محمد بسام _ شبكة مراسلي ريف دمشق
أعلنت بيلاروسيا عن انطلاق قافلة الأمل صباح اليوم الثامن من نوفمبر الحالي والتي تضم عشرات اللاجئين من السوريين وجنسيات أخرى مُتجهين من مدينة مينسك البيلاروسية إلى معبر Bruzgi-Kuznitsa الجمركي الحدودي مع بولندا، وذلك من أجل إكمال طريقهم إلى أوروبا الغربية.
كما أعلن الجيش البولندي عن تفعيل حالة الطوارئ على كامل الشريط الحدودي مع بيلاروسيا، من ناحية أخرى فإن ردود الفعل غير القانونية تتمثل في صدّ وإعادة أشخاص قد وصلوا بالفعل إلى أراضي الاتحاد الأوروبي ولديهم الحق في التقدم بطلب للحصول على اللجوء.
وقد أفاد مهاجرون للصحافة البولندية أنهم تعرضوا للضرب على أيدي حراس حدود يرتدون الزي الرسمي على كلا الجانبين أي بولندا وبيلاروسيا، حيث أفاد العديد من المهاجرين الذين تم القبض عليهم وإعادتهم إلى بيلاروسيا، إنهم تعرضوا للضرب على أيدي حرس الحدود البيلاروسي وأجبروا على العودة إلى بولندا مرة أخرى، وغالبا ما يقضون أياما في الشريط القاحل من المنطقة الخالية بين البلدين، فيما يدفع البعض رشاوى باهظة لإعادتهم إلى مينسك وذلك لبدء الرحلة بأكملها من جديد أو الاستسلام للرجوع إلى الدول التي أتوا منها.
ويرى البعض أن تدفق المهاجرين يأتي ردا من “لوكاشينكو” على العقوبات الغربية المفروضة على حكومته بعد أن ادعى فوزه الساحق في انتخابات أغسطس 2020، التي اعتُبرت مزورة على نطاق واسع ثم أطلق حملة قمعية ضد المعارضين والمتظاهرين.
وردا على تزايد تدفق المهاجرين، أعلنت بولندا حالة الطوارئ على حدودها مع بيلاروسيا، مع نقل عشرة آلاف جندي إلى المنطقة لمنع المهاجرين من التسلل إلى أراضيها، كما وافق البرلمان على ميزانية لبناء جدار حدودي في الأسابيع المقبلة.
وقوبل موقف الحكومة البولندية بشأن إبعاد المهاجرين بتأييد شديد من اليمين المتطرف ورد فعل عنيف من الليبراليين. في حين سار المتظاهرون في وارسو ومدن أخرى وهم يهتفون: “أوقفوا التعذيب على الحدود”.
وبينما يخضع السكان المحليون في هاجنوكا والمدن الأخرى القريبة من الحدود لفحوصات دورية من الشرطة أثناء الرحلات الروتينية إلى العمل أو متجر البقالة، يغامر كثير من النشطاء بتعريض أنفسهم لخطر الاعتقال فقط لأنهم يريدون المساعدة حيث يرون أن إجراءات حكومتهم تفتقر للبوصلة الأخلاقية.
وبدوره ينفي “لوكاشينكو” مسؤوليته عن الوضع على الحدود في تصريحاته الرسمية، لكن وفقاً للمعلومات الواضحة فبلاده بيلاروسيا تسمح لمواطني 76 دولة بالدخول إلى ترابها بدون تأشيرة أو على الأقل دون قيود كبيرة.
لا توجد إحصائيات رسمية حول عدد الأشخاص الذين تم استقدامهم لغرض إيصالهم للحدود، ولكن لوكاشينكو في وضع محرج بسبب العدد الكبير من المهاجرين العالقين مؤقتًا أو كليًا في بيلاروسيا.
في المنطقة الحدودية مع بولندا، هناك ما يناهز 15000 شخص ينتظرون فرصة لعبور الحدود، ويُعتقد حاليا أن “لوكاشينكو” نفسه يريد الحد من عدد الأشخاص الذين يدخلون البلاد، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، فقد أعلنت شركة الرحلات السياحية Anex Tour أنه في المستقبل لن يتمكن الأشخاص القادمون من أفغانستان ومصر وإيران واليمن ونيجيريا وباكستان وسوريا من السفر إلى بيلاروسيا إلا بتأشيرة صالحة أما في السابق فقد كان من الممكن الحصول على تأشيرة عند الوصول إلى مطار مينسك.
ويتحدث كثيرون عن تكرار أزمة عام 2015 ولكن الأرقام إلى حدود الساعة أقل بكثير مما كانت عليه خلال الأزمة السورية في عام 2015 حيث سجل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين 476649 طلب لجوء أولي، وفي عام 2016 وصل العدد إلى 722370 طلبًا أوليًا فقط،
وفي العام 2021 أبلغ المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين عن 100278 طلبًا أوليًا بحلول نهاية سبتمبر/أيلول، يفسر ذلك جزئيًا بأن جائحة كورونا سنة 2020 ساهمت في نقص أعداد المتوافدين. لكن رالف برينكهاوس (CDU) رئيس الكتلة البرلمانية للائتلاف الحاكم يخشى “أن الأمر يمكن أن يتطور”.
الجدير بالذكر أن الشرطة الفيدرالية سجلت دخول أكثر من 5000 شخص غير مصرح لهم على طريق بيلاروسيا هذا العام بحلول نهاية يوليو/تموز، وصل 26 شخصًا فقط إلى ألمانيا بشكل غير قانوني عبر بيلاروسيا وبولندا في أغسطس/آب، ووفقًا لأحدث المعلومات من الشرطة الفيدرالية فقد وصل العدد إلى 1903 بحلول 17 أكتوبر/تشرين الأول.
في حين أنَّ معظم المهاجرين كانوا من الجامعيين والشباب والأطفال وجميعم يجيبون بنفس الأجوبة على نفس السؤال :
“انقطعت بنا سبل الحياة فقررنا البحث عن الحياة في مكان آخر، ولا فرق بين الحياة التي كنا نعيشها والموت ، لذلك قررنا الرحيل”.