انفجار منشأة “نطنز”، ضربة قوية جداً لقدرة إيران النووية.

539

محمد سعدو | شبكة مراسلي ريف دمشق

في ظل تعتيم دولي كبير حول انفجار منشأة نطنز مؤخراً الذي حصل يوم الأحد الماضي، حينما استُهدف أكبر مكان صناعي نووي في إيران وذو أهمية بالنسبة لدولة الملالي.
حيث قدمت جريدة النيويورك تايمز الأمريكية معلومات عن الموضوع وكشفت بدقة ملابسات الحادث التي أخفته طهران عن الرأي العام وعن وكالات الأنباء العربية والعالمية، بأن التفجير جاء نتيجة انقطاع مفاجىء في التيار الكهربائي بتفجير أصاب أجهزة الطرد المركزية المحمية بشدة بالغة ودُمّر نظام الطاقة المستقل بشكل كامل، والذي يغذي ويزود أجهزة الطرد المركزية تحت الارض التي تخصب اليورانيوم بحسب مسؤولين بالمخابرات ممن اطّلعوا على حجم الأضرار.
والغريب في الأمر أن إدارة خامنئي لم تذكر إطلاقاً سبب هذا الانقطاع داخل موقع يعتبر شديد التحصين والذي كان هدفاً لعمليات تخريبية سابقاً ولم يتم كشف سبب ملابساتها أيضاً.
وحتى العدو الصهيوني من جانبه أبدى رفضه حول تأكيد أو نفي لأي مسؤولية له حول ما حصل، ولكن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين مهمين في الاستخبارات وبحسب صحيفة التايمز قالوا أن هناك دوراً إسرائيلياً سرياً في الأمر.
إلا أن المسؤولين أضافوا بعدما رفضوا ذكر هوياتهم وفضلوا عدم الكشف عن أسمائهم حول وصف عملية إسرائيل السرية أن ما جرى من انفجار داخلي وجّه ضربة قاسية جداً لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم مجدداً، وأن الأمر قد يستغرق تسعة أشهر على الأقل لاستعادة إنتاج نطنز المعتاد.
ويذكر أن الانفجار وقع بعد أسبوع فقط من مشاركة الولايات المتحدة وإيران في أول ديبلوماسية لهما بعد استلام الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم في المحادثات الجديدة التي تمت في فيينا الهادفة حسب وصف الإدارة الأمريكية إلى إحياء الاتفاقية النووية التي تخلى عنها الرئيس ترامب والتي وصفها بأنها أسوأ صفقة وهبة لإيران.
ومن المقرر أن تُستأنف المحادثات لإنقاذ الاتفاقية بين الطرفين المعروفة باسم خطة العمل المشتركة، ولم يتضح بعد كيف ستردّ إيران إثر عملية نطنز لكن ما هو واضح أنها تواجه حسابات معقدة حول كيفية الرد، خاصة إذا استنتجت بشكل نهائي أن إسرائيل هي المسؤولة عن هذا الحدث.
وفي سياق متصل قال المحلل الإيراني هنري روما في مجموعة أوراسيا وهي شركة استشارية للمخاطر السياسية أن “طهران حقيقةً تواجه توازناً صعباً للغاية، ستشعر بأنها مضطرة للرد لإبلاغ إسرائيل بأن الهجمات ليست بالمجان”، كما أضاف أنها وفي الوقت ذاته ربما تحتاج لضمان ألا يكون مثل هذا الانتقام ذريعةً لنسف كل الاتفاقيات والمباحثات الجارية بين الطرفين والراعية لها دول الغرب بالمحصلة.

قد يعجبك ايضا