علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق
العودة إلى حضن الوطن أو خدعة الوطن الذي يسامح الجميع هي الخدعة المكشوفة التي عمل نظام الأسد وإعلامه على استغلالها بشكل يجعل الكثير من المدنيين والناشطين وبعض العسكريين في صفوف الثورة ينجرّون إليها لدوافع مختلفة منها بُعدَهم عن بيوتهم ومساكنهم وشقائهم الطويل نتيجة هربهم من بطش قوات الأسد أو طمعاً بمكاسب مادية ومراكز تضمن تحكّمهم بأحد مفاصل المناطق المتواجدين فيها، ولعل قصة الناشط السوري “مازن حمادة” الذي عاد من ألمانيا واعتقلته مخابرات الأسد في مطار دمشق الدولي أكثرها رواجاً.
وعلى الرغم من إنجازات “حمادة” كناشط حقوقي وثوري ومعتقل سابق في سجون الأسد قام بكشف العديد من الانتهاكات وأساليب التعذيب الوحشية التي يستخدمها عنصر الشبيحة ضد المدنيين المعتقلين والمختفين قسراً، حيث أزهقت مئات الآلاف من الأرواح، وقد روى ما حصل له داخل المعتقلات في العديد من الشهادات المرئية في محافل دولية مختلفة بالإضافة إلى إجراءات محاكمة الأسد دولياً، كل هذا جعله هدفاً دسماً لمخابرات الأسد مع عدد من الناشطين المنتشرين في عدد من الدول الأوروبية.
عمدت مخابرات الأسد وسفارته في ألمانيا إلى إرسال عدد من الدعوات لحمادة من أجل مصالحة شاملة وعودته إلى الأراضي السورية ومناطق سيطرة نظام الأسد مقابل خروج عدد من المعتقلين من محافظة دير الزور، وقد عمدت مخابرات الأسد إلى استخدام لاعب منتخب الأسد “عمر السومة” كشخصية اعتبارية تحفزه لقبول العرض والعودة، ولدى نزوله في مطار دمشق الدولي تم اعتقاله وسوقه لجهة مجهولة حسب الرواية التي انتشرت لدى العديد من وسائل الإعلام، بالإضافة إلى عدد من الأنباء غير المؤكدة عن تصفيته داخل سجن صيدنايا.
الحقيقة أن هذا الأسلوب ليس جديداً في محاولات الأسد لإيقاع الناشطين والثوار بفخ المصالحة حتى داخل الأراضي السورية، ففي مدينة دوما في الغوطة الشرقية وقبيل التهجير بعدة أيام استغلت قوات الأسد شعبية “محروس الشغري” والمذيع الشهير في إذاعات الأسد “عمر عيبور” لدى عدد من المدنيين في توجيه دعوات للشباب بعدم الخروج من الغوطة الشرقية مع إعطاء ضمانات بوساطة الشرطة العسكرية الروسية، وبعد خروج قوافل التهجير بعدة أسابيع عمدت مخابرات الأسد إلى اعتقال جميع من وقّعوا على التسوية وسوقهم إما إلى المعتقلات والأفرع الأمنية داخل العاصمة أو إلى الخدمة العسكرية ثم زجهم في جبهات القتال.
يسعى الأسد بشتى الوسائل إلى الإيقاع بالناشطين والثوار عبر وعود كاذبة مستخدماً شخصياته الاعتبارية من إعلاميين ورياضيين، ومن ثم اعتقالهم وتصفيتهم جسدياً أو إجبارهم على الإدلاء بشهادات كاذبة تخص التغطية على جرائمه العديدة منذ بداية الثورة وحتى اليوم.