غفران عابد_ أمين الشامي| شبكة مراسلي ريف دمشق
دير العصافير…
بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 2500 عائلة، بلدة جميلة خصّها الله بالخضرة والماء والجو البديع والأنهار الصغيرة.
شهدت اقتحامات وتخريب وحرق من قبل جيش نظام الأسد، وقصف بكل أنواع الأسلحة، وقد ذكر أهالي غوطة دمشق أن هذه البلدة هي أول نقطة في الغوطة الشرقية تقصف بالطيران المروحي، وفي بساتينها شاهدوا أول برميل متفجر، كما تلقت أول قنبلة عنقودية في الغوطة الشرقية.
عشرة سنوات وأكثر مضت على المجازر الوحشية التي ارتكبتها قوات الاسد بحق المدنيين العزل في “بلدة دير الصافير”.
وبرغم انتقال الثوار من حمل الورود إلى حمل السلاح فإن نظام الأسد لايستهدف المسلحين فحسب، بل يصر على استهداف المدنيين العزل في أماكن إقامتهم.
فقد ارتُكبت خلال العام 2012 عدداً من المجازر في “دير العصافير” إبان الانتفاضة التي شهدتها ضد نظام الأسد، وهذا ما رواه الشاهد الذي كان يعمل سائقاً في إحدى مؤسسات الأسد… ذكر تفاصيل مجزرة مروعة ارتكبتها قواته بحق أهالي دير العصافير .
وقال الشاهد رقم “1” في تسجيل مصور نشره موقع زمان الوصل أنه في أحد الأيام طُلب منه الاستعداد للخروج في مهمة، حيث كانت عشرات الآليات والحفارات و”التركسات” عند الجسر الخامس بانتظار البداية لاقتحام منطقة دير العصافير.
بعد أن حاصروها واقتحموها قام أحد عناصر المخابرات الجوية بأخذ مادة البنزين والتوجه إلى منزل مأهول وأضرم النار بداخله، لم يتخيل أن العنصر سيقوم بحرق أطفال ونساء كانو داخل المنزل، إلا أنه أصيب بالصدمة عندما بدأ أحد الأطفال بالصراخ: “عمو منشان الله لا تحرقنا”
وكانت العملية بقيادة “العميد محمد ديوب والرائد بسام” من المخابرات الجوية، والهدف منها هو البحث عن مشفى ميداني.
بعدها دخلت البلدة بحالة من الصدمة واللاوعي وعدم إدراك مايحصل نتيجة لاشتداد وتيرة القصف والغارات على منازل السكان دون استثناء المدارس والمساجد وبقاء سيارة إسعاف واحدة لنقل الجرحى.
تتالت المجازر على البلدة، فقد كانت على موعد مع واحدة جديدة بتاريخ 6\9\2012 بحق أبنائها العزل بأربعة عشر غارة تعتبر الأعنف عليها، فقد راح ضحيها 18 شهيد.
وبتاريخ 9\10\2012 قُتل أكثر من 32 شهيد منهم 8 من عائلة واحدة أُحرقوا جميعاً.
وفي 25\11\2012 قُتل 13 طفل بالقنابل العنقودية عندما كانوا يلعبون في ساحة البلدة وأصيب العشرات.
وفي 2\12\2012 قتل 9 شهداء في أحد مطاعم البلدة.
وبتاريخ 31\12\2012 استشهد 26 مدني بينهم نساء وأطفال وأصيب العشرات منهم جراء القصف الهمجي.
بالإضافة لمجزرة مروعة ارتكبها الطيران الروسي بأكثر من 10 غارات بتاريخ 31/3/2016، فقد استهدفت المدرسة والمشفى الوحيدين، كما استهدف مركزاً للدفاع المدني، راح ضحيتها 32 شهيد معظمهم نساء وأطفال وجرح ما لايقل عن 60 مدني، وكانت المجزرة الأخيرة قبل فرض سيطرة قوات الأسد على المنطقة براً.
كل هذه المجازر حصلت في تلك البلدة الصغيرة التي تقع كأول نقطة في دمشق وريفها.
هذه المجازر تتطلب حساباً وعدالة لجميع الذين لاحول لهم ولاقوة، أحياء أو أمواتاً، والذين عانوا بشدة، لكن العدالة قد ذُبحت وحرقت ومثلت بجثتها وتمت خيانتها وسط أنظار العالم.