وفاة أبرز علماء الشام ومعمريها رئيس رابطة العلماء السوريين.
توفي صباح اليوم الجمعة 19 مارس آذار الشيخ محمد علي الصابوني رئيس رابطة العلماء السوريين وأحد أبرز علماء الشام في عصره عن عمر يناهز 91 عاماً.
نعى الشيخ محمد علي الصابوني أقاربه وتلاميذه عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث وافته المنية في مدينة يلوا التركية.
ويذكر أن الشيخ الصابوني من مواليد مدينة حلب عام 1930، وقد تلقى تعليمه في صغره على يد والده الشيخ جميل الصابوني وحفظ أجزاء من القرآن الكريم ثم أتمّه في الثانوية، حيث درس الثانوية التجارية التي سرعان ما تركها لينتقل الى المدرسة الخسروية الشرعية التي تخرج منها عام 1949.
ذهب في بعثة من وزارة الأوقاف إلى جامعة الأزهر في القاهرة وحصل على شهادة بالقضاء الشرعي من ثم عاد ليعمل مدرّساً في حلب.
تم اختياره للتدريس في كلية التربية بمكة وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبد العزيز التي عمل فيها مدرّساً لمدة 28 عاماً، ثم تولى مهمة البحث في مركزها “إحياء التراث الإسلامي” ليعمل بعدها مستشاراً في “هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة” في رابطة العالم الإسلامي، وفي عام 1431 هجري تم اختياره كشخصية العام الإسلامية.
خصص وقتاً كبيراً للتأليف، حيث أصدر 57 كتاباً تُرجم معظمها إلى عدة لغات كان أهمها “كتاب صفوة التفاسير” و “روائع البيان في تفسير الأحكام والقرآن”.
أما عن مواقفه السياسية فقد عرف الشيخ الصابوني بمواقفه المؤيدة لثورات الربيع العربي عموماً وللثورة السورية خصوصاً، وصرح في لقاء تلفزيوني: “إن الحاكم الذي يتجبر على شعبه وينحرف كل الانحراف عن دين الله هو مجرم ويجب مقاومته”.
وفي مساندته للثورة السورية وصف الصابوني بشار الأسد ب”مسيلمة الكذاب” احتجاجاً على قمع نظامه للمتظاهرين السلميين.
وفي تاريخ 24/5/2011 اتصل أحد الأشخاص من القصر الجمهوري بعائلته لحثّه على العودة وفتح حوار مباشر مع رأس النظام السوري لتسوية أوضاعه، ليكون ردّ الشيخ الذي حضر مقتل الطفل حمزة الخطيب آنذاك بالموافقة لكن بشرط أن يكون حمزة الخطيب برفقته أثناء حواره مع الأسد، ليكشف بعدها الدبلوماسي المنشق عن القنصلية السورية عماد الحراكي بأن نظام الأسد وضع الشيخ على قائمة الاغتيال.
بدأ خلاف الصابوني مع البوطي منذ عهد الأسد الأب وأخذ على البوطي خلال لقاء جمعهما في دبي وقوفه إلى جانب حافظ الأسد ثم الصلاة عليه والقيام على جنازته والبكاء على قبره، حيث صرح قائلاً:” لقد اختلفنا مع الشيخ البوطي منذ عهد المجرم والمنافق حافظ الأسد إذ وقف إلى جانبه آنذاك ثم صلى عليه وقام على جنازته والله جل ثنائه يقول “ولا تصلّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره”.
ليتوسع الخلاف بينهما بعد انطلاق الثورة السورية، فبعد مقتل البوطي خرج الشيخ الصابوني بفيديو مسجل ليتهم نظام الأسد بقتله بهدف التحريض الشعبي على الثوار، وحمّله دماء الأبرياء الذين أريقت بفتاويه التي أخذت بيد بشار الأسد نحو المزيد من الإجرام.
لم يكتف الصابوني عن الجهر بتأييده للثورة والدعوة إلى وجوب الخروج ضد نظام الأسد، بل وقف أيضاً ضد مايسميهم بعمائم السلطان الذين وصفهم بالمنافقين المذبذبين وعلى رأسهم أحمد حسون الذي وصف فتاويه بالفتيل الذي يشعل حرباً طائفية.
اعتبر علماء القرآن والسنة في مختلف الدول العربية الشيخ محمد علي الصابوني “خسارة لصوت الحق في وجه سلطان جائر”.