عثرت فرق الإسعاف على الحدود مع بولندا على جثة شاب سوري يدعى “أحمد الحسن”، حيث وُجدت جثته في إحدى الغابات المتجمدة بعد أن تاه في الغابات وتقطعت به السبل، وبعد التشخيص تبين أنه مات من شدة البرد وسقطت جثته في أحد الأنهار قرب مدينة “بوهونيكي” حيث تمت إجراءات الجنازة والدفن ضمن مقبرة المدينة إذ تمت الصلاة عليه في مسجد صغير يوجد هناك، وينحدر الشاب المتوفى من مدينة حمص ويبلغ عمره 19 عاماً.
لم تكن هذه حالة الوفاة الوحيدة، ففي ذات المنطقة الحدودية، توفيت لاجئة سورية من أصل فلسطيني تدعى “رجاءحسن” وهي أم لـ4 أطفال وقدمت إلى الحدود عبر مدينة مينسك أملاً في في الحصول على عمل تستطيع من خلاله إعالة عائلتها وزوجها العاجز عن العمل بسبب مرض القلب، ولكن سرعان ما تبددت آمالها إذ تم القبض عليهم ووضعهم في مخيم للمهاجرين حيث ازداد حالتها الصحية سوءً بسبب مكوثها الطويل في الغابة دون طعام أو شراب ووسط ظروف جوية قاسية وتم إسعافها لمشفى قريب ولكنها فارقت الحياة على الفور، وبعد تواصل العائلة مع السفيرين الفلسطيني والسوري في بيلاروسيا أكدا إنها لم تتعرض لأي تعذيب يذكر.
أكثرمن 4000 لاجئ احتشدوا على الحدود البولندية البيلاروسية، يبحثون عن الحياة والأمان لعائلاتهم وأطفالهم، أشياء حرمهم إياها الأسد وقلب حياتهم داخل سوريا جحيماً لا يطاق، وأصبح وجودهم على الحدود بين دولتين فصلاً من فصول المعاناة والبؤس.