فريق التحرير| شبكة مراسلي ريف دمشق
أطلقت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” نداء طوارئ للاستجابة لاحتياجات الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن.
وحين اطلاع الوكالة الأممية للنداء، تم تقدير حاجة الأونروا ل318 مليون دولار اميركي لتغطية احتياجات اللاجئين الذين يعانون من النزوح و الأوضاع المعيشية الصعبة والبطالة وارتفاع الأسعار الذي تفاقم في ظل انتشار فايروس كوفيد 19 حسب ما أعربته مجموعة العمل من أجل فلسطينيو سوريا.
كما أعلنت بأن أكثر من 90% من العائلات الفلسطينية في سورية تعيش في فقر مدقع بحد تعبيرها بسبب ارتفاع معدل البطالة وفقدانهم مصادر أرزاقهم بسبب النزوح بالمرتبة الأولى، وحسب الإحصائيات وصلت نسبة الفقر في سورية إلى 82.5% حيث وصل عدد اللاجئين الذين لايزالون في سوريا إلى 438 ألف لاجئ منهم 36% أطفال ويعاني ما يقارب 40% من التهجير والنزوح.
كما أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في 14 شباط بأن 12.4 مليون شخص في سورية يعانون انعدام الأمن الغذائي.
وفي تصريح خاص مع مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا تحدث مسؤول الإعلام فايز أبو عيد أن الأونروا تعاني من أزمة مالية حقيقية بسبب قرار ترمب بوقف المساعدات المالية لها، إلا أنها حتى اليوم لم توقف مساعداتها المالية والغذائية عن الفلسطينيين سواء بالمناطق التابعة للنظام أو المهجرين في الأردن ولبنان وقطاع غزة.
و من خلال تصريح حصري لشبكة مراسلي ريف دمشق مع رابطة المهجرين الفلسطينيين في الشمال السوري تحدث مسؤول المكتب القانوني الأستاذ عمار القدسي أن وكالة الغوث لم تقدم أي مساعدة للفلسطينيين من قبل تهجيرهم من مخيم اليرموك عام 2018 بفترة تتجاوز الثلاثة أشهر، وقد تم حرمانهم في منطقة يلدا بريف دمشق من تلك المساعدات بحجة أنهم متواجدين بمناطق المعارضة السورية وأكد “القدسي” أنه ومنذ ذلك اليوم وحتى تاريخ اللحظة لم تقدم الأونروا أي نوع من المساعدات للفلسطينيين المُهجرين إلى الشمال السوري.
وفي السياق تحدث “أبو عيد” أن مجموعة العمل كانت قد طالبت الأونروا إلى شمل هذه الفئة من الفلسطينيين بإيصال كافة خدماتها الإنسانية والطبية والمادية والإغاثية للمهجرين قسرياً إلى المناطق كافة داخل سورية باعتبارها إحدى حقول عملها الرئيسية، أسوة بنظرائهم الذين يتواجدون في مناطق سيطرة الحكومة السورية، والعمل الجاد على تقديم الحماية الإنسانية والجسدية والقانونية، بما يكفل متطلبات الحياة الكريمة للاجئين الفلسطينيين في سورية وتقديم الدعم اللازم الذي يتناسب مع حجم المأساة التي يرزحون تحتها منذ سنين، لكنها لم تتلقَ أي إجابة.
و في ذات الإطار صرح “القدسي” أنه تم إطلاق عدة مناشدات لجهات أممية كانت الإجابة أن المهجرين الفلسطينيين من كافة المخيمات على الجغرافية السورية والمتواجدين في الشمال السوري لازالوا متواجدين في سوريا وتحت مظلة الأونروا و تم تسليط الضوء من قِبل الرابطة على أن الوكالة لم تقم بتقديم أي دعم منذ ثلاث سنوات، حيث كانت الإجابة أن هذا الأمر مرتبط بآلية العمل والمخاوف التي ممكن أن يتعرض لها موظفو الوكالة وعدة تبريرات أخرى تحدث عنها “القدسي” أن فلسطينيي الشمال لا يجدوها محقة أو منطقية، سوى أن النظام السوري قد أنذر الوكالة بعدم التعامل معهم أو مساعدتهم كنوع من أنواع العقوبة لانخراطهم في صفوف الثورة، الأمر الذي أكده “أبو عيد” حيث أضاف أن الأونروا كانت صريحة في موقفها منذ البداية وهي لا تريد أن تعرض موظفيها للخطر بحجة أن تلك المناطق غير أمنة.
أيضا ً تقاطع حديثه مع “القدسي” حينما تحدث عن موقف المهجرين الفلسطينيين في شمال سوريا حيث حملت تلك العائلات وكالة “الأونروا” مسؤولية تدهور أوضاعهم المعيشية، وعدم القيام بواجبها تجاه المئات من النساء والأطفال الذين يعانون سوء الأوضاع الإنسانية، كما لم تتمكن تلك العائلات من الحصول على أيٍ من مساعدات “الأونروا” الإغاثية أو المالية، وذلك بسبب عدم تواجد “الأونروا” في الشمال السوري، وطالبت تلك العائلات الوكالة بإيجاد حل لتلك المشكلة، والعمل على استدراك تقصيرها تجاههم.
كما أعرب “القدسي” عن امتعاض الأهالي و أكد أن الوكالة تهربت من العمل الموكل إليها بشكل قانوني وعليها إيجاد صيغة مع القوات الموجودة في الشمال السوري أو مع الحكومة التركية التي تعد وصية على الشمال السوري لإعادة تفعيل عملها بحال كانت جادة في هذا الخصوص خاصةً أنها فقدت مصداقيتها لدى الأهالي.
“القدسي” و”أبو عيد” أكدا على أن الوكالة لا تزال تخدم السوريين في كافة مناطق عملها في الأقاليم الخمسة (قطاع غزة – الضفة الغربية – لبنان – الأردن) بما فيها سوريا وتحديداً المناطق المتاخمة لمحافظة إدلب لكن دون إدخال أي معونة للفسلطينيين في إدلب أو ريف حلب. وأضافا أن مناطق تواجد اللاجئين الفلسطينيين القابعة تحت سيطرة قوات قسد تتم إيصال المساعدات إليها و هذا مؤشر كبير على عدم التزام الوكالة في عملها الذي ينص على خدمة اللاجئين دون التمييز بغض النظر عن الانتماء السياسي أو التدخل لصالح طرف من أطراف النزاع.
وعن الإحصائية التي ذكرتها الوكالة أجاب القدسي أنها لا تشمل فلسطينيو الشمال فهي تقنياً فاعلة لخدمة الفلسطينيين في مناطق سيطرة النظام، وفي نهاية حديثه أشار القدسي أن مساعدات الأونروا تعد ضئيلة جداً مقارنة مع ما توزعه المنظمات للمهجرين في الشمال السوري بشكل عام و الذي يشمل المهجرين الفلسطينيين منه.