محمد بسام | شبكة مراسلي ريف دمشق
تتفاقم الظروف القاسية التي يعيش فيها أكثر من مليوني نازح صعوبةً مع اقتراب فصل الشتاء في شمال سوريا، ويواجه العديد من النازحين الذين يعيشون في المخيّمات في هذا الوقت من السنة الكثير من الصعوبات، منها تسرّب المياه إلى داخل الخيام وتوحّل الطرقات والبرد القارس.
فالحياة في مخيمات النازحين في الشمال السوري صعبة بما فيه الكفاية مع كل ما تمثله من مشقات النزوح وغياب المتطلبات الأساسية للعيش، هذه المشقات تتفاقم على نحو كبير مع قدوم فصل الشتاء، إذ تجلب الأمطار والعواصف مشكلات إضافية لسكان المخيمات، وغالباً ما تترك خلفها خيماً مقتلعة ومستنقعات وأوحالاً وفصلاً طويلاً من المعاناة.
في الواقع لن تكون هذه المرة الأولى التي يمر فيها الكثير من النازحين بظروف مماثلة خلال فصل الشتاء، فقد شهد شمال سوريا موجات نزوح متعدّدة على مر الـسنوات الماضية، آخرها طرأ في أوائل عام 2020 عندما فرّ نحو مليون شخص بحثًا عن ملاذ آمن بعيدًا عن القتال في المنطقة.
هذا وفي كل عام مع حلول فصل الشتاء تتكرر معاناة النازحين والمهجرين قسرياً من ديارهم في كافة أماكن النزوح السورية، وتبلغ هذه المعاناة ذروتها لدى سكان المخيمات، ففي كل عام يفقد عدد من سكان المخيمات حياتهم بسبب البرد، ففي عام 2015 ضربت العاصفة الثلجية “هدى” الشرق الأوسط مما أدى لموت 15 نازحاً ضمن المخيمات السورية متجمدين من البرد، وخلال عام 2016 سُجلت 3 حالات وفاة لأطفال حديثي الولادة ضمن مخيمات الشمال السوري، كذلك في عام 2017 سُجلت 3 حالات وفاة نتيجة البرد في مخيمات قاح وخربة الجوز وجرابلس، كما وثق “فريق منسقو استجابة سوريا” العامل في الشمال السوري، وفاة أكثر من 9 أشخاص بينهم أطفال بسبب البرد والحروق والاختناقات في مخيمات النازحين في شتاء 2020، في حين أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريراً قالت فيه إنها وثقت مقتل 167 مواطناً سورياً بينهم 77 طفلاً قد توفوا بسبب البرد منذ مارس/ آذار 2011.
يعاني النازحون ضمن مخيمات الشمال السوري أوضاعاً متردية فتزداد أعدادهم كل عام بالمقابل تتناقص المساعدات الإنسانية المُقدمة، ولا تستجيب معظم المنظمات الإنسانية إلا بعد وقوع الكارثة حيث تنقطع الطرق ويصبح الوصول مستحيلاً مما يؤدي إلى وقوع حالات وفاة بسبب البرد.
وتعاني مخيمات النازحين من نقص في مياه الشرب حيث أن 45% من إجمالي المخيمات غير مخدمة بمياه الشرب النظيفة، وتعاني فقراً في مشاريع الصرف الصحي، حيث أن 67% من إجمالي المخيمات غير مخدمة بمشاريع الصرف الصحي، مما يدعو المنظمات الدولية لزيادة مشاريع الصرف الصحي وإنهاء ظواهر المستنقعات والسواقي داخل الخيام وتأمين المياه في مخيمات النازحين.
كما تُشكل جائحة كوفيد-19، التي لا تزال تؤثر بشكل كبير على المنطقة مصدر قلق آخر للناس شمالي سوريا، وسجلّت المنطقة أكثر من 37 ألف حالة مؤكدة منذ تموز 2020 حتى الآن بينها 760 حالة وفاة، ويخشى البعض أن يزداد عدد الإصابات بشكل كبير خلال فصل الشتاء القادم.