ملفات الفساد في كواليس مسرحية الانتخابات في سوريا التي بدأت تتكشف بعد انتهائها

356

لم تقتصر المسرحية فقط على العملية الانتخابية وتزوير الأصوات وعدم فرزها بل كان قد سبقها فساد في الحملة الانتخابية لرأس النظام السوري.
فقد كشف أحد أصحاب الاحتياجات الخاصة الشاب “ليث المبيض” عن اختيار الرئاسة السورية لتصميم الشعار الخاص بالحملة (الأمل بالعمل)، وقد صرح بذلك خلال منشور على صفحته الشخصية عبر موقع فيسبوك لتبدأ حملة من السجالات والنقاشات بين من يتهمه بالكذب ومن يبارك له باختيار تصميمه بأن ذلك شرف عظيم بحسب تعبيرهم.
ما دفع الحساب الرسمي للحملة على فيسبوك بنشر توضيح جاء فيه:
“إن مضمون الشعار مأخوذ حرفياً من كلام الرئيس في أكثر من مناسبة و ليس لأي أحد دور في مضمونه، و أما شكل الشعار وتصميمه بالأشكال جميعها فليس لأي شخص يدعي ذلك على وسائل التواصل أو غيرها أي علاقة بتصاميم الحملة لا من قريب ولا من بعيد و إدارة الحملة تنفي نفياً قاطعاً أي كلام من أي شخص بهذا الخصوص”.
و عن شخصية المصمم الذي قام بتصميم الشعار أضافت إدارة الحملة ضمن منشورها:
“نؤكد أن التصميم هو نتاج فريق صغير يؤمن بفكرة المجهود الجماعي لا الفردي لذلك لم و لن يتم ذكر أسمائهم”.
و بهذا يكونون قد برروا عدم ذكر اسم من قام بالتصميم أمام الرأي العام، ليردّ ليث المبيض على صفحته الشخصية:
“صفحة الأمل بالعمل…
كل الحب و الاحترام يلي بقدس عملكم وآرائكم، و لكن هذا خبر دون دليل أنا شخص لم أطالب بشيء و لن أطالب إلا بحفظ الحق وبحفظ ماء الوجه واحترام كل الأشخاص يلي عم تدافع عني وعن عملي، أنا نشرت على صفحتي تواريخ بالعمل يلي اشتغلته ولكن لا أستطيع نشر ذلك في صفحتكم احتراماً لسياسة عمل و احتراماً لكادر الصفحة، كل الحب والاحترام”.
أظهر في حديثه خوفه من التعرض أو الاعتقال لكثرة التملّق في الحديث الذي بدا استعطاف أكثر من أن يكون مطالباً بحفظ حقه، وأما عن الفكرة أضاف المبيض في منشوره:
“للتنويه لم أقل أنا من أبدعت الفكرة من الصفر، أنا مثّلت فكرة السيد الرئيس في كلمات الأمل بالعمل وإعادة الإعمار الذي قالها الرئيس في خطاباته”.
لم يكتفِ المبيض بالمنشور، بل نشر شريط فيديو موضّحاً فيه النقاط التي اعتمد عليها في صناعة الشّعار ووجّه رسالة لرأس النظام مبيناً فيها فخره لاختيار تصميمه وأيضاً ردَّ من خلال الفيديو على الإعلامي ربيع ديبة على اتهامه بركوب موجة الانتخابات لكسب الشهرة، ليقوم لاحقاً بحذف المنشور والفيديو بعدما قامت عدة جهات بتناقله و من بينهم حيدرة بهجت سليمان ابن سفير سوريا الأسبق في الأردن المعروف بولاءه الأعمى لنظام الأسد حيث قال مدافعاً عن ليث:
“فيني أعرف شو مصلحة هيك شخص يكذب وشو بيستفيد وشو المناسبة، طبعاً غير أنه ما طالَب بشي ولا حكي شي خارج عن الأصول”، وأضاف حيدرة أن اكتشاف صدق المبين شديد السهولة من خلال تحليل التصميم والتحقق من جهازه بطريقة تذكّرنا بالشخصية الكرتونية (المحقق كرومبو)، حيث كتب:
“يلي بيعرف بالغرافيك والتصميم بيعرف أنه من السهل جداً يتم التأكد من البرنامج يلي صمّم عليه اللوغو حسب ما قال إيمت تم تصميمه، لهيك بدل المزايدات والتبريرات السخيفة والتنظير للبعض يروحوا يتأكدوا، وإذا طلع عم يحكي غلط يتحاسب بشكل قانوني وإذا عم يحكي صح يتحاسب يلي أخدله تعبه وفوقها خلّى شوية ناس تهاجمه وتوزع اتهامات”، مرفقاً بالمنشور صور المبيض.
لم يقتصر الأمر فقط على حيدرة، بل قامت الناشطة رؤى حمزة وهي أيضاً إعلامية من ذوي الاحتياجات الخاصة تعمل كمقدمة برنامج مفاتيح الهمم عبر راديو فرح بنشر الفيديو على صفحتها الشخصية و عقّبت قائلة:
“شكراً للتوضيح ياليث…
بس منعتذر منك لأنه نحنا للأسف تعودنا ندعم الغريب ونضوي على الغريب ونفرح لإنجاز الغريب”
و ساندت ليث عدة صفحات موالية للنظام دفاعاً عن حقه في حفظ ملكية التصميم، لكن دون أي نتيجة وانتهت الحملة الانتخابية ومسرحية النظام الانتخابية دون أي استجابة لحفظ حق المبيض.
هذا ما يؤكد دوماً أن النظام ليس لديه أي قيمة لمواليه ومؤيديه الذين يفتدوه بكل ما لديهم من قوة، بالإضافة لعدم دعمه الطاقات الشبابية التي تسعى لعكس صورة حضارية لبلادهم حتى وإن كانوا مبدعين.
الجدير بالذكر أن ليث المبيض هو مثال للنجاح و الأمل، من مواليد مدينة جرمانا في ريف دمشق عام ١٩٩٦ خريج علوم سياسية، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة يتنقل على كرسي متحرك بالإضافة إلى أنه مبتور الأطراف ليس لديه معصمين أو أيدي، ورغم ذلك يعمل كمدرب تصميم ومونتاج في مركز النجاح بدمشق بالإضافة إلى أنه مؤسس فريق فيونكات التطوعي.

قد يعجبك ايضا