حوادث السير في الشمال السوري … أسبابها ونتائجها وكيفية الحد منها.

520

محمد بسام | شبكة مراسلي ريف دمشق

تُعرَّف حوادث السير أو ما يُعرف بحوادث المرور بأنَّها الاصطدامات التي تحدث على الطرقات مثل اصطدام سيارتين ببعضهما أو اصطدام سيارة بإنسان أو حيوان أو أي منشأةٍ أخرى، وتكون هذه الحوادث غالباً سبباً من أسباب وقوع خسائر مادية وخسائر في الأرواح أو إصابات جسدية بالغة، وجدير بالذكر أنَّ أسباباً كثيرة تقع وراء هذه الحوادث، أبرزها السرعة أثناء قيادة السيارة وعدم احترام قوانين السير من قبل السائق، كما أن الانشغال أثناء القيادة قد يؤدي إلى حوادث السير أيضاً.

ارتفع معدل الحوادث المرورية في مناطق الشمال السوري خلال الأشهر الأولى من عام 2021، إذ سجلت الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري عدداً كبيراً من الحوادث بمعدل أربعة حوادث سير يومية.
ويعود أسباب تزايد عدد الحوادث إلى السرعة الزائدة في مقدمة تلك الأسباب، وعدم التقيد بقوانين المرور، وسوء البنية التحتية من طرق رئيسية وفرعية وانتشار الحفر والمنعطفات الكثيرة، بالإضافة للازدحام الكبير في مناطق شمال غرب سوريا بعد تهجير ملايين المدنيين من قبل النظام وروسيا وحصرهم في مساحة جغرافية ضيقة.

يشار إلى أن “الدفاع المدني السوري” يطالب السائقين بشكل متكرر بتخفيف السرعة الزائدة والحذر الشديد خلال القيادة، خاصةً في الطرقات التي تكثر بها المنعطفات وعند التقاطعات والأماكن المزدحمة.
كما عبر ناشطون بأن وقوع هذه الحوادث والارتفاع الكبير في معدلاتها ناتج عن عدم انتباه السائقين، والسرعة المفرطة، وتغيير الاتجاه والسير في الاتجاه الممنوع، إضافة إلى الكثافة المرورية وتدمير البنية التحتية للطرقات والشوارع جراء تعرضها للقصف العنيف من قبل النظام وروسيا خلال السنوات الماضية.

هذا وتكثر حوادث السير مع كثرة أعداد المركبات التي شهدت مؤخراً اجتياحاً كبيراً للشمال السوري بعد استيراد السيارات الأوربية والسيارات القصة والسيارات التي عليها كسر ترسيم سابق بحسب ما يصفه تجار السيارات في المنطقة، فكثرة المركبات يرفع احتمالية وقوع الحادث، ولا يمكن أن يقع الحادث المروري إلَّا بسبب واضح، وبسبب الأضرار المادية الكبيرة والأرواح الكثيرة التي تزهقها حوادث المرور كان لا بدَّ من دراسة وتحليل أسباب هذه الحوادث في سبيل الحدِّ منها وتجنبها، وفيما يأتي أسباب حوادث المرور:
١_ القيادة المشتتة: ومعنى القيادة المشتتة أي أن ينشغل السائق بمكالمة هاتفية أو بحديث أو بطعام أو بشراب أثناء القيادة، ما يؤدي إلى انشغاله عن القيادة وتشتت أفكاره، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لحوادث المرور.
٢_ السرعة: تُعدُّ السرعة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حوادث المرور، لذلك يجب على كلِّ السائقين التزام السرعة المخصصة لكلِّ طريق على حدة.
٣_ القيادة المتهورة: تؤدي القيادة المتهورة القائمة على عبور المنعطفات بسرعة جنونية إلى حوادث سير كثيرة، لذلك لا بدَّ من الهدوء أثناء القيادة ولا بدَّ من الشعور بالمسؤولية أيضاً.
٤_ هطول المطر: يسبب المطر كثيراً من حوادث السير، لأنَّه يؤدي إلى انزلاق المركبات أثناء قيادتها.
٥_ القيادة في الليل: لا شكَّ أن القيادة في الليل أصعب منها في النهار، لأنَّه يعيق رؤية المخاطر أمام السائق، فغالباً ما تحدث حوادث المرور في الليل.
٦_ عيوب تصميم السيارات: كثيراً ما تكون مشاكل السيارات سبباً في حوادث المرور، فأي مشكلة في المركبة قد تؤدي إلى اختلال توازنها وفقدان السيطرة عليها والوقوع في حوادث لم تكن بالحسبان.
٧_ القيادة الخاطئة: قد يؤدي سائق جاهل بأمور قيادة المركبات إلى حوادث كارثية، لذلك يجب أن يكون السائق على علم بكلِّ شؤون قيادة المركبات.
٨_ الطرق الرديئة: كثيراً ما تكون الطرق الرديئة والمليئة بالحفر من أهم أسباب حوادث السير، لأنَّها قد تؤدي إلى انعطافات مفاجئة تسبب اصطدام المركبات.

