ما أجمل شهر رمضان!
شهر الانعتاق من القيود الأرضية، والاتصال بالسماوات العلوية.
شهر التزكية والتربية النفسية، شهر القول للنفس بأنها لن تحصل على ما تريد، وإنما ما تريده الروح، فلم يعد للنفس عمل، مع نبذ الجلوس والكسل.
ففي رمضان شرع الإسلام صلاة التراويح لترسيخ هذا المعنى عند المسلم، فهي تزيد الصلة بين الله والعبد، ويزداد العبد قربا من ربه، ويتحقق بمعنى العبودية، ويخالف نفسه التي تميل إلى الراحة والطمأنينة، ويرغمها على فعل ما لا تريد، لأنه أطلق العنان لروحه، وحلق بها في ملكوت الله تعالى، في السماوات العلا.
صلاة القيام فيها استحضار لشعور المسلم بمعنى العبودية الحقيقة، التي يطيع فيها العبد سيده، لكن ليس بدون مقابل، بل المقابل فيها أجر عظيم، وعد به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
نعم صلاة التراويح أجرها مغفرة الذنوب، ورفع الدرجات، وزيادة القرب من رب العباد.
لكن متى يأخذ الصائم هذا الأجر؟
عندما يعطي القيام حقه، فيصلي لله تعالى لا للناس، فقد جاء في الحديث: (كم من قائم ليس له من قيامة إلا التعب والسهر).
عندما يقف بين يدي الله تعالى يستشعر عظمته في قلبه ومشاعره فيخشاه حق خشيته.
عندما يشعر بحضور القلب، في صلاته وأنه يصلي لله تعالى، فلا يفكر إلا فيه، ينسى الدنيا وهمومها ومشاكلها وأكدارها، ويتجه لمناجاة ربه والحديث معه، في لحظات كلحظات أهل الجنة.
عندما لا يكون عمله عبارة عن رياضة بدنية يفعلها ليهضم مافي جوفه، وما تناوله مما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات، وصلت به حد التخمة.
عندما تكون صلاته رياضة روحية، يدرب الإنسان فيها نفسه على الطاعة والامتثال لرب الأنام.
إذا ما استشعر القائم هذه المعاني فحينها يستحق القبول من الله تعالى، ويستحق العتق من النيران، ودخول الجنان من باب الريان.
نسأل الله أن يكرمنا بالشعور بلذة مناجاته وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
ZAYNAB