جامعيون… ولكن؟!

216

خديجة المصطفى | شبكة مراسلي ريف دمشق

يستمر طلاب جامعة حلب في المناطق المحررة بالمضي قدماً وسط تحديات لا يمكن وصفها مطلقاً بأنها سهلة المواجهة.

شباب في مقتبل العمر، يحملون الأمل شعلة تنير قلوبهم، ويحاولون الاستمرار رغم الوضع الأمني الأسوأ على مستوى العالم.
وآخرون مضت بهم سنون العمر ونالت منهم الأيام حتى رق عودهم، لكنهم اغتنموا فرصة لاحت لهم وعادوا إلى ركب الدارسين.
اصطدم هؤلاء الطلاب بعراقيل مصنوعة، السيء منها معابر تغلق في وقت مبكر، تفصل بين مقر الجامعة ومناطق يقطنها غالبية الطلاب الجامعيين.

ذكرت الطالبة ريان معاناتها في الوصول إلى الجامعة والرجوع منها قائلة:
تخيلي في برد الشتاء وليله الطويل، وأنا أنتظر في السيارة مع بقية الطلاب حتى الصباح لأننا تأخرنا حسب موعد محاضراتنا المقرر، بغض النظر عن دورنا الاجتماعي، سواءً كنا أمهات تركنا صغارنا ينتظروننا، أم فتيات في مقتبل عمرنا، أم شبان ينتظرنا عملنا الليلي لتأمين لقمة العيش”.

كما قال الطالب أحمد في نفس السياق:
“إن الأسوأ فعلاً هو العوز المادي في ظل ارتفاع جنوني لأجور النقل، عوز يصل لدرجة عدم توفر ثمن الخبز، فما بالنا بمصروف السفر اليومي؟، وهذا سبب آخر يمنع الطالب من المثابرة على الدوام.

في حين أضاف الطالب ضياء:
“أما عن وعثاء السفر وطول الطريق فحدث ولا حرج، مئات الكيلو مترات نقطعها صباح مساء تنهك أجسادنا سواء بالحر أو البرد، الطلاب يحتاجون من يأخذ بأيديهم للوصول نحو ذلك الحلم المنشود، فبقليل من الحلول وكثير من المصداقية في التنفيذ قد يخف هذا العبء”.

ومن الحلول التي اقترحها الطلاب الذين أجريت معهم اللقاء ذكروا أنه في حال افتتاح فرع للجامعة في المناطق البعيدة عن المقرّ الرئيسي للجامعة يمكن أن يساهم بحل جزء كبير من المشكلة.
كما أكملوا أن يكون هناك إمكانية بث المحاضرات على وسائل التواصل الاجتماعي ليتسنى للطلاب البعيدين الذين لا يتاح لهم السفر متابعة دراستهم أولاً بأول دون أن يفوتهم شيء، كما اقترحوا أن يتم طلب دعم لتأمين مواصلات مجانية تلتزم مع الطلاب في أوقات محاضراتهم للحؤول دون غيابهم أو تأخيرهم.

وقد أكد الطلاب أنهم يعتزون بانتمائهم لجامعة حلب في المناطق المحررة، هذا الصرح العريق، وأنهم يبحثون دوماً عن الأفضل لتذليل العقبات والصعوبات، حتى يصلون في يوم من الأيام إلى مكانة يفخر بهم كادر هذا الصرح ويفخرون به كخريجين وخريجات، بالحرف والقلم وإرادة البقاء يقاومون طغيان العالم أجمع.

قد يعجبك ايضا