“بالودان” يكرر جريمته؛ بحرق المصحف الشريف أمام المسجد، والأزمة تصل لأروقة الناتو!
ما هي مستجدات القضية؟

75

علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق

لم تهدأ موجات الغضب والاستنكار لجريمة حرق المصحف الشريف من قبل السياسي اليميني المتطرف “راسموس بالودان” الأسبوع الماضي، إذ أقدم على تكرار الفعل مجددا أمام أحد مساجد السويد يوم أمس تحت حماية الشرطة!، إذ أحرق نسخة من المصحف الشريف وأهان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بكلام نابٍ مسيء، وفيما يبدو أنه تحدٍّ واضح وصريح، ليس لتركيا هذه المرة وإنما للمجتمع الإسلامي بشكل عام، وقد أصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً حول تكرار هذه الجريمة وجاء في البيان: “ندين بأشد العبارات السماح بتكرار جريمة الكراهية التي ارتكبت ضد كتابنا المقدس القرآن الكريم في السويد مرة أخرى اليوم في مدينة كوبنهاغن الدنماركية من قبل الدجال نفسه المعادي للإسلام”.


وقد توسعت رقعة الإدانة على المستوى الحكومي في بعض الدول العربية والإسلامية، إذ أصدر كل من السعودية والكويت وباكستان وبنغلاديش وجامعة الأزهر في مصر بيانات إدانة واستنكار لهذه الجريمة بوصفها فعلا يحرض على الطائفية والعنف ويؤذي مشاعر ملايين المسلمين حول العالم.

وخلال الأسبوع الماضي الذي شهد تطورات متسارعة حول الجريمة قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رداً على مزاعم السويد بشأن حرية التعبير: إن هذا الفعل هو إهانة ضد كل من يحترم الحقوق والحريات الأساسية للناس وعلى رأسهم المسلمين.
وأكد أن القيام بهذا الفعل أمام السفارة التركية يحمل أبعاداً تاريخية فقال “نعلم أنه منذ الحملات الصليبية تساوي أوروبا بين مفهومي الإسلام والأتراك، ونحن فخورون بهذه المساواة”.

وقد نوه إلى مسألة انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي”الناتو” إذ أكد أن بلاده لن تقدم أي دعم للسويد بشأن انضمامها للناتو طالما أنها لا تحترم المعتقدات الدينية لتركيا أو المسلمين وشدد بقوله: “إذا كانت السويد تحب كثيرا أعضاء التنظيم الإرهابي وأعداء الإسلام، فنوصيها بأن تلجأ إلى هؤلاء في الدفاع عنها” في إشارة منه لدعم السويد لميليشيات pkk/pyd.
تصريحات الرئيس التركي ليست وحدها فيما يخص عضوية السويد في الناتو خلال الأسبوع المنصرم، فقد سبقتها تصريحات لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار حول القضية ذاتها في قوله خلال اجتماع مع قادة القوات التركية: “إنه من غير الممكن قبول تقاعس السويد عن اتخاذ التدابير اللازمة حيال الاستفزازات التي تستهدف الرئيس رجب طيب أردوغان والقرآن الكريم”، مؤكداً أن التطاول على الرئيس التركي والعلم والقرآن الكريم إضافة لدعم التنظيمات الإرهابية أمر غير مقبول.


وتجدر الإشارة إلى أن الخلاف ما بين تركيا والسويد مع فنلندا يمتد لعدة سنوات ماضية حيث تحاولان الانضمام لحلف النيتو وسط معارضة تركية نتيجة لدعم الميليشيات الانفصالية وعدم تصنيفها كمنظمات إرهابية، ما يدفع بعض السياسيين في البلدين لتنظيم تظاهرات واحتجاجات غاضبة ضد تركيا والرئيس التركي على وجه الخصوص بين الحين والآخر.
لم تتوقف ردود الأفعال الغاضبة عند حد الإدانة، حيث أطلق رواد التواصل الاجتماعي حملة واسعة النطاق لمقاطعة البضائع والمنتجات السويدية نصرة للقرآن الكريم والدين الإسلامي الذي يتفنن سياسو اليمين المتطرف في إهانته وتشويهه، وقد أثبتت حملات المقاطعة نجاحاً في حوادث مشابهة من أبرزها مقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية بعد رسوم كاريكاتيرية سخرت من النبي محمد صلى عليه وسلم في عام 2020، وقد حققت نجاحات كبيرة أجبرت الحكومة الفرنسية على التراجع عن مواقفها وتغيير سياستها إزاء القضية.


يذكر أن “بالودان” قام بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في السويد تحت حراسة وحماية الشرطة في الأسبوع الماضي، حيث منعت قوات الأمن الاقتراب منه ومنعه، وبررت الحكومة ذلك فيما بعد أنه نوع من “حرية التعبير” ولا يمكنها قمع هذا النوع من الممارسات، مما أشعل موجة غضب واستنكار في العديد من المناطق كالشمال السوري المحرر الذي شهد تظاهرات عدة في مدينة الباب وعدة مناطق أخرى في ريفي حلب وإدلب، بالإضافة لتظاهرات في بلدان أخرى كتركيا التي رفعت التكبيرات في مسجد آيا صوفيا الأثري، ومظاهرات أخرى في الأردن قام فيها متظاهرون غاضبون بحرق العلم السويدي أمام السفارات السويدية في بلادهم.

قد يعجبك ايضا