مخيم الهول… أشبه بمعسكر اعتقال، ومصيره؟

508

علي ياسين _ أمين الشامي | شبكة مراسلي ريف دمشق

شهد العام الحالي مقتل أكثر من 40 مدنياً في مخيم الهول بظروف غامضة آخرهم كان طفلاً قبل عدة أيام، والميليشيات الانفصالية مسؤولة هي الأخرى عن عمليات إعدام لأطفال دون ال18 عاماً لأسباب مجهولة، حيث أعدم طفل بسن ال16 عاماً منذ عدة أسابيع بطلق ناري، فيما قُتل أيضاً طفل بعمر 15 عام قبل أيام طعناً بالسكاكين حسب الأمم المتحدة، إضافةً لعمليات الاحتجاز والتعذيب التي تمارسها الميليشيات الانفصالية وسط تعتيم على مجريات الأوضاع داخل المخيم، تزامناً مع مقتل موظفين وعاملين من منظمات دولية كمنظمة “أطباء بلا حدود” التي أعلنت عن مقتل أحد موظفيها وإصابة 3 آخرين من كادرها خلال أحداث أمنية داخل المخيم في بداية الشهر الحالي، إضافةً إلى عشرات عمليات التعدي والاختطاف بدوافع مختلفة.
ويضيف الوضع الإنساني المتردّي لسكان المخيم تعقيدات جديدة على الوضع، حيث أعلنت الأمم المتحدة ومنظمة “اليونيسيف” أن 90٪ من قاطني المخيم هم من النساء والأطفال، حيث لقيَ ثلاثة أطفالٍ رضّع مصرعهم بسبب سوء التغذية و الظروف الإنسانية الصعبة، إضافة إلى التهميش الذي يعانيه المخيم في تقديم المساعدات الطبية والغذائية، حيث شددت “اليونيسيف” على قضية إعادة الأطفال النازحين إلى بلادهم الأصلية بكرامة وتعامل حسن والإسراع في إيجاد حل لمأساة المخيم الذي هو أشبه ب “معسكر اعتقال”، وبحسب التحليلات فإن الاستمرار بالوضع الراهن وتعريض الآلاف من النساء والأطفال لخطر الانتهاكات المختلفة بحجة انتمائهم لتنظيم داعش يضع العالم أمام أفكار أشد تطرفاً بهدف الانتقام عن طريق زيادة معاناتهم على كافة الأصعدة.
وقد أعلنت ميليشيات انفصالية مختلفة عن البدء بحملة اجتياح عسكري وأمني لمخيم الهول بهدف تطهيره من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، حيث تم حشد قوة كبيرة مؤلفة من 6000 عنصر، تم جمعم من ميليشيات “قسد” وتنظيمي PKK و PYD، بالإضافة إلى “وحدات حماية المرأة”، وجاءت العملية بعد تصريحات القائمين عليها لوسائل إعلام أجنبية مختلفة عقب عمليات قتل واختطاف وتعذيب نفذها إرهابيو “داعش” بحسب الميليشات الانفصالية.
وهنالك العديد من الدول الأجنبية التي تبدي تقاعساً في إعادة مواطنيها من عوائل ومقاتلي التنظيم في المخيم، فوكالة “فرانس٢٤” قالت إن استطلاعاً للرأي قد أُجري مطلع عام 2019 لمواطنين فرنسيين، والذي كانت نتيجته أن ثلثي الفرنسيين إما رافضون أو متخوفون من عودة أطفال مقاتلي التنظيم الفرنسيين إلى بلادهم خشية تنفيذهم لأعمال إرهابية، وجعل المجتمع في حالة خطر دائم نتيجة التخوف الشديد من الفكر المتطرف الذي نشؤوا عليه، وعلى الرغم من مطالبة الميليشيات الانفصالية بإعادة اللاجئين والمعتقلين لديهم إلا أن دعواتهم قوبلت بالرفض المستمر.
التقارير الدولية الصادرة أكدت أن نسبة كبيرة من قاطني المخيم ما زالوا على إيمانهم بعودة تنظيم “داعش” إلى التشكل حتى بعد هزائمه العسكرية المتتالية ومقتل زعيمه، إذ قالت المصادر أن هنالك أجهزة شرطة ومدارس تعليمية خاصة بفكر التنظيم والتي تقوم على تجنيد الأحداث من صغار السن، ويبلغ أعداد المقيمين في مخيم الهول أكثر من 60 ألف شخص، جلّهم من اللاجئين العراقيين، فيما يضم نحو 8500 طفل وامرأة من عوائل مقاتلي التنظيم ومن جنسيات مختلفة.

قد يعجبك ايضا