الإدراكي:
يشير الاعتلال الإدراكي إلى صعوبة التركيز، والتذكر، والتنظيم، والتخطيط، وحل المشكلات قد يعجز بعض المرضى عن التركيز بما فيه الكفاية للقراءة، أو متابعة حبكة فيلم أو برنامج تلفزيوني، أو اتباع التوجيهات في حين قد يعجز بعض المرضى عن تجاهل عوامل التشويش، أو التركيز على مهمة محددة وبالتالي، قد يصبح من الاستمرار في الأعمال التي تنطوي على الاهتمام بالتفاصيل، والإجراءات المعقدة، وصناعة القرارت، وفهم التفاعلات الاجتماعية.
الانتحار
يُقدم ما نسبته 5 إلى 6٪ من مرضى الفصام على الانتحار، ويحاول ما نسبته 20٪ منهم ذلك، كما تراود العديد من مرضى الفصام فكرة الانتحار.يُعد الانتحار السبب الرئيسي للوفاة المبكرة بين مرضى الفصام، وهو أحد الأَسبَاب الرئيسية التي تجعل الفصام يقلل من متوسط العمر الافتراضي بمقدار 10 سنوات.
يزداد خطر الانتحار لدى الشباب المصابين بالفصام إذا كانوا مصابين ب اضطراب تعاطي المواد كما يزداد خطر الانتحار أيضًا لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض اكتئابيه، أو مشاعر يأس، أو العاطلين عن العمل، أو الذين أصيبوا بنوبة ذهانيه، أو خرجوا من المستشفى.
يكون خطر الانتحار أعظميًا عند المرضى الذين أصيبوا بالفصام في مرحلة متأخرة من العمر، والذين كانوا يعيشون حياة جيدة قبل الإصابة بالمرض حيث يشعر هؤلاء الأشخاص بالحزن والكرب بعد الإصابة بالفصام وبالتالي، قد يكونون أكثر عرضة لليأس لأنهم يدركون الآثار السلبية للمرض على حياتهم ولكن في الوقت ذاته، فإن احتمالات التعافي من الفصام تكون أعلى عند هؤلاء المرضى.
العنف:
خلافًا للاعتقاد السائد، فإن مرضى الفصام ليس لديهم سوى زيادة طفيفة في خطر السُّلُوك العنيف.ولكن بالمقابل تكون التهديدات بالعنف والنوبات العدوانية البسيطة أكثر شُيُوعًا لديهم.وفي حالات قليلة جدًا يمكن لمرضى الفصام المصابين باكتئاب شديد، وزُورية، والذين يعيشون عزلة أن يهاجموا أو يقتلوا شخصًا يعدّونه المصدر الوحيد لمعاناتهم (على سبيل المثال، سلطة، شخصية مشهورة، أو زوج/زوجة).
يتضمن المرضى الذين يكونون أكثر عرضة للانخراط في أعمال عنف واضحة كلاً مما يلي:
الإدمان على المشروبات الكحولية أو العقاقير الترويحية
المرضى الذين يتوهمون بأنهم يتعرضون للاضطهاد
المرضى الذين دفعتهم الهلوسة لارتكاب أعمال عنف
المرضى الذين لا يتناولون الأدوية الموصوفة لهم من قبل الطبيب
ولكن، حتى مع أخذ عوامل الخطر في الاعتبار، يجد الأطباء صعوبة في التنبؤ بدقة ما إذا كان مريض فصام معين سيقوم بارتكاب أعمال عنف أم لا.
التشخيص:
- تَقيِيم الطَّبيب، وذلك استنادًا إلى معايير محددة
- الفحوص السريرية والمخبرية لاستبعاد الاضطرابات الأخرى
- لا يوجد اختبار محدد خاص بتشخيص الفصام وإنما يقوم الطبيب بوَضع التَّشخيص بناءً على تقييم شامل لتاريخ المريض الطبي والأعراض التي يشكو منها.
يجري تشخيص الفصام عند توفر كلاً من الميزتين التاليتين:
استمرار اثنتين أو أكثر من الأَعرَاض المميزة للفصام (الأوهام، والهلوسة، والكلام المشوش، والسُّلُوك المشوش، والأَعرَاض السلبية) لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
تُسبب هذه الأَعرَاض تدهورًا كبيرًا في الأداء المهني، والمدرسي، والاجتماعي.
