علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق
تمتلئ الثورة السورية بآلاف الحوادث والمآسي، جرائم ارتكبتها ميليشيات الأسد بمساعدة حلفائهما ضد السوريين، ولعل المجزرة التي تمر ذكراها اليوم من الحوادث البشعة، إذ تعد من أقسى حوادث القتل الجماعي باستخدام السلاح الكيميائي.
يوم الرابع من شهر نيسان عام ٢٠١٧ عند الثامنة صباحاً أقلعت طائرات حربية عديدة من مطار الشعيرات العسكري ضمن محافظة حمص وانطلقت لمدينة خان شيخون حيث كانت تنوي استهداف وسط المدينة في ذروة تجمعات المدنيين، ولم يصبح سكان المدينة إلا على أصوات ١٥ غارة جوية كانت تحمل غاز السارين السام الذي لوث هوائها وأسفرت عن ارتقاء أكثر من ١٠٠ شهيد ملئت جثثهم الشوارع والمنازل السكنية، حيث دخلت فرق الإنقاذ حالة العجز التام نتيجة الأعداد الهائلة من المصابين والتي تفوق إمكاناتها المتواضعة.
تصاعدت الإدانات الدولية للمحزرة وقد تعهد الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” بمحاسبة الأسد، إذ قدم طرحاً تفصيلياً لتوجيه ضربات عسكرية شاملة لمواقع الأسد، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية قد قابلت المقترح بالرفض زاكتفت باستهداف مطار الشعيرات التي أقلعت منه الطائرات مرتكبة المجزرة ب٥٩ صاروخ “توماهوك” والتي شلت حركة المطار لبضعة أيام قبل أن يعاود نشاطه بتنفيذ الغارات الجوية ضد المناطق السكنية كما السابق، ويشار إلى أن ميليشيات الأسد كانت قد استعملت الأسلحة المحرمة دولياً بارتكاب مجازر عديدة والتي كان من أبشعها مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية عام ٢٠١٣ حيث قتل الأسد ما يزيد عن ١٥٠٠ شهيد في يوم واحد.