فريق التحرير | شبكة مراسلي ريف دمشق
تنتشر المخيمات في شتى مناطق الشمال السوري في مختلف البقع الجغرافية والمناطق النائية و حتى بالقرب من المدن والقرى، مايعني وجود مئات الأطفال من مختلف الفئات العمرية فيها غالبيتهم دون تعليم ومنهم حتى لا يعرف المدرسة إلا اسماً ومنهم من تسرب منها بسبب تهجيره من سكنه الأصلي و لم يتمكن من العودة إليها بسبب عدم توفر مدرسة بمكان لجوءه.
أحمد ذو ال١٣ عاماً طفل مهجر من معرة النعمان كان يحلم أن يصبح طبيباً بالمستقبل لكن الطيران الروسي جعله يدرس فقط للصف الرابع الابتدائي في حين يجب أن يكون في الأول الإعدادي، يقول أحمد:
“عندما نجحت إلى الصف الثاني بدأ القصف على المعرة لأنقطع عن دراستي عام كامل بسبب استهداف المدارس، وفي العام التالي عدت إليها لأكمل دارستي بظروف صعبة ما جعلني أتأخر عن تعليمي سنة كاملة وفي العام التالي أثناء التجهيز للامتحانات النصفية تهجرت مع أسرتي إلى مخيم بريف مدينة أعزاز ولا يوجد فيه مدرسة، حتى مدارس مدينة أعزاز كانت بعيدة ويفصلنا عن المدينة طريق سريع ما يزيد الأمر صعوبة بسبب خوف أمي من الذهاب إلى المدرسة”.
ليس أحمد هو الطفل الوحيد، فمروة تقطن في ذات المخيم وتتمنى أن تذهب للمدرسة التي لا تعرفها وهي ابنة ال١٠ ربيعاً، ما يعني أنها يجب أن تكون في الرابع الابتدائي، ولكن بحسب والدتها أنها كفتاة ولا يوجد من يوصلها للمدرسة ولا تَأمن الطريق والمحيط وقد سبق وسمعت عن حالات خطف ما جعلها تتردد في إرسالها للمدرسة، أما أبو أحمد وهو محاضرٌ في جامعة حلب يقول:
“أكثر ما يحزنني أنني أحمل شهادات عليا في الاقتصاد و التجارة و أبنائي لم يجتازوا الشهادة الثانوية باستثناء ابني الكبير بسبب ظروف الحرب، أحمد كان في السنة الثانية في كلية الأدب الإنكليزي، ولكن مضايقات حواجز النظام للطلاب و ازدياد حالات الاعتقال جعلته يقف عن الدراسة، وعند افتتاح الجامعات الحرة لم يتمكن من العودة لدراسته بسبب عدم توفر المال، يضيف أبو أحمد أن أطفال المخيم جميعهم بلا تعليم ولا يوجد أي طفل بالمخيم يذهب للمدرسة و أنه على استعداد لتعليم الأطفال لكن لا يتوفر مكان مناسب لتلك المهمة، يتمنى أن يتم إنشاء مدرسة داخل المخيم حتى ولو كانت خيمة، فالإحصائيات في الشمال السوري تشير أن نسب التسرب من المدارس كبيرة جداً وفي ازدياد لعدة أسباب أهمها التهجير وعدم توفر المال لشراء المتطلبات الدراسية و ليس انتهاءً بعدم وجود مدارس قريبة من أماكن إقامة الطلاب، وبذلك تكون الثورة السورية قد خسرت أهم عامل من عوامل بناء الوطن الجديد إن لم يتم تدارك الكارثة بعد فترة سنجد أنفسنا أمام جيل كامل بلا تعليم و سيلقى اللوم على الثورة و المسؤولين وحتى على أهلهم، هذا ما ختم به أبو أحمد حديثه.
- اعجاب
- أصدقاء