في يوم الأرض، شتات ضمن الشتات ومآسي 48 إلى الذاكرة!.

437

علي ياسين | شبكة مراسلي ريف دمشق

تأتي الذكرى ال45 ليوم الأرض الفلسطيني وسط شتات كبير يعانيه الفلسطينيون حول العالم، فمعاناة اللجوء والتغرب الدائم عن أرض الوطن مرارةً ألِفوا التعايش معها منذ نكبة عام 1948 وإعلان الاحتلال الإسرائيلي عن قيام دولته على أرض لا يمتلك الحق فيها، وكان يوم الأرض التاريخي قد جاء في 30 من شهر آذار عام 1976 بانتفاضة شعبية اشتعلت في أراضي الجليل والمثلث والنقب والساحل احتجاجاً على هجمة إسرائيلية جديدة لمصادرة ما تبقى من أرضٍ بيد فلسطينيي الداخل، وعقب استشهاد شاب ليلة الاحتجاجات تصاعدت المظاهرات في عموم الأراضي الفلسطينية لتُجبر جيش الاحتلال على استعمال القوة المفرطة، ما أدى إلى استشهاد 7 آخرين وفرض حظر تجوال كامل من قبل الاحتلال تزامناً مع اعتقال المئات.


وقد أحيا العديد من الكتاب والأدباء هذا اليوم المشهود، وكان من أشهر الإحياءات ما كتبه الشاعر محمود درويش في قصيدته “أنا الأرض”.
وتعد هذه الذكرى من المناسبات الأليمة التي تبعث ذكرى التمسك بالأرض والدفاع في سبيلها رغم لجوئهم في بلدان عديدة حول العالم، ويعد فلسطينيو سوريا من الشريحة الأكثر شقاءً بين لاجئي فلسطين، فَهُم من شهدوا بطش جيش الاحتلال الإسرائيلي وحصار ميليشيات الأسد لمناطق لجوئهم ومخيماتهم إضافة إلى حملة الانتقام الأعمى من قصف جوي وبري لا يختلف بشاعة عمّا يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين وما يزال، فمخيم اليرموك الذي شهد أول الغارات الجوية عام 2012 وتلاه حصار وحشي منع الطعام والدواء حتى تهجير سكانه كحال مخيمات الفلسطينيين داخل سوريا والتي اختارت الوقوف مع الثورة ضد الأسد، والتي قدمت أكثر من 4000 شهيد فلسطيني منذ عام 2011 حتى اليوم.


وبحسب مجموعة العمل من أجل فلسطين فإن 90٪ من الفلسطينيين داخل سوريا يعانون حالاً اقتصادياً مزري وسط انخفاض قيمة الليرة السورية والفقر والبطالة الذي سببه انخفاض القدرة الشرائية، إضافة إلى انخفاض المخصصات الغذائية والمالية التي تقدمها “الأونروا”، حيث ذكرت تقارير أن الأسر الفلسطينية تحصل على 8 دولارات كل 3 أشهر وعدم تقديم أي مساعدة طبية أو صحية تساعد اللاجئين الفلسطينيين على مواجهة الظروف الصعبة.
يأمل الفلسطينيون في سوريا أن يعودوا إلى منازلهم وقراهم في فلسطين، إلا أن الكثير من العقبات تقف بوجه تحقيق هذا الحلم ومن أبرزها وقوف ميليشيات الأسد جنباً إلى جنب مع الاحتلال الإسرائيلي في قتل الفلسطينيين وزيادة بأسهم وسط الظروف القاسية التي تمر على سوريا ومجازر الأسد التي لم تتوقف حتى ضمن مخيمات اللجوء.

قد يعجبك ايضا