فريق التحرير |شبكة مراسلي ريف دمشق
صراع بين نسوة القصر أشبه بصراع مصغر بين روسيا التي تمثلها مدللة بوتين “لونا الشبل” وإيران التي تميز اختيارها بحقيبة ملفات نظام الأسد “بثينة شعبان”، انتهت بإقصاء شعبان و ترقية الشبل.
فقد عينت الشبل مستشارة رأس النظام السوري بشار الأسد بدلاً من بثينة شعبان وسط تكتم شديد عن الموضوع.
و يعرف عن سيرة حياة “الشبل” أنها من مواليد السويداء (سبتمبر 1975)، متزوجة من رجل الأعمال عمار ساعاتي ولها منه طفل وحيد، وهي حاصلة على ماجستير الإعلام ودبلوم في الترجمة الفورية، وبكالوريوس آداب قسم اللغة الفرنسية من جامعة دمشق.
بعد إنهاء دراستها بفترة وجيزة بدأت عملها الفعلي مع قناة الجزيرة عام 2003 حيث قدمت برنامج “للنساء فقط” بالإضافة إلى تقديم النشرات الإخبارية وبرامج حوارية أخرى حيث كان لها سجل حافل في القناة من تغطية الأحداث السياسية أهمها جلسات محاكمة صدام حسين وتغطية القمة العربية في السودان والكثير من الأحداث الأخرى.
في تاريخ 25 مايو لعام 2010، أعلنت “الشبل” استقالتها من قناة الجزيرة مع أربع مذيعين آخرين لعدم اتسام شبكة الجزيرة بمعاملة مهنية للموظفين والكفائات التي لديها بحسب ما صرحت به لتعود بعد الاستقالة بفترة وجيزة للعمل في القناة ذاتها، ومع بدء الاحتجاجات واندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد ظهرت في مقابلة على قناة الدنيا التابعة للنظام لتتهم الجزيرة بالانحياز ضد بشار الأسد وخيانتها للأمانة الصحفية وفقاً لتعبيرها، وقد أعلنت انشقاقها عن الجزيرة في ذات اللقاء.
تولت بعد ذلك عدداً من المهام الإعلامية في نظام الأسد لتصبح المستشارة الإعلامية بجهاز الرئاسة بسبب علاقة تقيمها مع رأس النظام بشار حيث كشفت تسريبات نشرتها قناة CNN لرسائل البريد الإلكتروني للأخير و قد وصفته “الشبل” (بالبطة) حيث استخدم هذا الاسم في الأوساط المعارضة للسخرية منه.
بدأت الشبل تبسط نفوذها بشكل تدريجي في القصر الرئاسي حتى لُقّبت من قبل العديد من المراقبين بالسيدة الثانية، بعدما بنت شبكة علاقات وطيدة مع الروس تحديداً مع بوتين الذي كان يوليها اهتماماً في زياراته ووسعت شبكة علاقاتها مع الضباط السوريين أصحاب النفوذ الكبير في الدولة أهمهم علي مملوك.
مرت الشبل بالعديد من المحطات كمرافقتها وزير الخارجية السوري السابق وليد المعلم إلى جنيف خلال مفاوضات عام 2014.
و في عام 2017 انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي خبر قيام أسماء الأسد بطرد “لونا الشبل” من العمل كمستشارة في القصر الجمهوري، حيث تداول عشرات المعارضين خبر طردها نقلًا عن المعارض “لؤي المقداد” من بينهم الإعلاميان فيصل القاسم وموسى العمر.
وفي ال20 من شهر آب فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة على عدد من مسؤولي نظام الأسد كان اسم “الشبل” من أبرز تلك الأسماء ضمن حزمة العقوبات التي تم تطبيقها بموجب قانون قيصر.
وخلال الشهر الجاري قام النظام بمجموعة من التغييرات شملت الأجهزة الإعلامية الرسمية وعدداً من المراكز الخاصة داخل القصر الرئاسي حيث عمد إلى ترقية “الشبل” لتصبح مستشارة خاصة للأسد ما هدد نفوذ بثينة شعبان بشكل كبير والتي كان هناك العديد من الخلافات بينهما في الأعوام السابقة بسبب تحالفات شعبان مع الايرانيين والتي كانت عبر الضباط الموالين لإيران أهمهم “جميل الحسن” المعروف بسطوته ضد الشعب السوري ويشغل منصب رئيس جهاز المخابرات الجوية منذ عام ٢٠٠٩ حيث كان أول الضباط الذين أمروا بالاعتقالات وتعذيب المعتقلين وتوجد آلاف الانتهاكات التي سجلت بتوقيع “الحسن” في الآونة الأخيرة.
