فريق التحرير| شبكة مراسلي ريف دمشق
في ظل الفوضى الأمنية التي تشهدها سوريا عموماً والشمال السوري خصوصاً من تفجيرات وحالات خطف وقتل وتعذيب، وبالإضافة للبطالة المنتشرة بنسبة كبيرة وندرة فرص العمل يلجأ الشباب السوري للهجرة واللجوء لتركيا ودول الاتحاد الأوربي إن سنحت لهم الفرصة.
مهند وصديقه من أبناء الغوطة الشرقية كغيرهم من الشباب الحالم بحياة أفضل باحثان عن فرصة عمل تمكنهما من إعالة أسرتيهما، وبعد وصولهما فجر الأربعاء 13/1/2021 إلى مدينة إعزاز بالقرب من الجدار التركي الحدودي برفقة مهربٍ خاص يعمل بمهنة تهريب العائلات إلى تركيا استطاعا اجتياز الجدار والعبور إلى الأراضي التركية.
جندرما الحدود التركية ألقت القبض عليهما بعد اجتياز الجدار ولسوء حظيهما وقعا بيد عناصر تكنّ الحقد تجاه المهاجرين الغير شرعيين إلى تركيا، حيث أقدم أحد عناصر حرس الحدود مع اثنين آخرين بضربهما بشكلٍ وحشيٍ مستخدمين بنادقهم الشخصية وقضباناً حديدية ما أدى إلى عدة كسور في ذراعيْه وأصابعه وخلع في الكتف ورضوض في الصدر والقدمين، بينما اقتصرت أضرار صديقه على كسرٍ في الذراعين وعدة رضوض في أنحاء جسده.
وفي حديث حصري لشبكة مراسلي ريف دمشق قال مهند: “عندما تجاوزنا الجدار اقترب مني عسكري تركي قام بضربي بسلاحه على اكتافي ثم أخذني إلى مكان حراسته مع صاحبي حيث كان يوجد عنصر آخر وضابط فأقدموا على ضربنا بقضيب حديدي وتناوبوا على ضربي بكافة أنحاء جسدي بقوة شديدة بعد أن قاموا بتفتيشنا ومصادرة هواتفنا وكسرها أمامنا أعيننا ومصادرة مبلغ مالي يبلغ 800$.
وأضاف مهند أن أحد العناصر كان هدفه انهاء حياتي حيث قام بوضع قدمه على حنجرتي والضغط عليها حتى بتُ أشهقُ انفاسي مودعاً الحياة لولا أن قام عنصرٌ آخر بسحبه عني ومباشرته بضربي بالقضيب الحديدي وكأنه لن يشفى غله بعد، ليقوم بالضرب والرقص على موسيقا أغنية قام بتشغيلها لإغاظتنا أكثر.
استمروا في ضربنا نحو ٣ ساعات متواصلة لتأتي بعدها دورية جديدة مؤلفة من 4 عناصر نزلوا من سيارتهم فأقدموا على ركلنا بأقدامهم على أكتافنا وصدورنا ثم أكملوا طريقهم”.
أضاف مهند واصفاً معاناته “أن أكثر ما كنت أتمناه هو الموت فقط، شعرت أن لا كرامة لي كإنسان خاصةً بعدما قيامهم بتصويرنا أثناء ضربهم لنا، ثم قاموا برمينا من فوق الجدار إلى الجانب السوري، حينها لم أستطع التحرك لولا أن قام صديقي بالزحف لأقرب منطقة مأهولة وطلب المساعدة ليتم نقلنا وتحويلنا إلى المشفى حيث خضعت لتصوير أشعة تبين بها أن لديّ كسور في الذراعين والأصابع وخلع في الكتف ورضوض في الصدر والقدمين، وتم تحديد موعد لعملية تركيب صفائح في الذراعين لا أدري من أين سآتي بتكاليف العلاج”.
يذكر أن عدد المهاجرين الغير شرعيين إلى تركيا ازداد في الآونة الأخيرة لأسباب كثيرة أهمها زيادة الفوضى وانعدام الاستقرار في سوريا عموماً، وعدم استطاعتهم إخراج جوازات سفر وفيز وثبوتيات شخصية تخولهم الخروج من المعابر الرئيسية بشكل قانوني.
نشطاء محليون يحمّلون المجتمع الدولي مسؤولية عدم اعتراف دول الجوار السوري على جوازات السفر الصادرة عن الحكومة السورية المؤقتة وإجبار الشعب السوري على التعامل مع الهجرة والجوازات التابعة لنظام الأسد أو الهجرة الغير شرعية، ويطالبون بإيجاد حلول بديلة تحافظ على كرامة المواطن.