خديجة مصطفى | شبكة مراسلي ريف دمشق
هناك حيث اللامكان؛
جمعتهم يد الشيطان البشري؛
مئات… بل عشرات الآلاف أصبحوا مجرد أرقام لا قيمة لها، ذنبهم أنهم خيرة كفاءات وطن سليب قالوا ربنا الله؛
في تلك البقعة من العالم يقف الظلم والوحشية حائرين إذ لا قدرة لديهما على استيعاب ما يحصل ضمن ما يندرج تحت هذين الاسمين من معان، هناك يتلاشى الزمن وتحسب فقط خطوات الجلاد، ينتهي الأمل أمام الألم وترتقب الأنفاس الأخيرة بلهفة في تقاطع الأيام.
اجتمع الطاغية والإمعة وزبانيتهم وصدر القرار، سيحفرون قبراً جماعياً يئدون فيه تلك العقول والقلوب المسلوبة من أجسادها بفعل التعذيب المبتكر، العقول التي تشكل لهم هاجساً يؤرقهم ويقض مضاجعهم، لم يعرفوا أنهم يحفرون حقلاً لبذور الياسمين.
فجر السابع والعشرين من حزيران عام ألف وتسعمائة وثمانين انطلق الحقد رصاصاً باتجاه ورود لا حول لها ولاقوة، لم تكن مصادر الرصاص البنادق كما هو الظاهر إنما القلوب المشحونة بالطائفية، تساقطت الهامات صعوداً نحو السماء، كانت (الله أكبر) أعلى صوتاً من ضجيج السلاح تبثّ الرعب في قلوب القتلة، دقائق…
كان كل شيء قد انتهى بالنسبة للجناة، سبحوا في بحر الدماء الطاهرة الزكية وما دروا أنهم بذلك زرعوا بذوراً ستنبت حتماً مهما قمعوها، لا أثر، لا شاهدة، لا قبرا يُزار، لم يعرفوا بغبائهم المستمر أبداً أنهم قتلوا أشخاصاً ولم يقتلوا الفكرة، نعم… بعد جيل كامل من الزمن عادت الفكرة للنهوض من حيث دفنوها، ونبتت بتلات الورد الموؤودة وفاح عبيرها من جديد في ربوع وطن حر لا يرضى الهوان؛ وترددت في الآفاق صيحة (الله أكبر) ليرتجف قلب الطغاة من جديد.
من مجازر سجن #تدمر