وكثيرًا ما تكون المعلومات المقدمة من أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو المدرّسين مهمة في تحديد بداية الاضطراب.
غالبًا ما تُجرى الفحوص المخبرية لاستبعاد اضطراب تعاطي المواد أو أية مشاكل طبية، عصبية، أو هُرمونِيَّة يمكن أن تترك سمات للذهان ومن الأمثلة على هذه الاضطرابات أورام المخ، وصرع الفصّ الصدغي (الصرع النفسي الحركي) temporal lobe epilepsy، واضطرابات الغُدَّة الدرقية، واضطرابات المناعة الذاتية، وداء هنتنغتون، واضطرابات الكبد، والتأثيرات الجانبية للأدوية، وعوز الفيتامين قد يُجرى في بعض الأحيان اختبار لتحري ■اضطراب تعاطي المواد■.
كما يمكن إجراء اختبارات تصوير للدماغ، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد وجود ورم في الدماغ على الرغم من أن المصابين بالفصام تكون لديهم شذوذات في الدماغ يمكن رؤيتها على التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي، إلا أن هذه الشذوذات لا تكون نوعية بما فيه الكفاية لتشخيص الفصام.
بالإضافة إلى ذلك، يحاول الأطباء استبعاد عددٍ من الاضطرابات النفسية الأخرى التي تشترك في سماتها مع الفصام، مثل: الاضطراب الذهاني الوجيز، والاضطراب الفصامي الشكل، والاضطراب الفصامي العاطفي، واضطراب الشخصية الفُصامِيَّة.
المآل:
أصبح الاكتشاف والعلاج المبكرين التوجه الرئيسي في علاج الفصام كلما بدأ العلاج في وقت أبكر، كلما كان مآل الحالة أفضل.
بالنسبة للأشخاص المصابين بالفصام، يعتمد مآل الحالة إلى حد كبير على مدى التزام المريض بالأدوية الموصوفة فبدون العلاج الدوائي، يعاني ما نسبته 70-80٪ من المرضى من نوبة ثانية في أثناء السنة الأولى بعد تشخيص المرض أما مع استخدام الأدوية فقد يتراجع خطر النوبات الثانية من المرض بنَحو 30٪ كما يمكن أن تتراجع شدة الأَعرَاض بشكل ملحوظ عند معظم المرضى وبعد تخريج المريض من المستشفى، فإن المرضى الذين لا يتناولون الأدوية الموصوفة يُحتمل جدًا إدخالهم مرة ثانية للمستشفى في غضون سنة واحدة ولكن تناول الأدوية بحسب توجيهات الطبيب يقلل بشكل كبير من احتمال دخول المستشفى مرة ثانية.
على الرغم من الفوائد المثبتة لأدوية الفصام، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن نصف مرضى الفصام لا يأخذون الأدوية الموصوفة لهم في حين أن بعضهم لا يعترف بمرضه ويقاوم تناول الأدوية وقد يتوقف بعض المرضى عن تناول الأدوية بسبب آثارها الجانبية غير المرغوبة وقد تكون مشاكل الذاكرة، أو عدم التنظيم، أو ببساطة نقص المال مانعًا لمرضى آخرين من تناول أدويتهم.
من المرجح أن يتحسن التزام المريض بعد تجاوز بعض العقبات فإذا كانت الآثار الجانبية للأدوية هي المشكلة الرئيسية، قد يكون من المفيد استخدام دواء مختلف يساعد بناء علاقة من الثقة المتبادلة مع الطبيب أو المعالج من جهة ومريض الفصام من جهة أخرى على تقبل المريض للدواء بسهولة أكبر والاعتراف بحاجته إلى هذا الدواء.
