مجزرة الكيماوي في مدينة دوما، آخر الفصول الدموية قبل التهجير.

180

علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق


كانت أصوات المدافع وراجمات الصواريخ التي تقصف مدينة دوما باستمرار على مدى أسابيع طويلة كأمواج نارية تجرف كل ما تراه من أبنية وشوارع، حيث كان جيش الإسلام المحاصَر في المدينة يجري مفاوضات أخيرة لمحاولة الحفاظ على ما تبقى من سكان المدينة الذين أنهكهم الجوع والحصار والقصف المستمر لكل ما يتحرك على الأرض، إلا أنّ المفاوضات قد تعثّرت وقابل الروس طلب جيش الإسلام بالبقاء داخل المدينة مع تسيير دوريات مشتركة بالرفض، ولإجبار المدنيين والثوار على الاستسلام والقبول بالتهجير القسري عمدت إلى قصف المدينة بالغازات السامة مستخدمة قذائف المدفعية والغارات الجوية وبراميل متفجرة، حيث ذخَّرت كافة أسلحتها بغاز الكلور السام، ولإيقاع أكبر خسائر بشرية ممكنة عمَد الروس وميليشيات الأسد إلى تذخير طائرات استطلاع ترصد أي نشاط على الأرض من أجل ضرب سيارات الإسعاف التي كانت تنقذ ما تستطيعه من مصابي الاختناق.
استمرت حملة القصف الوحشي بغاز الكلور 36 ساعة، خلّفت 75 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال الذين كانوا مختبئين في أقبية المدينة للاحتماء من القصف العنيف، بالإضافة لمئات من حالات الاختناق.
وعلى الرغم من الإدانات الدولية للمجزرة لم تقم بأي إجراء فعلي سوى عدد من الهجمات الأمريكية الخجولة على عدد من مواقع ميليشيات الأسد، والتي تزامنت مع تصريحات غاضبة من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي وصف فيها بشار الأسد بـ “القاتل الحيوان”.
ما من مهجر تجده في مناطق الشمال السوري من مدينة دوما إلا وستجده يذكر تفاصيل حملة الأسد الأخيرة على الغوطة الشرقية، وبالتأكيد ستجده يذكر تفاصيل مرعبة عن آخر 36 من العنف الوحشي ضد المدنيين الصامدين، والتي سبقت قرار التهجير القسري إلى الشمال السوري المحرر، حيث تركت هذه الساعات أثراً بالغاً في نفوس جميع من عاشها من أبناء دوما حتى اليوم.

قد يعجبك ايضا