الزلزال ضرب الأرض فكشف ملامح العالم، حصيلة مستجدات أسبوع على الكارثة

174


علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق

لا يختلف اثنين على أن كارثة الزلزال المدمر الحالية تعد أصعب ما مر على رأس السوريين خلال أعوام طويلة من وحشية نظام الأسد، وبشكل عام فإن المواقف الدولية لم تتغير إلا في شيء واحد فقط وهو اعتراف مسؤولي الأمم المتحدة بشكل واضح صريح للعلن بفشلهم حيث نشر الحساب الرسمي لوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ على تويتر مغرداً: “لقد خذلنا حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا، إنهم محقون في شعورهم بالتخلي عنهم، أبحث عن المساعدة الدولية التي لم تصل”، وقد أكدت منظمة الدفاع المدني السوري أن فرقها تُركت وحيدة بمواجهة هذا الزلزال المدنر دون تدخل أي فرق إنقاذ خارجية أو معدات إنقاذ للتخفيف من وقع الكارثة.

المشكلة لم تتوقف عند التخلي عن السوريين في الشمال السوري، حيث انهالت المكالمات الهاتفية تطرق سماعة الأسد لتعلن عن دعمه وتكثيف جهود رفع العقوبات عنه بحجة مواجهة آثار الزلزال، وكان آخر المتصلين يوم 9 من شهر فبراير الحالي هو الرئيس التونسي “قيس سعيد”، حيث أعلنت الرئاسة التونسية عن رفع مستوى العلاقات والتمثيل الدبلوماسي لدى نظام الأسد كخطوة أولية لإعادة تطبيع العلاقات الكاملة مع نظام الأسد.

في حين أقامت بعض الدول كالسعودية والإمارات ومصر والجزائر جسوراً جوية إلى نظام الأسد بغية إيصال المساعدات إليه عبر طائرات عسكرية، بالإضافة إلى إرسال بعثات طبية وفرق إنقاذ، وآخر الزائرين إلى مدينة جبلة يوم أمس كان وزير الخارجية الإماراتي”عبد الله بن زايد” حيث تفقد المناطق التي تضررت بفعل الزلزال.

والمشكلة لا تكمن في إيصال مساعدات للمتضريين في مناطق سيطرة نظام الأسد وإنما شكلت حجة وذريعة سياسية قوية لرفع مستويات التطبيع، في حين يُترك المدنيون في الشمال السوري يواجهون مصريهم ويشاهدون مستودعات نظام الأسد تمتلئ بالمساعدات المسروقة، حيث عمد ناشطون إلى إطلاق وسم “الأسد لص المساعدات” في إشارة لسرقة نظام الأسد للمساعدات المقدمة إليه وبيعها عبر تجاره بالجملة كما حصل في مدينة جبلة نفسها قبل يومين حيث قام عدد من الأشخاص الذين يرتدون سترات “الهلال الأحمر” بإبعاد المساعدات عن المتضررين في المدينة واقتياد الشاحنات لجهة مجهولة.

وفي الشمال السوري المحرى فقد بلغت حصيلة استجابة فرق الإنقاذ لضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا وفق الدفاع المدني السوري أكثر من 2167 حالة وفاة، وأكثر من 2950 مصاب، حتى مساء اليوم السبت 11 شباط، مع استمرار عمليات البحث لانتشال جثث المتوفين في عدة أماكن في ريفي إدلب وحلب، وقد أعلن الدفاع المدني السوري عن انتهاء مرحلة “البحث والإنقاذ” وبداية مرحلة “البحث والانتشال” نتيجة لانتهاء المدة المكتملة لبقاء العالقين تحت الأنقاض على قيد الحياة وأصبح إنقاذ أفراد أحياء من تحت الأنقاض عملية بالغة الصعوبة لانقضاء الوقت وندرة المعدات والموارد.

قد يعجبك ايضا