مخالفات ومحسوبيات في الكسوة “وعلى عينك ياتاجر”، إلى متى؟
فريق التحرير |شبكة مراسلي ريف دمشق
واقعٌ متردي وأوضاع مأساوية يعاني منها سكان مدينة الكسوة جنوبي العاصمة دمشق بحسب الأهالي المحتجين على عمل رئيس المجلس البلدي في الكسوة “محيي الدين دولة”، وكما يصفه البعض باللص و المرتشي، بيد أن هذا الوصف لم يأتي من فراغ، تُهمٌ عديدة تلاحق “دولة” من رشاوى إلى فساد و اختلاس أموال و حتى تزوير شهادته العلمية التي يحملها وهي إجازة في الإعلام صادرة عن إحدى الجامعات في اليمن، وقد أكّد بعض الشهود أنّ “دولة” يقبض أموالاً طائلة من متعهدين البناء لقاءَ حصولهم على رخص لبناء طوابق إضافية مُخالِفة فوق أبنية قديمة بعضها لا تتحمل أساساتها أي إضافة لتصدعها، وقد أكد البعض أن دولة يشتري أسطح أبنية ويقوم ببناء طوابق مخالفة وبيعها دون أي رقابة.
تعاني الكسوة في ظل إدارة “دولة” للمدينة من ظروف مأساوية، فغالبية الطرق في المدينة بحاجة إلى تعبيد وأخرى تم قطعها و حفرها لتشييد أبنية بأزقة ضيقة مما أدى لقطع الطرق المؤدية إلى بعض الأحياء حيث يصف الأهالي التنقل أنّه بات مهمة صعبة خاصة للنساء والأطفال، ويضيف أحد الأهالي أن وصول الصهريج لأحد المنازل بتلك الأحياء هو أمر مستحيل خاصةً أن الماء لا يصل للحي إلا مرةً في الأسبوع لذا يضطر الأهالي لشراء الماء من الصهاريج بقيمة ٤٠٠ ليرة سورية للبرميل الواحد، ويعود سبب عدم توفر المياه أن “دولة” قام بتحويل ضخ خط المياه الجديد الذي تم تدشينه مؤخراً لمزارع أقربائه و أصدقائه، أبرزهم عمّه بالاتفاق مع مدير وحدة مياه الكسوة “رجا رومية”.
الكهرباء في الكسوة هي حلم الأهالي الذين يعانون من انقطاعها بشكل مستمر حيث أنها تعمل لمدة ٤ ساعات بشكل متقطع بشكل شبه يومي، بينما أحد المعامل المحيطة بالمدينة لا تنقطع عنه الكهرباء بتاتاً حيث يتهم الأهالي أن “دولة” يبيع المعمل حصتهم من الكهرباء ويقطعها عنهم بحجة التقنين والسبب ليضطر الأهالي لشراء مادة المازوت للتدفئة من السوق المحلية، لا سيما أن الكسوة لم توزع إلى الآن مخصصات الأهالي من وقود التدفئة و هذا ما يزيد الشك حول “دولة” بأنه شريك في بيع المحروقات.
القطاع الصحي في الكسوة أشبه بمسلخ بشري على حد تعبير أحد الأهالي الذي تحدث عن قلّة المراكز الصحية في الكسوة واعتماد الأهالي على مركز الهلال الأحمر الذي تم افتتاحه من مدة وجيزة، الأمر الذي يجعله مكتظاً بالمرضى وهو ما يزيده خطورةً خاصةً مع انتشار جائحة كورونا، ولم يتوقف الأمر فقط على الازدحام بل إنّ موظفة الاستقبال المسؤولة عن تسجيل المرضى لا تصل إلى دوامها قبل التاسعة والربع صباحاً علماً أن الأطباء يدوامون منذ الثامنة، لكنهم لا يُدخلون أي مريض قبل تسجيله من قبل الموظفة الأمر الذي يزيد من الضنك على المرضى ناهيك عن المعاملة السيئة التي تقوم بها الموظفة، حيث أنها لاتكاد تبدأ بالتسجيل حتى ينقطع التيار الكهربائي وتبدأ بطرد من لم يتم تسجيله وتطلب منه العودة باليوم التالي بصمت تام من إدارة المركز وعلى أعين الأطباء.
ببيلا الجارة التي لا تبعد عن الكسوة كثيراً لم يشفع لها قربها من العاصمة دمشق بأن تحظى بالقليل من الخدمات حيث أن الوضع أكثر سوءاً خاصةً الشوارع التي تحولت إلى حفر ومستنقعات طينية يصعب التنقل فيها في ظل اتهامات للمجلس البلدي بالتقصير عن تأدية الخدمات أهمها إزالة القمامة من الشوارع وخاصةً في حي شارع الشراني حيث تحولت إحدى زواياه لمكب قمامة رسمي يعج بالأمراض والأوبئة و مرتعاً للجرذان والكلاب، على الرغم من توجيه عدة شكاوي لمكتب الخدمات إلا أنها لم تلقى أية استجابة، الشكاوي شملت أيضاً قطاع الكهرباء وإصلاح الشبكة الكهربائية في حي النبلاء، حيث أظهرت صوراً أن الخط المغذي للحي تم تضرره بشكل كبير بسبب وضع كابل رباعي لتغذية حي كامل وهو لا يستطيع تحمل هذا الضغط ما أدى إلى ماس كهربائي رهيب في المكان، وبعد عدة شكاوي نظراً لخطورة الموقف تم إرسال فريق صيانة ليلاً حيث أكد شهود عيان أن الفريق وصل منهكاً من التعب وأنه كان في مهمة صيانة حيث أنهم قاموا بحفر حفرة أسفل العامود المعطل وسحب الخط وعدم إصلاحه بحجة عدم توافر الإمكانات ووجود عطل آخر، وتم إعطاء وعد للأهالي بالعودة في اليوم التالي لإكمال الصيانة و ترك غلاف كيس إسمنت فوق الحفرة ما زاد الغضب لدى السكان وإلقاء اللوم على المهندسين في المكتب الخدمي لعدم وجود خطة من الأساس في توصيل الشبكة بشكل صحيح متسائلين إلى متى سيبقى المواطن يدفع فاتورة استهتار المسؤولين في بلد لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة والخدمات؟.