أحمد الهيس | شبكة مراسلي ريف دمشق
اضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للأشخاص الآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، كما يتضمن أنماط محددة ومتكررة من السلوك.
ويشير مصطلح “طيف التوحد” إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة.
يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب في نهاية المطاف بحدوث مشاكل على الصعيد الاجتماعي في المدرسة والعمل على سبيل المثال، وغالباً ما تظهر أعراضه في السنة الأولى، حيث يحدث النمو بصورة طبيعية حتى الشهرين الثامن عشر والرابع والعشرين من عمرهم فيمرون بفترة من الارتداد عندما تظهر عليهم الأعراض.
تظهر بعض علامات اضطراب طيف التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لاسمهم أو عدم الاكتراث لمقدمي الرعاية، وقد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من عمرهم، لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل، عادة ما تظهر العلامات عند عمر العامين.
من المرجح أن يكون لكل طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد نمطاً فريداً من السلوك ومستوى الخطورة من الأداء المنخفض إلى الأداء العالي.
يعاني بعض الأطفال الذين لديهم اضطراب طيف التوحد من صعوبة في التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد، يتراوح معدل ذكاء الأطفال الآخرون الذين يعانون هذا الاضطراب من طبيعي إلى مرتفع، حيث إنهم يتعلمون بسرعة إلا أن لديهم مشكلة في التواصل وتطبيق ما يعرفونه في الحياة اليومية والتكيف مع المواقف الاجتماعية.
يمكن في بعض الأحيان أن تكون الشدة صعبة التحديد بسبب المزيج الفريد للشعور بالأعراض عند كل طفل، حيث إنها تعتمد بشكل عام على مستوى حالات الضعف وكيفية تأثيرها على قدرة القيام بالوظائف.
ترد أدناه بعض العلامات الشائعة التي يُظهرها الأشخاص الذين يعانون اضطراب طيف التوحد:
_التواصل والتفاعل الاجتماعي:
قد يعاني طفل أو شخص بالغ مصاب باضطراب طيف التوحد من مشاكل في التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل، بما في ذلك أي من العلامات التالية:
-عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه أو يبدو كأنه لا يسمعك في بعض الأوقات.
-يرفض العناق والإمساك به ويبدو أنه يفضل اللعب بمفرده، أي ينسحب إلى عالمه الخاص.
-ضعف التواصل البصري وغياب تعبيرات الوجه.
-عدم الكلام أو التأخر في الكلام، وقد يفقد الطفل قدرته السابقة على التلفظ بالكلمات والجمل.
-عدم القدرة على بدء محادثة أو الاستمرار فيها أو قد يبدأ المحادثة للإفصاح عن طلباته أو تسمية الأشياء فحسب.
-يتكلم بنبرة أو إيقاع غير طبيعي، وقد يستخدم صوتاً رتيباً أو يتكلم مثل الإنسان الآلي.
-يكرر الكلمات أو العبارات الحرفية، ولكن لا يفهم كيفية استخدامها.
-يبدو أنه لا يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطة.
-لا يعبر عن عواطفه أو مشاعره، ويبدو أنه غير مدرك لمشاعر الآخرين.
-لا يشير إلى الأشياء أو يجلبها لمشاركة اهتماماته.
-يتفاعل اجتماعياً على نحو غير ملائم بأن يكون متبلّداً أو عدائياً أو مخرّباً.
-لديه صعوبة في التعرف على الإشارات غير اللفظية، مثل تفسير تعبيرات الوجه الأخرى للأشخاص أو وضع الجسم أو لهجة الصوت.
يمكن أن تؤدي المشكلات المتعلقة بالتفاعل الاجتماعية والتواصل والسلوك إلى ما يلي:
-مشاكل بالمدرسة ذات صلة بالتعلم الناجح.
-مشاكل وظيفية.
-عدم القدرة على العيش باستقلالية
العزل الاجتماعي.
-الضغط النفسي داخل الأسرة.
-الوقوع ضحية والتعرض للتنمر.
_متى تزور الطبيب؟
ينمو الأطفال بوتيرة خاصة بهم، ولا يتبع العديد منهم المواعيد الدقيقة المذكورة في بعض كتب الأبوة والأمومة، ولكن عادةً ما يظهر على الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد بعض علامات تأخر النمو قبل بلوغ الثانية من العمر.
في حالة الشعور بقلق حيال نمو الطفل أو الاشتباه في إمكانية إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد، يرجى الإعراب عن مخاوفك للطبيب، كما أن الأعراض المرتبطة بالاضطراب قد تكون مرتبطة كذلك باضطرابات النمو الأخرى.
غالباً ما تظهر علامات اضطراب طيف التوحد مبكراً في مرحلة النمو عندما يكون هناك تأخر واضح في مهارات اللغة والتفاعلات الاجتماعية، ربما يوصي الطبيب بإجراء اختبارات النمو لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني تأخراً في المهارات الإدراكية والاجتماعية ومهارات اللغة أم لا.
إذا كان الطفل:
١-لا يستجيب بابتسامة أو بتعبير عن السعادة ببلوغه الشهر السادس.
٢-لا يقلد الأصوات أو تعبيرات الوجه ببلوغه الشهر التاسع.
٣-لا يتلعثم بالكلام أو يصدر صوتاً ببلوغه الشهر الثاني عشر.
٤-لا يومئ بحركات مثل الإشارة أو التلويح باليد ببلوغه الشهر الرابع عشر.
٥-لا ينطق كلمات متفرقة ببلوغه الشهر السادس عشر.
٦-لا يلعب ألعاب “التخيل” أو التظاهر ببلوغه الشهر الثامن عشر.
٧-لا ينطق عبارات تتألف من كلمتين ببلوغه الشهر الرابع والعشرين.
٨-يفقد مهارات اللغة أو المهارات الاجتماعية في أي عمر.
لا توجد وسيلة لمنع اضطراب طيف التوحد، ولكن هناك خيارات للعلاج، حيث يعتبر التشخيص والتدخل المبكر مفيداً للغاية ويمكنه تحسين السلوك والمهارات وتطوير اللغة، ومع ذلك فالتدخل مفيد في أي عمر على الرغم من أن الأطفال لا يتخلصون عادةً من أعراض اضطراب طيف التوحد، إلا أنهم قد يتعلمون الأداء بشكل جيد.