محمد بسام | شبكة مراسلي ريف دمشق
أثار ظهور الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني “حسن نصر الله” الثلاثاء الماضي خلال كلمة متلفزة تساؤلات رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول حالته الصحية، إذ بدا منهكاً ونحيفاً ويتنفس بصعوبة.
وتساءل ناشطون إن كان سبب سعال نصرالله وظهوره تَعِبَاً في كلمته المتلفزة يعود لإصابته بفيروس “كورونا”.
ولكن هذا مانفاه نجل نصر الله “جواد” عبر حسابه على “تويتر”، مؤكداً أن والده يعاني من الحساسية، فيما أكد نصر الله أنه عانى من “سعال شديد” منعه من التكلم، قائلاً في كلمته خلال “عيد المقاومة والتحرير” الذي يحتفل به حزب الله اللبناني بنصرهم المزعوم:
“أعتذر عن عدم ظهوري منذ يوم القدس وحتى اليوم لأنني كنت أعاني من سعال شديد وكان يصعب علي أن أتكلم أو أخطب”.
فقد تناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي خبراً لا سيما عبر الواتساب يزعم أن مصادر طبية موثوقٌ بها كشفت عن تدهور خطير لصحة رأس الفساد في حزب الله اللبناني حسن نصر الله، وأنه دخل في غيبوبة، ما دفع أنصاره إلى تقديم الماء والخبز على نية شفائه، وذلك بمبادرة أُعلِن عنها بعد إطلالته التلفزيونية الأخيرة في 25 أيار 2021 في ذكرى التحرير المزعوم للجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي.
وقد عمد نصر الله في بداية ظهوره إلى الاعتذار من جمهوره عن الغياب في الفترة الماضية بسبب وعكة صحية سببت له سعالاً صعَّبَ الظهور على الشاشة وقد لازم السعال المتقطع نصر الله خلال كلمته التي قرأها عن الورق هذه المرة بخلاف عادته في الخطابة.
فيما أشار كُتَّاب وسياسيون بأن نصر الله تعمد هذه المسرحية في سعيه لإنقاذ رأسه والهروب من مواجهة المسؤولية الجنائية عما ألحقه بلبنان وشعبه من كوارث ومعاناة إنسانية بسبب مغامراته غير المحسوبة وسلوكه العدواني، فلم يعد أمامه سوى البحث لنفسه ومعاونيه عن ممر آمن إلى أسيادهم المهزومين في طهران، وذلك بعد أن جَرُّوا جميعهم مع نظام البعث السوري الويلات والمصائب على الشعب اللبناني وورّطوه في كارثة حروب الآخرين على أرضه التي سببت أفدح الأضرار والمآسي والخسائر المادية والبشرية للمواطنين اللبنانيين عامة وسكان الجنوب والضاحية والبقاع منهم خاصة، بعد أن نصَّب حسن نصر الله وأعضاء حزبه الفاشي من أنفسهم أوصياء عليهم بالقوة.
ليس هذا وحسب فمع بداية العام 2013 وميل الكفة لصالح الثوار في سوريا ضد نظام الأسد الفاشي، بدأ حزب الله بإعلان موقفه الواضح تجاه سوريا بعد خطاب نصر الله الذي قال فيه: “إن النظام في سوريا لن يسقط”، فكان اعترافاً منه بوقوفه إلى جانب النظام، ليتبعها في شهر نيسان عام 2013 إعلان نصر الله المشاركة رسمياً في معركة القصير الشهيرة في حمص، ومن هنا بدأت مجازر مليشيا حزب الله وانتهاكاته في سوريا، في ظل الضغف والفوضى التي كان يعاني منها النظام آنذاك، وخروج الأمور عن سيطرته في معظم المحافظات السورية.
وفي المقابل هناك دلائل أخرى تشير إلى تدخل مليشيا الحزب في سوريا قبل هذا التاريخ، وذلك بعد تفجير خلية الأزمة في 18 تموز عام 2012، والتي قتل فيها قيادات من الصف الأول في النظام السوري، تزامناً مع دخول المعارضة إلى حي الميدان في دمشق وإعلان معركة “بركان دمشق”، حيث ظهر في الواجهة قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وتنسيقه مع قيادات النظام، والتي بدأ فيها الحزب بالظهور في سوريا وبعض مناطق العاصمة دمشق، وخصوصاً في المناطق التي توجد فيها “المراقد الشيعية” وذلك بدعوى حمايتها لا أكثر، عندها بدأ تقسيم الشوارع والأحياء إلى مناطق منفصلة بحواجز شديدة التفتيش.
واليوم أصبحت هزيمة حسن نصر الله وحزبه حقيقة واقعة وملموسة ليس على الصعيد العسكري فحسب، وإنما أيضاً على صعيد السياسة والفكر والأخلاق فهذا الحزب لم يكن منذ البداية سوى مخلب ورأس حربة ومستوطنة إيرانية وبعثية سورية فوق الأراضي اللبنانية.
المصادر: ويكيبيديا ـ صحف لبنانية ـ مدونات مفكرين سياسيين ـ أرشيف الثورة السورية.