التشرّد والتسوّل … ظاهرتان تسبَّبَ بهما النظام وتجاهل ضحاياهما

580


التشرّد والتسوّل … ظاهرتان تسبَّبَ بهما النظام وتجاهل ضحاياهما

تفاقمت ظاهرتا التسوّل والتشرّد اللتان تسبب بهما النظام خلال حربه ضدَّ الشعب السوري، وذلك في ظل تجاهل تام للأعداد المتزايدة من قبل مؤسسات النظام للحد من هذه الظواهر ومعالجتها، وبدلاً من ذلك شرع النظام في استغلالها بشكل متكرر، إذ تقتصر إجراءاته على فرض غرامات مالية على المتسولين والمتشردين.

وتناقل ناشطون سوريون صوراً تظهر عدداً كبيراً من الأطفال ممن باتوا مشرَّدين بلا مأوى بعد فقدان ذويهم بسبب تبعات الحرب الشاملة التي شنها النظام وميليشياته ضد المدنيين، ولعل أكثر المشاهد إيلاماً تلك التي تظهر أطفالاً يبيتون في العراء دون أي مقومات تساعدهم على الحياة، ما يفاقم وضعهم المعيشي المتدهور.

فيما تزعُم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التابعة للنظام بأنها تتخذ عدة إجراءات مع تسجيل أي حالة لدى مكتب مكافحة التسول وتقييمها من قبل مختصّ يسجل البيانات الكاملة عن الحالة لتحول لاحقاً للنائب العام مع اقتراح المكان الذي يمكن إرسالها إليه منوّهةً أن فرز الحالات يتم وفق الفئة العمرية واحتياجات الحالة ثم تُحوّل للمعاهد المختصة مع التمييز بين التسوّل والتشرّد.

في حين يبرر إعلام النظام ارتفاع هذه الظواهر لما يزعم أنها الكثافة السكانية الكبيرة، متناسياً إهمال النظام للحياة الاجتماعية، فضلاً عن كونه يقف خلف كامل أسباب حدوث تلك الحالات، والتي باتت العنوان الأبرز لمناطق سيطرة النظام ويواصل نظام الأسد ملاحقة المتسوّلين ويتجاهل أسباب الظواهر الدّخيلة الناتجة عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردّية التي تعد من تبعات ممارساته الجائرة بحق السوريين خلال سنوات الحرب ضدَّ الشعب، ومع كل إعلان عن ضبط متسوِّلِين تظهر مشاهد الابتزاز والإذلال فيما يكون مركزي النظام المستفيد الوحيد من تلك الحوادث مع رفد خزينته بالمصادرات المالية.

وتشير الأرقام المذكورة في تقرير أممي إلى وجود خمسة ملايين طفل سوري مشرَّدين داخل سوريا وخارجها، ومليوني طفل لا يتلقون التعليم، وجاء ذلك في التقرير الصادر عن “لجنة التحقيق الدولية المستقلة” التي تضمَّنت حينها حصيلة 8 سنوات من الحرب.

ويذكر أن العديد من الظواهر السلبية التي تسببت بها حرب نظام الأسد ضدَّ الشعب السوري والتي راح ضحيتها آلاف الأطفال واليافعين، في ظل تفاقم كبير لظواهر “التشرد” و “التسول” و “شمّ الشعلة” في مناطق سيطرة النظام لا سيما في محافظتي دمشق وحلب، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وتدهور الليرة السورية بشكل غير مسبوق.

عبد الله السباعي، أمين الشامي – شبكة مراسلي ريف دمشق

قد يعجبك ايضا