تتضمن العَوامِل المرتبطة بإنذار أفضل للحالة كلاً مما يلي:
- الظهور المفاجئ للأعراض
- ظهور الأعراض في سن متأخرة
- وجود مستوى جيد من المهارات والإنجازات قبل الإصابة بالفصام
- وجود إعاقة إدراكية طفيفة فقط
- وجود عدد قليل فقط من الأَعرَاض السلبية (مثل تدني القدرة على التعبير عن العواطف)
- قصر الوقت بين النوبة الذهانية الأولى والعلاج
تشمل العَوامِل المرتبطة بسوء الإنذار كلاً مما يلي: - بدء الأعراض في عمر أصغر
- وجود مشاكل اجتماعية ومهنية قبل ظهور الأعراض
- وجود تاريخ عائلي للفصام
- وجود العديد من الأَعرَاض السلبية
- طول الفترة بين النوبة الذهانيه الأولى والعلاج
- يكون مآل الحالة أسوأ عند الرجال بالمقارنة مع النساء حيث تستجيب النساء بشكل أفضل للعلاج بالعقاقير المُضادَّة للذهان.
العلاج:
- الأدوية المُضادَّة للذهان
- المُعالجة النفسيَّة
- الرعاية المتخصصة المنسقة
تهدف معالجات الفصام بشكل عام إلى
- الحدّ من شدة الأَعرَاض الذهانية
- منع تكرار نوبات الأعراض المرضية وتدهور الأداء المرتبط بها
- تقديم الدعم للمرضى، بهدف ضمان أعلى مستوى ممكن من الأداء
- يُعد التشخيص والعلاج المبكرين هامين جدًا.كلما بدأ العلاج في وقت أبكر، كلما تحسن مآل الحالة.
وتعد الأدوية المُضادَّة للذهان، ونشاطات الدعم الاجتماعي وإعادة التأهيل، والعلاج النفسي، هي المُكَوِّنات الرئيسية للعلاج.تساعد توعية أفراد العائلة حول أعراض وعلاج الفصام (التوعية النفسية الأسرية) على توفير الدعم لمرضى الفصام، وتساعد ممارسي الرعاية الصحية على التواصل مع هؤلاء المرضى.
تُعد الرعاية المتخصصة المنسقة، والتي تتضمن التدريب على التأقلم resilience training، والعلاج الفردي والعائلي، ومعالجة الخلل الوظيفي المعرفي، والأفضلية في التوظيف، عاملاً مهمًا في التعافي النفسي والاجتماعي.
الأدوية المُضادَّة للذهان
يمكن للأدوية المُضادَّة للذهان أن تكون فعالة في الحدّ من أعراض الفصام أو التخلص منها، مثل الأوهام والهلوسة والتفكير المشوش بعد التخلص من الأَعرَاض الفورية، يساعد الاستمرار في استخدام الأدوية المُضادَّة للذهان على الحدّ من احتمال النوبات المستقبلية بشكل كبير ولكن قد تترك الأدوية المُضادَّة للذهان آثارًا جانبية بالغة، وتشمل النعاس، وتيبّس العضلات، والارتجاف، والحركات اللاإرادية (خلل الحركة المتأخر tardive dyskinesia)، وزيادة الوزن، والتململ تتصف الأدوية الأحدث المُضادَّة للذهان (من الجيل الثاني)، والتي يَجرِي وصفها في معظم الأحيان، بأنها أقل تسبيبًا لتيبس العضلات والارتجافات، وخلل الحركة المتأخر، وذلك بالمقارنة مع الأدوية التقليدية المضادة للذهان (من الجيل الأول).
المُعالجة النفسيَّة:
لا يُقلل العلاج النفسي بشكل عام من أعراض الفصام ولكن، العلاج النفسي يستطيع أن يكون مفيدًا من خلال تأسيس علاقة تعاونية بين مرضى الفصام وأفراد أسرهم والطبيب وبهذه الطريقة، قد يتعلم المرضى طريقة فهم حالتهم والتعامل معها، وتناول الأدوية المُضادَّة للذهان كما هو محدد، والتحكم بالضغوط التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الاضطراب وغالبا ما تكون العلاقة الجيدة بين الطبيب والمريض عاملاً رئيسيًا في تحديد ما إذا كان العلاج ناجحًا أم لا.
إذا كان مرضى الفصام يعيشون مع عائلاتهم، فقد تُقدم التوعية النفسية لهم ولأفراد أسرتهم ويوفر هذا التدريب للمرضى وأفراد أسرهم معلومات عن المرض وطرق التعامل معه -على سبيل المثال، من خلال التدريب على مهارات التكيف ويمكن لهذه التدريبات أن تساعد على منع الانتكاسات.