أما عن سيرة حياة بثينة شعبان المولودة في محافظة حمص 1953 لوالدين علويين يعملان بالزراعة، وبحسب تصريحات لها فقد عاشت شعبان في ظروف معيشية سيئة في بيت ضم الأبوين وتسعة أطفال وقد انتسبت لاتحاد شبيبة الثورة منذ أن كانت في سن ال16 من العمر وانخرطت في صفوف حزب البعث عام 1969، وبعد انهاء دراستها الثانوية درست الماجستير باللغة الإنجليزية من جامعة وورويك البريطانية عام 1977، ومن ثم دكتوراه في نفس التخصص من ذات الجامعة عام 1982، وبعد أن حازت على شهادة الدكتوراه بدأت العمل في مزاولة التدريس في جامعة دمشق بالإضافة إلى عملها في إحدى جامعات الجزائر كمحاضرة، حتى وصلت لمنصب رئيس قسم الآدب المقارن في جامعة دمشق.
بدأت عملها في السلك الرئاسي في عهد الأسد الأب حيث تم انتدابها عام 1988 لتكون مترجمة في وزارة الخارجية وتُعتبر أول سيدة تشغل منصب مترجم خاص للأسد الأب بعد أن تمت تزكيتها بشكل خاص من قبل “فاروق الشرع” أثناء زيارة لوزير الخارجية الأمريكية “وارن كريستوفر”.
وبعد وفاة الأسد الأب قام الإبن بتعيينها عام 2002 مديرة لدائرة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية، ومن ثم وزيرة لشؤون المغتربين عام 2003 وفي العام 2008 أصبحت ضمن الحلقة الضيقة لعائلة الأسد بوصفها مستشارة للشؤون السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية برتبة وزير لتلقّب بعدها بخزينة أسرار آل الأسد.
عُرفت شعبان بموقفها القوي الداعم للنظام منذ أيام الثورة الأولى وقد ظهر اسمها في هتافات المتظاهرين عام 2011 بعد أن اتهمت المتظاهرين بأنهم خرجو احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية فردوا عليها بقولهم “يا بثينة ويا شعبان الشعب السوري مو جوعان”، وقد تم ضم اسمها عام 2012 لحزمة العقوبات المفروضة على عدد من مسؤولي الأسد من قبل الاتحاد الأوروبي، وفي ذات العام أعلن القضاء اللبناني عن احتمالية تورط شعبان بالتخطيط لعمل تفجيرات في لبنان بالتعاون مع كل من “علي مملوك” والوزير اللبناني السابق “ميشال سماحة”.
من أبرز محطات شعبان مشاركتها بمحادثات السلام في جنيف كمترجمة للأسد الأب ولها كتاب (عشر سنوات مع حافظ الأسد) تحدثت فيه عن عملها معه وذكرت به مفاوضات حافظ مع الكيان الصهيوني واضطراباته مع تنظيم الإخوان المسلمين بالإضافة لكونها المسؤول السوري الأول الذي يسافر إلى روسيا وأوروبا بعد اندلاع الثورة السورية.
فيما كانت محط سخرية لناشطين معارضين من عدة جمل عرفت عنها كان أبرزها (لا يوجد براميل متفجرة في سوريا، أصدقاؤنا الروس يبلغوننا أن تركيا ستنسحب من سوريا، سوريا سعيدة بالاتفاق النووي الإيراني) وغيرها الكثير من الكلمات.
في السنوات الماضية برز اسم بثينة شعبان بشكل سلبي في عدد من المنصات الموالية وتم اتهامها بالثراء غير المشروع وفساد عائلتها باستغلالها لمركزها السياسي خاصة بعد صور انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لابنها وهو يعيش في حالة بزخ تامّ على غرار أقرانه كأبناء رامي مخلوف ما أدى إلى غضب واسع في أوساط الموالين الذين يعانون الويلات جراء سياسة التجويع التي ينتهجها النظام السوري في ظل انعدام تام للخدمات الطبية و الغذائية وافتقار المحطات للوقود عدا عن الكهرباء التي باتت حلم للسوريين القاطنين في مناطق سيطرة النظام.