هذا وتتسبب حوادث السير في العالم بأضرار مختلفة، فهي تزهق أرواح عدد كبير من الناس حول العالم سنوياً، كما أنَّها تسبب إصابات خطيرة قد تؤدي إلى العجز عند كثير من الناس، وهذا بغض النظر عن الأضرار الاقتصادية التي تنجم عن حوادث المرور، وجدير بالذكر إنَّ حوالي المليون وربع المليون شخص يلقون حتفهم سنوياً في حوادث المرور، بينما يتعرَّض ما بين 20 مليون و 50 مليون آخرون لإصابات بالغة الخطر بسبب حوادث المرور، كما أنَّ أضراراً اقتصادية جسيمة تقع جراء حوادث المرور، وتكون هذه الأضرار بتكلفة علاج المصابين بسبب حوادث المرور، إضافة إلى فقدان إنتاجية المتوفين والمصابين بالعجز، وتشير بعض الدراسات الاقتصادية إلى أنَّ 3% من الناتج الإجمالي المحلي لبعض الدول يعود لسد الأضرار الاقتصادية الناجمة عن حوادث المرور في العالم.

ومتابعين أحوال الشمال السوري يعلمون أن من البديهي أن ترتفع أعداد حوادث السير فيه مقارنةً بباقي المناطق، بسبب تدني مستوى الخدمات، فلن تكون الطرقات المخصصة للمركبات مهيئة بتلك الكيفية التي تقلل وتكاد تحدُّ من حوادث السير على الإطلاق.

لا شكَّ أن تحسين الطرقات سيؤدي إلى الحد من حوادث المرور، حيث من المفترض أن تكون الطرق ملائمة للمناطق السكنية، فالمناطق ذات التجمعات السكنية الكثيفة يجب أن تكون فيها الطرق منظمة بشكل كبير وبعناية بالغة لأنَّ هذه المناطق معرَّضة لحوادث السير أكثر من غيرها ذات الكثافة السكانية القليلة.

وتُعدُّ قوانين السير من أهم الخطوات المتبعة في سبيل الحد من حوادث المرور، فالتدريب الجيد على قيادة المركبة والتأكد من أن السائق قادر على اتخاذ القرارات الصائبة في الأوضاع الحرجة أثناء القيادة والتأكد من معرفته بكلِّ قوانين السير وإشاراته سيؤدي بلا شك إلى التقليل من نسبة الحوادث المرورية بشكل كبير، ويجب أيضاً أن يتضمن قانون السير عقوبات قاسية على المخالفين، كقيادة السيارة أثناء الوقوع تحت تأثير المخدر أو السرعة العالية أو استعمال الهاتف أثناء القيادة، كلُّها مخالفات يجب أن يعاقب عليها قانون السير بقسوة حتَّى يتمكن من تحقيق الالتزام الذي يحد من انتشار الحوادث بشكل كبير.

يشير تقرير الحالة العالمي عن حوادث السير إلى أنَّ مليون وثلاثمئة ألف شخص يموتون سنوياً بسبب حوادث المرور في العالم، ويعاني من 20 إلى 50 مليون شخص من إصابات بالغة الخطورة بسبب هذه الحوادث، وقد أثبتت الدراسات والإحصائيات المختلفة أنَّ الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق لم تزل مشكلة صحية عالمية خطيرة بسبب ارتفاع نسبة الوفيات والإصابات التي تتسبب بها سنوياً وخاصة في البلدان الفقيرة، ويشكل المشاة وراكبو الدراجات حوالي نصف ضحايا الحوادث المرورية في العالم، لذلك لا بدَّ من إعطاء هؤلاء الفئة من الناس أهمية أكثر وعناية زائدة للحد من أعداد الوفيات من خلال إصدار قوانين سير تساعدهم وتحد من خطورة الحوادث على حياتهم، إضافة إلى العناية الكافية بالطرق لأنَّها وسيلة من أهم وسائل الحد من هذه الحوادث في العالم كلِّه.

ولهذه الأسباب سبق وأن أطلق عددٌ من متطوّعي المنظّمات والجمعيات الإنسانية في منطقة إدلب شمال غربي سوريا مبادرةً تحتَ عنوان “سلامتُكم تهمُّنا” للحدِّ من حوادث السير، التي تزايدت مؤخَّراً وتسبَّبت بمقتل عشرات المدنيين.

حيث شملت الحملة لصقَ منشورات على الجدران في الطرقات والشوارع الرئيسية، وكذلك توزيعَها على السائقين في المنطقة، وتتضمَّن المنشورات العديد من نصائح وقواعد السير والسلامة، وأبرزُها تخفيفُ السرعة وعدم الاندفاع بسرعةٍ عندَ التقاطعات والنظر في اتجاه السير قبل الانطلاق، وغيرها.

ويؤوي الشمال السوري حالياً حوالي 4 ملايين شخص، في ظل عدم توفر أبسط مقومات الحياة في المنطقة، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تزيد من معاناة السكان وستزداد هذه المعاناة في حال تم قطع شريان الحياة الوحيد إذا نجحت الدول المعادية للشعب السوري بإغلاق معبر باب الهوى.

المصدر: موقع سطور / المحرر ميديا / عنب بلدي / بلدي / سوريا 24 / العربية / صحف عربية وعالمية.

قد يعجبك ايضا